كيف تصبح مصوراً محترفاً

التصوير الفوتوغرافيّ

التصوير الفوتوغرافيّ (بالإنجليزيّة: Photography) هو عبارة عن طريقة يتمّ فيها تسجيل لحظة معيّنة لكائن ما أو مشهد معيّن، وذلك بإطلاق إشعاع أو ضوء على مادّة حسّاسة للضوء، ويُمكِن تفسير التصوير وتَشكُّل الصورة بأنّه عند التعرض للضوء الذي يُطلَق ليُشكِّل الصورة في عدسة الكاميرا، فإنّ تركيب المادّة الحسّاسة لهذا الضوء أو الإشعاع يتغيّر، فتتشكّل صورة معكوسة على ما يُعرَف بالفيلم (بالإنجليزيّة: Negative)، وتُصبِح هذه الصورة مرئيّة عندما يتمّ تثبيت ثيوكبريتات الصوديوم (بالإنجليزيّة: Sodium Thiosulfate) عليها، ويُمكِن أن يكون التصوير فوريّاً حيث تَظهَر الصورة سريعاً، ويُمكِن أن تستغرق معالجة الصوَر أيّاماً أو أسابيع.[١]

وقد تطوَّر التصوير يوماً بعد يوم إلى أن أصبح كما هو عليه في يومنا هذا، وأصبح يَعتمِد على التكنولوجيا وتطوّرها بشكل أكبر، ولا يَقتصِر التصوير على استخدام المرء للكاميرا فقط، وإنّما على المصوِّر أن يُبدِع في التصوير، حيث يُمكِنه أن يُعدِّل على الصورة من خلال استعمال عدسات ومرشِّحات مختلفة، ويغيِّر التباين في ألوانها وظلالها بالتحكُّم بالمادّة الحسّاسة المستخدمة، كما يُمكِنه صنع مشاهد إضافيّة اصطناعيّة في الصورة نفسها.[١]

كيفيّة احتراف التصوير

ينطوي مفهوم المصوِّر الفوتوغرافيّ المُبدِع على من يُمكِنه استخدام الكاميرات المتطوِّرة باحترافيّة عالية، ومعالجة الأفلام والصور الرقميّة ومختلف أنواع الصور بشكل مُتقن، سواء كانت صُوَراً شخصيّة، أو صُوَراً لمناظر طبيعيّة، أو صُوَراً للأزياء، أو حفلات الزفاف أو الأحداث الإخباريّة، وما إلى ذلك من مواضيع مختلفة والتي تختلف باختلاف تخصُّص كلّ مصوِّر، ويجدر الذِّكر أنّ أغلب المصوِّرين الفوتوغرافيِّين يعملون في مشاريعهم الخاصّة بهم ولحسابهم الخاصّ، كما تُوجَد شركات خاصّة يُمكِن الاستعانة بها عند الحاجة لمصوِّر محترف لمناسبة ما.[٢]

وعلى المصوِّر المحترف أن يكون مرناً في عمله، حيث يُسافر لالتقاط الصور إذا استدعى الأمر، كما يكون مرناً في جدول أعماله، وقادراً على قضاء فترات طويلة في جلسات التصوير، كما يجب أن يكون قادراً على تحمُّل الوقوف لفترات طويلة وحَمْل مُعدّات التصوير الخاصّة مهما كانت ثقيلة، ولاحتراف التصوير يُمكِن اتِّباع الآتي:[٢]

