علم نفسك التفكير

التفكير

يعد التفكير الصحيح بداية العمل الناجح وأول خطوة في حل أي مشكلة نواجهها، والتفكير ليس مجرد عملية ذهنية يقوم بها المرء بشكل لا إرادي، وإنما هو مهارة ينبغي تعلمها من خلال إعمال العقل وتطوير آليات التأمل والتفكير الإيجابي، وكلّما كان تفكيرنا أكثر وضوحاً وتعمقاً كلّما زادت قدرتنا على التعامل مع المشكلات واتخاذ القرارت وحلها.[١]

مقتضيات التفكير الإيجابي

يقتضي التفكير الإيجابي مراعاة أمورٍ عدة، وهي:[٢]

  • البعد عن النظريات والأحكام المسبقة كالمعتقدات والعادات التي نكتسبها من البيئة المحيطة، ومحاولة عدم التحيّز لها قدر الإمكان، والبحث عن الأدلّة التي تتطابق مع العقل والواقع وليس مع ما نعتقده ونعلمه مسبقاً.
  • البحث عن الأدلّة التي لا تؤكّد اعتقاداتنا وأفكارنا؛ وذلك حتّى تتّسع مساعي الإدراك وحتّى تصبح نظرتنا للأمور أكثر شموليّة وموضوعية، فمثلاً لو سأل شخص ما عن لون حبة جوز الهند لأجاب أنه أسود أو بني، ولكن لو بحث عن أدلة أخرى تثبت أنّ لجوز الهند لوناً آخراً وهو الأخضر لاختلف اعتقاده كلياً حول لون جوز الهند وأنواعه وفوائده. وكذلك الحال عندما تصادفنا أمثلة تتناقض مع معتقداتنا إذ يجب التفكير بها مليا، ومعرفة ما إذا كانت اعتقاداتنا خاطئة أم لا.
  • يتطلب التفكير العقلي المنطقي البعد عن إطلاق الأحكام أواتخاذ القرارات في المواقف التي تغلب عليها العاطفة، وهذا يتطلب من الشخص أن يكون مدركاً لماهية الأشياء والمواقف التي تثيره وتؤثر على قراراته.
  • على المرء أن يسعى دائماً لتطوير اعتقاداته ومفاهيمه وألّا يخاف من تغييرها واستبدالها، فكما أن صلاحية الأشياء تنتهي خلال فترة معينة كذلك الأفكار، قد تنتهي صلاحيتها وتفقد قيمتها تبعاً للتجارب والخبرات التي نمر بها.

آليات تنظيم التفكير

يعدّ التفكير عملية ذهنيّة معقدة تحتاج إلى التظيم والتوجيه وإلّا أصبح مجرد عملية عشوائية قد تسبّب المتاعب والمشاكل، وهذا ما يطرحه إدوارد بونو في كتابه المعروف “علم نفسك التفكير”، حيث يقدم آليات لتنظيم التفكير وجعله مثمراً وأكثر فعالية. نذكر منها:[٣]

  • ضرورة النظر إلى الأمور من جميع جوانبها ثم تحديد إيجابياتها وسلبياتها، وهذا يعني أن عملية التفكير ينبغي أن تتسم بالشمولية ثم التحديد، فمثلاً لو وجد شخص ما باب بيته أو سيارته مغلقاً فإنه أمام خيارين اثنين: إمّا أن يقول: أريد كسر الباب، وإمّا أن يقول: أريد طريقة لفتح الباب، ففي الطريقة الأولى كان خياره محدداً، أمّا في الطريقة الثانية فإنّه يطرح أمام نفسه حلولاً وخياراتٍ متعددة لفتح الباب بدلاً من كسره.
  • ضرورة إعمال العقل والمخيلة أثناء عملية التفكير، وهذا من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة نستطيع من خلالها أن نتصوّر المشكلة من جميع جوانبها وأن نتصور ماذا سيحدث عند اختيار حل من الحلول المطروحة.
  • العمل على توجيه الانتباه إلى مساوئ الأشياء ومحاسنها، ومعرفة أوجه الشبه والاختلاف بينها، ثمّ اتّخاذ القرارات السليمة.
  • التمييز والمطابقة، وذلك عن طريق وضع الأمور في نصابها ومكانها الصحيح بناء على النماذج المختزنة في الدماغ، وبناءً على الخبرات والتجارب السابقة التي تفرض علينا مجموعة من التحليلات والنتائج ينبغي أن نأخذها بعين الاعتبار قبل اتّخاذ القرارت.[٤]
  • الانتقال والتطور من فكرة لأخرى ومن طريقة لأخرى حتى ولو كانت مناقضة لأفكارنا فمن هنا يكون طريق الإبداع والتغيير.

المراجع

  1. “rational”, -dictionary.reverso.net, Retrieved 1/7/2018. Edited.
  2. CYNTHIA T. RICHETTI ,BENJAMIN B. TREGOE (2001), Analytic Processes for School Leaders, Alexandria, Virginia USA: Association for Supervision and Curriculum Development, Page 1-18. Edited.
  3. prof.Daniel Willingham, “Can I Learn to Think More Rationally?”، www.scientificamerican.com, Retrieved 1/7/2018. Edited.
  4. Brandon Robshaw (10-1-2010), “Teach Yourself to Think, By Edward de Bono”، www.google.com, Retrieved 1/7/2018. Edited.