ما الفرق بين العام والسنة

تدور الأرض حول الشّمس وتكمل دورتها خلال 365 يوماً؛ فالأيّام هي وحدة زمن يقيس بها الإنسان مسيرته في الحياة وكم لبث على هذه الأرض، فيُطلق على دورة الأرض حول الشّمس السّنة أو العام؛ ففي نهاية كل عام تحتفل البشرية ببداية عام جديد أي تستعد الأرض من جديد للدّوران حول الشّمس.

كلمتا عام وسنة هما من المترادفات في اللغة العربية؛ فكلاهما متماثلتان من حيث عدد الأيام وعدد الشّهور، ولكن لماذا تُستخدم في مواضع من اللغة كلمة عام ومواضع أخرى كلمة سنة؟ وما الفرق بينهما؟

الفرق بين العام والسّنة

من حيث المعنى

سنة هي كلمة مفردة وجمعها سنين وسنوات، وهي وحدة زمن تدل على الأيام التي فيها قحط وشدة ومعاناة وشر، وعام هي كلمة مفردة وجمعها أعوام، وهي الأيام التي فيها رخاء وخير وراحة.

من حيث الاستخدام

تعتبر لغة القرآن الكريم هي اللغة العربيّة الفصيحة والدّقيقة للكلمات، وسنوضّح الفرق ما بين العام والسّنة من خلال آيات القرآن الكريم.

  • استخدمت كلمة سنة في القرآن الكريم تسع عشرة مرة؛ حيث وردت مفردة في سبع آيات، ووردت اثنتا عشرة مرة في صيغة الجمع، وأمّا كلمة عام استخدمت مفردة في سبع آيات ولم تذكر في صيغة الجمع في القرآن الكريم؛ فأعوام السّرور ليست كثيرة على الإنسان، ففي العام والسّنين حكمة في حث الإنسان على الصّبر على المعاناة، فلولا المعاناة لما استمرت الحياة؛ فطعم الراحة يأتي بعد التّعب والمعاناة، وفي هذا تذكير للإنسان أيضاً بالعمل.
  • تستخدم كلمة سنة في الأيام التي فيها خير وشر وجهد وحزن، وأمّا كلمة عام فتطلق على الأيام التي فيها خير؛ فالعام يحمل الخير الكثير والسرور، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى (تزرعون سبع سنين دأباً)؛ فالزرع يحتاج إلى جهد وتعب ومعاناة، وقوله تعالى( ثمّ يأتي عام فيه يُغاث الناس)؛ فالعام فيه فرج وإغاثة من المعاناة التي مرّت في سبع سنين صعبة.
  • استخدمت كلمة عام مع فعل الرضاعة (وفصاله في عامين)؛ حيث تشعر المرأة بسعادة وسرور عند رضاعة الطفل، وكذلك يرضع الطفل في عامين حتى يستفيد من حليب أمه، واستخدمت كلمة سنة في قوله تعالى( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة) فذكرت كلمة سنة دون عام وفي هذا دليل على أنّ السنة يتعلّم فيها الإنسان ويعاني، وأما في هذه الآية ( فأماته الله مئة عام ثم بعثه)، جاءت كلمة عام مع الموت، ولم تذكر كلمة سنة لأنّ الموت فيه راحة ورخاء وليست فيه معاناة.