من هو بوذا

معتنقو البوذية

ينتشر الآلاف من معتنقي البوذيّة في بلدان شرق آسيا وجنوبها، وتقدّر الإحصائيّات غير الرّسميّة عدد معتنقي هذه الدّيانة عبر العالم بما يقارب مئة وخمسين مليون إنسان أو ثلاثمئة مليون إنسان حسب إحصائيّات أخرى، ويتواجد معتنقو المذهب البوذي في الهند والصّين والتّبت واليابان وكوريا وبورما وتايلاند وسيلان، فمن هو مؤسّس المعتقد البوذي؟ وما هي أبرز أفكاره وطروحاته؟

ولادة مؤسّس البوذيّة ونشأته

ولد مؤسّس البوذيّة سذهاتا في شمال الهند على حدود مملكة نيبال في سنة 560 قبل الميلاد، ولقد كان أبوه حاكمًا للمقاطعة التي ولد فيها، لذلك عاش بوذا في النّعيم والتّرف؛ حيث كانت طلباته تلبّى، ورغباته تتحقّق بلمح البصر وبمجرد الإشارة، ولقد زوّجه أهله مبكرًا وهو ما يزال في سنّ التّاسعة عشرة من عمره، ولكن هذه الحياة المترفة والرّفاهيّة لم تثن بوذا عن التّفكير في معاناة الآلاف من البشر، فهو يتلمّس ما يحيق بالنّاس حوله من ابتلاءاتٍ من مرض وجهل وفقر وغير ذلك.

قرّر بوذا في لحظةٍ معيّنة أن يترك حياة النّعيم لعلّه يتعرّف على الأسباب التي تزيل آلام النّاس وتخفّفها؛ فانطلق بعيدًا عن أهله وهو في سنّ السّادسة والعشرين حيث توجّه إلى غابة تسمّى أورويلا وقرّر أن يبقى تحت الأشجار يتفيّأ ظلالها وهو يتفكّر في ملكوت السّموات والأرض، وقد توصّل بوذا بعد التّفكر الطّويل والتّأمل العجيب إلى عددٍ من الحقائق بزعمه، وقد اعتبر هذه الحقائق إشراقات روحيّة تجلّت عليه في لحظات الصّفاء الرّوحي والتّخلي الكامل عن رغبات الدّنيا وشهواتها، وقد انطلق بعد ذلك ليبثّ أفكاره ومعتقداته التي آمن لها بين مريده والنّاس.

سبيل الخلاص عند بوذا

كان من أبرز الأفكار والعقائد التي بثّها بوذا بين النّاس فكرة أنّ الحياة الدّنيا هي مجموعة من المتع والزّينة التي تتحرّك نحوها نفوس البشر بما جبلت عليه من شهواتٍ ورغبات ونزوات سمّاها الكارما، وإنّ وسيلة التّخلص من الكارما هي التقشّف وقتل تلك الرّغبات في النّفس ابتداءً، وذلك حتّى يصل الإنسان إلى مرحلة الصّفاء الرّوحي والنّقاء الذّهني التي سمّاها بالنّيرفانا، وإنّ ذروة هذه الحالة تكون عندما يموت الإنسان ويرحل بعيدًا عن الدّنيا .

بعض أفكاره ومعتقداته

لم ينشغل بوذا كثيرًا بمسائل العقيدة حتّى روي عنه أنّه كان يعارض الكهنة الهندوس في مسائل من بينها الألوهيّة والتّفكير في الخالق، فهو يرى أنّ علاقة الخلق بالخالق كعلاقة محبّ لحبيب لم يره أو يتلمّس وجوده، وقد كان تركيزه على الأخلاق والشّرائع كمنهج حياة، كما لم يؤمن بوذا بمسألة الحياة بعد الموت والبعث؛ فهو يرى أنّ الرّوح تنتقل من جسدٍ إلى آخر ضمن رحلة تنتهي بالفناء .