  • دراسة العلوم الخاصّة بالتصوير الفوتوغرافيّ: لا يُشترَط على كلّ من يرغب بأن يصبح مصوِّراً محترفاً أن تكون لديه شهادات جامعيّة عالية المستوى، فمن المُمكِن أن يلتحق المرء بدورات خاصّة بالتصوير، يُمكِن للمرء أن يتعلّم من خلالها تقنيات جديدة ومتطوِّرة، كما من شأن هذه الدورات أن تُمكِّن المرء من استخدام مختلف أنواع الكاميرات الرقميّة، وأنواع الإضاءة المختلفة، كما تُمكِّنه من مَعرِفة طرق تحرير الصور المختلفة، أمّا من يرغب بفَتْح مشروع خاصّ به كاستوديو التصوير، فيجدر به الالتحاق بدورات إدراة الأعمال أيضاً.
  • الحصول على خبرة عمل كمساعِد تصوير: العمل كمساعد في استوديو تصوير يُعَدّ فرصة كبيرة يُمكِن للمرء أن يغتنمها ليطوِّر مهاراته في التصوير، كما يُمكِنه أن يبدأ مهنة التصوير بتقديم عروض خاصّة ذات تكلفة منخفضة لمختلف المناسبات، وتقديم الصور المميّزة والغريبة التي يلتقطها إلى مالِكِي المعارض ليتلقّى الدعم منهم.
  • الاحتفاظ بالصور ومواكبة التطوُّرات المختلفة: على المصوِّر أن يحتفظ بجميع الصور التي يلتقطها مهما كانت بسيطة في ملفات خاصّة به، عندها يُمكِن أن يفتح معرضاً إلكترونيّاً خاصّاً به، أو يعرض الصور على مواقع الإنترنت للترويج لنفسه، كما يجب أن يكون على استعداد لمواكبة التطوُّرات في هذا المجال، ومستعدّاً لحضور مختلف المناسبات التي من شأنها أن تمنحه الفرصة لإبراز الموهبة التي يمتلكها.

ومن الأمور الأساسيّة التي يحتاجها المرء كي يبدأ عمله بالتصوير ويُبدِع:[٣]

  • اختيار الكاميرا المناسبة: حيث تتعدّد أنواع الكاميرات وتختلف مواصفات كلّ منها؛ فمثلاً هناك الكاميرا (Point and Shoot (P&S، وهي عبارة عن كاميرا حسّاسة جداً ورقيقة وأتوماتيكيّة بشكل كامل، وتحتوي في الخلف على شاشة (LCD) كبيرة لالتقاط الصور، وممّا يجدر بالذِّكر أنّه لا يُوجَد في هذا النوع من الكاميرات خيارات للتحكُّم بسرعة فَتْح العدسة أو غَلْقها وما إلى ذلك، وهناك الكاميرات التي يكون نوعها (Advanced P & S)، وهي كاميرات متطوِّرة وحجمها صغير، ولها مقبض خاصّ بها، ويُمكِن التحكم بسرعة وحجم فتح العدسة وإغلاقها، ويُمكِن القول إنّها تعطي جَودة عالية للصُوَر، ويُمكِن للمصوِّر المبتدئ أن يستعملها في بداية عمله، أمّا كاميرا من نوع (SLR) فيَستخدمها عادةً المحترفون، حيث إنّ فيها مواصفات احترافيّة لالتقاط الصور.
  • معرفة مصطلحات التصوير: على المصوِّر أن يكون على دراية كاملة بالمصطلحات الخاصّة بالتصوير، مثلا مصطلح (Bulb) يتعلّق بسرعة عدسة الكاميرا، أي أنّه إذا استمرّ المرء بالضغط على الزرّ الخاصّ بغلقها فإنّها ستبقى مفتوحة إلى أن يترك الزرّ، وهذا الأمر عادة ما يفيد في اللقطات الليليّة، أمّا مصطلح (Cityscape) فإنّه عادة ما يُستخدَم لتصوير الأمور التي تكون من صُنع الإنسان، وعلى المصوِّر أن يعلم عن البُعد الؤريّ، وعُمْق ميدان التصوير، والأمور المرتبطة بالمعايير الدوليّة للكاميرا والتي تُعرَف باسم (ISO)، وغيرها من الأمور التي تندرج تحت مصطلح شروط التصوير (بالإنجليزيّة: Photography Terms).
  • ضبط الإضاءة: تُعدّ الإضاءة من أهمّ الأمور التي يجب تَوفُّرها في التصوير بدرجتها المناسبة والمطلوبة، حيث إنّ هناك ثلاثة أنواع من الإضاءة، وهي الإضاءة المباشرة التي تتحقّق عندما يَتوفَّر مصدر واحد للضوء، وهناك الإضاءة المباشرة المنتشرة عندما يكون هناك مصدر واحد للضوء ولكنه منتشر من خلال شيء ما، مثل: أوراق الشجر، أو قطعة قماش، أو مرتدّ عن حائط ما، وأخيراً هناك الإضاءة المنتشرة بشكل كامل، وتتحقّق شروطها عندما يكون الضوء قادماً من اتِّجاهات مختلفة وبشكل متساوٍ، ولكلٍّ من هذه الأنواع استخداماتها الخاصّة بها.
  • معرفة التركيب: يجب على المصوِّر أن يدرس أبعاد الصورة التي يُريد أن يلتقطها، وهنا يجب التنبيه إلى أن التقاط الصورة بشكل سريع ليس هو الفنّ بعينه، وإنّما التروِّي ومَعرِفة الزاوية التي يجب التقاط الصورة منها وغيرها من الأمور التي تتركّب منها الصورة، هو ما يجعل المرء محترفاً فعلاً.
  • ممارسة التصوير أكثر: إنّ التصوير بكثرة وعَرْض الصور على الآخرين لمَعرِفة نقاط الضعف والقوة فيها، أمر جيِّد لاحتراف التصوير.

