أهم معاجم اللغة العربية
المعجم واللغة
في العالم الكثير من اللّغات التي يتحدّث بها البشر، ومن أكثر هذه اللّغات انتشاراً بين النّاس اللّغة العربيّة، وهي إحدى اللّغات التي تندرج ضمن مجموعة اللّغات السّامية، كما أنّها أحدث اللّغات تاريخاً ونشأةً. تُعتبر اللّغة العربيّة من أسمى وأعرق اللّغات حول العالم؛ لأنّها اللّغة التي نزل بها القرآن الكريم على محمد عليه الصلاة والسّلام، الأمر الذي جعل المسلمين يهتمّون كثيراً بهذه اللّغة وبتعلُّمها لمكانتها الرّفيعة لديهم، ومع اتّساع رقعة الدّولة الإسلاميّة وانتشار الإسلام واللّغة العربيّة في أرجاء العالم دخل الكثير من العجم إلى الدّول العربيّة، وبدأوا بتعلُّم اللّغة العربيّة لفهم الحياة وواقع المُجتمع العربيّ، والأخذ من الثّقافة والحضارة العربيّة، وأدّى هذا التّداخل إلى وجود الكثير من المُصطلحات والمُفردات غير المفهومة لديهم، ومع تميُّز اللّغة العربيّة بوفرة مُفرداتها صار لزاماً وضع المعاجم اللغويّة التي تُوضِّح المعاني والألفاظ العربيّة ضمن سياقها في الكلام.[١]
تعريف المعجم
المعجم لغةً: (هو قاموس، كتاب يضمُّ مفرداتٍ لغويَّةً مرتَّبة ترتيباً مُعيَّناً وشرحاً لهذهِ المفردات، أو ذكر ما يُقابلها بلغة أخرى)،[٢] أمّا اصطلاحاً: هو الكتاب الذي يحتوي على شرح المُفردات والألفاظ اللغويّة وتوضيح مَعانيها وصفاتها ودلالاتها.[٣]
تعود نشأة وتاريخ المَعاجم في اللّغة العربيّة إلى نزول القرآن الكريم؛ لضرورة توضيح المُفردات والألفاظ اللغويّة، ودخول الكثير من غير العرب في الإسلام وتحديداً في القرن الثّاني الهجري، وقد سُمّي المُعجم بهذا الاسم اشتقاقاً من الفعل (أعجم)، أي بمعنى أزال العجمة، وهنالك الكثير من الناس من يستبدلون كلمة المُعجم بالقاموس؛ فكلمة القاموس في اللّغة تعني البحر، وقد تكون صفة للمعجم ليس أكثر، الأمر الذي استدعى وجوده لتفسير ما يصعب عليهم من مفردات.[٤]
أنواع المعاجم
تُقسم المعاجم العربيّة إلى عدة أنواع، هي:[٤]
- معاجم المعاني: هي المعاجم التي تحتوي على موادّ لُغويّة بغض النّظر عن ترتيب ألفاظها.
- معاجم الألفاظ: هي المعاجم التي تشرح وتُوضّح المعاني والألفاظ والدّلالات الخاصّة بالألفاظ اللّغوية، وتكون مُرتبةً أبجديّاً حسب الأصل الأول أو الأخير للكلمة، أو بحسب الموضوعات، أو حسب المَخارج الصوتيّة العربيّة.
- معاجم المُعرَب والدّخيل: وهي المعاجم التي تحتوي على الألفاظ والمفردات التي أُدخِلت إلى اللّغة العربيّة من الأقوام والشّعوب الأجنبيّة، مثل الرّوم والفرس، وتمّ تعريبها.
- معاجم الأمثال: وهي المعاجم التي تحتوي على الأمثال العربيّة وشرحها وتوضيح معانيها ومقاصدها.
- معاجم المفردات: وهي المعاجم التي تحتوي على المعاني الخاصّة بمُفردات القرآن الكريم والسُنّة النبويّة.
- معاجم المُصطلحات العلميّة والفنيّة: هي المعاجم التي تحتوي على شرح وتوضيح المُصطلحات الطبيّة والعلميّة والفنيّة.
