طرق تعليم اللغة العربية للمبتدئين
طرق تعليم اللغة العربية
إن إرتكاز التعليم على طريقة ما، ليس إلا مساعدة للمتعلّم على معرفة طريق الوصول إلى المعلومة وفهمها، فالطريقة إيحاء من جهة، ودعوة لبذل الجهود والمبادرات من جهة أخرى، وسواء كانت الطرق قديمة أو حديثة، نجد أنّها تهدف للغاية نفسها، فالطريقة هي محاولة لتسهيل العمليّة التعليميّة في أي مستوى كان، وفي أي زمان، وقد أخذ المربّون بما اقترحه الألماني “فريدريك هربات” واستسلموا لطريقته في التعليم؛ لأنّها قائمة على المدخل، والعرض، والتمرين، والتثبيت، على الرغم من أنّ الأسس النفسيّة المرتكزة عليها فقدت الآن كثيراً من مقوّماتها.
أسباب تطور طرق التعليم
في إطار الحركة القويّة التي يشهدها البحث العلمي في مجال طرق التعليم، نلاحظ أنّ الحقل التربوي يعج بالمبادرات، وزيادة المنافسات، وممّا يساعده في ذلك توافر الوسائل، وازدياد المعرفة، بالإضافة إلى دخول التكنولوجيا في حقل التعليم، ولا تقتصر هذه الطرق على الصغار فحسب، بل شملت أيضاً الكبار في العمر، حيث إنّ الاهتمام بمحو الأميّة بالقراءة والكتابة آت من القراءة؛ لأنّها هي المفتاح، والطريقة التي تقرّبهم من الفكر والتراث والثقافة؛ ففك الرموز المكتوبة يساعد في الانفتاح على العالم، ومشاركته، كما تساهم في الاستجابة وجدانيّاً وفكريّاً ونفسيّاً لمحتوى المقروء وأهدافه، فالقراءة تهذّب النفس، وتساعد على تأمّل المواقف وتصوّرها.
طرق تعليم اللغة العربية للمبتدئين
الطريقة التركيبية
تكمن بداية هذه الطريقة في تعليم الحروف، ثمّ الانتقال إلى الكلمات، ثمّ إلى الجمل، حيث يهتم المعلّم بتوجيه أنظار الدارسين إلى الحروف الهجائيّة وأصوات الحروف، ثمّ يقوم بتعليمهم كيفيّة نطق كلمات تتكوّن من حرفين أو أكثر، ولهذا سمّيت “بالطريقة التركيبيّة”؛ لأنّها تبدأ أوّلاً بالأجزاء، ثمّ تركيب هذه الأجزاء لتكوين الكل، وعاشت هذه الطريقة طويلاً، وتعلّم بواسطتها أجيال كثيرة، وأعطت نتائج سريعة، ومع كل هذا فإنّها تحمل سلبيّات كثيرة: كالملل والسأم، وتجعل الدارسين ينطقون الكلمات قبل فهم معناها الحقيقي، كما أنّها تربّي عادة القراءة البطيئة؛ لأنّ دراستها تعتمد على التجزئة والتهجئة، وقد تخلّى عنها كثير من المربّين؛ بسبب عيوبها الكثيرة إذا ما قورنت بالطريقة الكلّية وفق المنظور “الجشطالتي”.
الطريق التحليلية
إنّ الميل إلى تبنّي “الطريقة التحليلية” يرتكز على كثير من الأسس العلميّة، والتي أكّدت صحّتها النتائج المعرفيّة التي تحقّقت نتيجة الممارسة والعمل وأساليب التطبيق، ومن أساسيّات هذه الطريقة أنّ الدارس يعرف كثيراً من الجمل والكلمات، قبل البدء في عمليّة القراءة، وعند قراءة الدرس يُعرض أمامه نص فقرة أو جملة، فيسمعها ويفهم معناها، أو قد يستنتجه من خلال موقف تعليمي، أو تربوي، أو حياتي، وبعد النطق بكلمات النص صورة وصوتاً، ينتقل به المعلّم تدريجيّاً إلى النظر في أجزاء الكلمة بعد أن يكون قد فهمها، وعرف معانيها، قبل تجزئتها للوصول إلى الحرف المقصود، لذلك سمّيت “بالطريقة التحليليّة”، ومن خلال الملاحظة والاستقراء تبيّن أنّ هذه الطريقة تقوم على أساس نفسي ومعنوي، وعلى تزويد الدارس بثروة فكريّة ومعرفيّة، بطريقة الجمل والنصوص، بالإضافة إلى الكسب اللغوي، ومن عيوب هذه الطريقة: أنّها تحتاج لعدد من الوسائل للقيام بها، كما أنّ جملة واحدة أو فقرة تبدو صعبة في المراحل الأولى من عمليّة التعليم، وتطرح هذه الطريقة بكثرة في مجال تعليم الصغار، وأقلّ حدّة منها في ميدان تعليم الكبار.