المهارات التي يحتاجها المصوِّر

لا بدّ أن يمتلك المصوِّر العديد من المهارات ليُصبِح مصوِّراً محترفاً ومشهوراً، ومن هذه المهارات:[٤]

  • القدرة الفنِّية والحسّ الفنِّيّ في التصوير.
  • الصبر؛ حيث لا بدّ أن يكون المرء صبوراً لالتقاط الصور في اللحظات المناسبة.
  • القدرة على إدراة الوقت وتنظيمه.
  • القدرة على الإبداع في التصوير.
  • امتلاك مهارات الاتصال والتواصل الفعّال.
  • قوة الملاحظة والانتباه على أدقّ التفاصيل؛ للحصول على أعلى قدر من الجودة في التصوير.
  • على المستوى الأكاديميّ، على المرء أن يكون قد قَطَع مستوىً أو أكثر في مجال الفنّ، أو التصميم، أو أي من المجالات التي لها صلة بالتصوير، مثل: تكنولوجيا التصميم، أو الإعلام.

ويجب على المصوِّر لكي يكون محترفاً وناجحاً أن يعرف كيف يلتقِط صُوَراً تجذب اهتمام الآخرين وتبهرهم، وعليه أن يلتقط الصورة من الزاوية المناسبة والعُمق المناسب، ويُميِّز إن كان بحاجة إلى إضاءة جانبيّة أو أماميّة أو خلفيّة وما إلى ذلك، كما يجب عليه أن يمتلك المهارات التقنية اللازمة، فمهما كانت الكاميرا التي يستخدمها جيِّدة فلن يكون مصوِّراً محترفاً ما لم يتمكَّن من إتقان استخدام جميع الأزرار الموجودة فيها، وما لم يتمكَّن من التحكُّم بالعدسات والإضاءة وجميع الخيارات المتاحة، والجدير بالذِّكر أنّه يجب على المصوِّر أن يكون على دراية بحقوق الطبع والنشر كي يكون بأمان في حال تمّ نَشْر صُوَر لأشخاص مُعيّنين من قبله، أو إذا استخدم أحد ما صُوَره الخاصّة دون إذن منه.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب “History of photography”, www.britannica.com, Retrieved 2018-6-25. Edited.
  2. ^ أ ب “How to Become a Professional Photographer”, www.study.com, Retrieved 2018-6-25. Edited.
  3. “LEARN PHOTOGRAPHY”, www.instructables.com, Retrieved 2018-6-26. Edited.
  4. “Photographer”, www.ucas.com, Retrieved 2018-6-25. Edited.
  5. “What Skills Are Required of a Photographer?”, www.work.chron.com, Retrieved 2018-6-25. Edited.