المرء مخبوء تحت لسانه
المرء مخبوء تحت لسانه
وهذا يعني أن المرء يخفي الكثير خلف صمته ، واللسان هو أقوى عضلة في الإنسان ، فهي كالحصان الذي يروض على ما يعلمه عليه صاحبه ، فالكثير من الأقوال هي التي تكشف عن ما يخفيه الإنسان ، كما أن اللسان يكشف عن نوايا الشخص التي يضمرها ولايفصح عنها بشكل مباشر ، كما أن اللسان يظهر الإزدواجية الموجوده بينه وبين المحيا ، فاللسان يقول أشياءاً مناقضة لما يظهر على الجسد ؛ فقد يكون الجسد ي حالة صراع مع العقل في لحظة من العصبية ، فكثيراً من الأحيان يصرح اللسان على أن الإنسان في غير الحالة التي تبدو عليه.
حفظ اللسان:
وقد فسر ابن حجر (حفظ اللسان) هو الإمتناع عن التكلم بما لا يسوغ في الشرع ، مما لا يحوج الإنسان للمتكلم به ، كما أن النووي يشير إلى ما يساعد المتكلم لحفظ لسانه ، فيقول : ويجب لمن أراد التكلم بكلمة أو الكلام ، أن يتدبر نفسه قبل نطقه ، فإن وجبت المصلحة تكلم ، وإلا فأمسك ، والضابط الرئيسي لحفظ اللسان : هو الحذر من التسرع في الكلام ، والتدبر قبل النطق بالكلام.
ما هو اللسان؟
اللِّسَانُ.: هو جسم لحميّ مستطيل الشكل دائم التحرك ، موجود في الفم ، وهو موجود للتّذوُّق والبلع ، وللنطق في الأساس ، وجمعه : ألسنة ، وألسُنٌ . ولُسُنٌ .
وفي الكتاب العزيز قال الله تعالى في سورة مريم : ” فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا” الآية (27).
اللِّسَانُ علمياً : هو عضو عضلي يوجد في الفم ، ويرتبط مع الفك من خلال 17 عضلة تؤمن له الحركة وعمله الوظيفي ، وسطح اللسان مكون من غشاء مخاطي مغطى بآلاف الحليمات الدقيقة التي تحتوي في نهاياتها على أطراف عصبية تمثل حاسة التذوق ، وسطحه دائماً يكون مبللاً باللعاب الذي يبقيه رطبا.
وتقسم الحُليمات التي تغطي سطح اللسان إلى أربعة أنواع : الحليمات الخيطية ، والحليمات الكمئية ، والحليمات الورقية ، والحليمات الكأسية.
وقد قال العرب الكثير من الأقوال والأمثال التي تصف اللسان (كونه الجزء الأساسي للكلام) ، حيث أن العرب قديماً اشتهروا بالفصاحة وبلاغة اللسان ، ومما قيل في اللسان:
لسان العاقل من وراء قلبه ، فإذا أراد الكلام تفكر ، فإن كان له قال ، وإن كان عليه سكت ، وقلب الجاهل من وراء لسانه ، فإن هم بالكلام تكلم به .
” لو كان الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب” .
“ما شئ بأحق بسجن من لسان” .
"اللسان سبع عقور ، ولسانك سبع ، إن أطلقته أكلك" .
“كلم (جرح) اللسان أنكأ من كلم الحسام”
“رُبَّ قوْل أَشدُّ مِنْ صَوْلٍ” (صَوْل والمُصاوَلَةُ المُواثَبة)
“عثرة الرجل عظم يجبر ، وعثرة اللسان لا تبقي ولا تذر”.
” مقْتَلُ الرَّجُلِ بِيْنَ فكَّيِه ” يعني لسانه
ونظم عبد الله بن المعتز بيتاً من الشعر فيه هذا المثل فقال :
يَا رُبَّ أَلسنَةٍ كَالسُّيوُفِ … تَقْطَعُ أعْنَاقَ أَصْحَابِها
وَكَمْ دُهِيَ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ … فَلا تُؤْكَلَنَّ بِأَنْيَـــــــابِها
وقال شاعر في اللسان :
وَقَدْ يُرْجَى لِجُرْحِ السَّيْف بُرْءٌ … وَجُرْحُ الَّدهْرِ مَا جَرَحَ اللَّسانُ
وقال شاعر آخر :
وَجُرْحُ السَّيْفِ تَدْمِلُهُ فَيَبْرَا … وجُرْحُ الَّدهَرِ مَا جَرَح اللِّسانُ
وقال آخر أيضاً:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا التِئَامٌ … وَلا يَلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ
“اللسان أجْرَحُ جَوَارحِ الإنْسَانِ”
” لسانك حصانك.. إن صنته صانك.. وإن خنته خانك”