أهمّ معاجم اللغة العربيّة
هنالك العديد من المعاجم في اللّغة العربيّة للعديد من المُؤلّفين الذين اتّبع كلّ منهم نسقاً وترتيباً مُعيّناً يختلف عن الآخر، وفيما يأتي أهم معاجم اللّغة العربيّة ومُؤلّفيها مُقسّمة حسب طريقة ترتيبها ونوعها:
- معاجم الألفاظ: العين للخليل الفراهيديّ، وأساس البلاغة للزَمخشريّ، والمُحكم لابن سيده، وديوان الأدب للفارابّي، والمُعجم الوسيط لمَجمع اللّغة العربيّة.[٥]
- معاجم المعاني: مَتجر الألفاظ لابن فارس، والمُخصّص لابن سيده، والغريب المُصنّف لأبي عبيد القاسم بن سلام.[٥]
- معاجم المُصطلحات: كتاب التّعريفات للجَرجانيّ، والكُليّات للأبي البقاء أيوب بن موسى الكفويّ، وقاموس طبيّ إنجليزي عربي لخليل خير الله، والمُعجم العسكري المُوحّد للجامعة العربيّة.[٦]
- معاجم الأمثال: مجمع الأمثال لأحمد الميدانيّ، والمُستقصيّ للزَمخشريّ، والوسيط في الأمثال للواحديّ.[٧]
- معاجم المُفردات: المفردات في غريب القرآن لأبي القاسم الأصفهانيّ، والمعجم المُفَهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقيّ.[٧]
- تبقى مشكلة واحدة تواجه المعاجم العربيّة، ألا وهي أن تكون مُلمّة بجميع المُفردات والألفاظ العربيّة؛ لأنّ أغلب المعاجم الموجودة حاليّاً لا تحتوي على كلّ الألفاظ والمُفردات نظراً لاعتمادها على جهد أفراد فقط، وفي ظلّ ما تُواجهه اللّغة العربيّة من تحدّيات كبيرة في زمن السّرعة والعولمة وانتشار الإنجليزيّة في كل مكان حتّى التّعليم، يجب تكثيف الجهود للمُحافظة عليها بشكل أكبر، والعمل على إنتاج معاجم عربيّة تعمل على تطوير اللّغة العربيّة والمُحافظة عليها.
أهميّة المعجم في اللّغة
للمُعجم العربي فضل ودور كبير في حفظ اللّغة العربيّة، والحفاظ على رونق لغة القرآن الكريم التي تتّصف بالبلاغة والإجاز، فعندما تنفد السّبل في توضيح معاني القرآن الكريم يأتي المُعجم كحلًّ مثاليّ لهذه المُعضلة. تتخلصّ أهميّة المُعجم العربي في اللّغة بما يأتي:[٨]
- المُحافظة على القرآن الكريم، وضمان سهولة الفهم، وضمان صحته بشكل كامل.
- دمج الألفاظ اللغويّة والمُفردات مع الشّواهد والأمثلة القرآنيّة والنبويّة لضمان استمرارها عبر الزّمن.
- بناء مادّة سهلة ومُيسّرة لتعليم اللّغة العربيّة لغير العرب واللذين يريدون تعلُّمها من الثّقافات والشّعوب الأخرى حول العالم.
- الحفاظ على اللّغة العربيّة من الفساد والضّياع.
- توضيح المعاني والمُفردات والألفاظ اللغويّة الجديدة والغريبة بطريقة تُبسِّطها وتُقرِّبها من العقل.
- توضيح طريقة اللّفظ والهجاء لكلّ من المُفردات الواردة فيه.
- تحديد النّوع الصرفيّ للكلمة سواءً كانت اسماً، أم فعلاً، أم حرفاً، والتّمييز بين المذكر والمؤنث منها، ونحو ذلك من الأمور الصرفيّة.
- توضيح معنى الكلمة والإشارة إلى مجال استخدامها؛ لأنّ هنالك العديد من الكلمات في اللغة التي تحتمل أكثر من معنى.
المراجع
- ↑ سوهيلة درويش (2011)، الفروق اللغوية في المعاجم العربية، صفحة 39-40. بتصرّف.
- ↑ “تعريف و معنى معجم”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2016. بتصرّف.
- ↑ د.محمد حسن محمد (2016)، نظام وترتيب معاجم الألفاظ العربية، صفحة 3. بتصرّف.
- ^ أ ب د.محمد حسن محمد (2016)، نظام وترتيب معاجم الألفاظ العربية، صفحة 3-8. بتصرّف.
- ^ أ ب سوهيلة درويش (2011)، الفروق اللغوية في المعاجم العربية، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ الموسوعة العربية، “المعجم العربي”، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2016. بتصرّف.
- ^ أ ب د.محمد حسن محمد، نظام وترتيب معاجم الألفاظ العربية ، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ حياة لشهب (2011)، المعجم العربي الحديث بين التقليد والتجديد، صفحة 11. بتصرّف.