أول من صعد إلى الفضاء
الحرب الباردة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية برزت في العالم قوّتان متنافستان على زعامة العالم هما الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها (الحلف الأطلسي) ويمثل النظام الرأسمالي الحر، والاتحاد السوفيتي وحلفائه (حلف وارسو) ويمثل النظرية الاشتراكيّة صاحبة الاقتصاد الموجّه، كانت هاتان القوتان تتنافسان على زعامة العالم، وكل قوةٍ منهما تحاول استقطاب دول العالم إلى حلفها، وأطلق على هذا التنافس مصطلح “الحرب البارده”، حيث كان التنافس في مختلف الميادين العسكريّة والسياسيّة والعلميّة، بالإضافة إلى ميدان علم الفضاء.
الكلبة لايكا أول من وصل إلى الفضاء
كان النظام السياسيّ في الاتحاد السوفيتي نظاماً مركزياً اتجه تفكيره إلى تحقيق سبقٍ على منافسته الولايات المتحدة الأمريكية، فاستطاع بناء مركبةٍ فضائيةٍ وإرسالها إلى الفضاء، ففي عام 1957 أرسل الاتحاد السوفيتيّ أول مركبةٍ فضائيةٍ إلى الفضاء”لونا2″ تحمل كلبة اسمها “لايكا” بهدف استكشاف الفضاء، وإثبات تفوّق تكنولوجيا الاتحاد السوفيتي على منافسه الأمريكيّ، وعلى الرغم من هبوط المركبة على سطح القمر إلا أنّها لم تعد إلى الأرض، بل تلاشت في طبقات الغلاف الجويّ.
جاجارين أول إنسان يصل إلى الفضاء
في عام 1960 بدأ الاتحاد السوفيتي الإعداد لبرنامجٍ فضائي جديدٍ مع تجنّب الأخطاء التي وقعوا فيها في المحاولة الأولى، والهدف هو إرسال إنسان إلى الفضاء والتعرّف على خفايا هذا الفضاء الواسع والمجهول بالوقت نفسه، ووقع الخيار على رائد فضاء اسمه”يوري جاجارين”.
وفي عام 1961 انطلقت المركبة الفضائية السوفيتية تحمل في جوفها إنساناً لأول مرةٍ، واستطاعت المركبة السوفيتيّة العودة إلى الأرض، وكان هذا حدثٌ كبيرٌ على مستوى العالم عامةً والقيادة السياسيّة السوفيتيّة خاصةً، فعمدت القيادة السوفيتيّة إلى تخصيص مبالغ كبيرةٍ لتطوير ترسانة الصواريخ الروسيّة على حساب الأسلحة التقليديّة.
وبعد عودة ججارين إلى الأرض عاد بأفكارٍ جديدةٍ عن الله وأعلن ذلك، بعد أن كانت تربيته على مفاهيم الإلحاد والمادية، وهذا أدى إلى إغضاب قيادته منه وطلبت منه التراجع عن أفكاره، توفي ججارين بحادث تحطم طائرته بطلعةٍ تدريبيةٍ كان يقوم بها بسبب خللٍ فني في طائرته لم يُعرف سببه.
غزو الولايات المتحدة للفضاء
إنّ نجاح الاتحاد السوفيتي في غزو الفضاء قد أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكيّة، فقررت تكثيف عملها ببرنامج الفضاء الخارجي “برنامج أبلو” وبدأت العمل بهذا البرنامج في عام 1961 وقد انتهى بوصول الإنسان إلى القمر، والعودة إلى الأرض حاملاً معه عيناتٍ من الصخور والتربة عن سطح القمر، وكان رائد الفضاء أدوين الدرن وأرمسترونج أول من وطأت قدماهما سطح القمر.