كيف تصبح إنساناً إيجابياً

الإيجابيّة

تُعدّ الإيجابيّة من إحدى نِعم الله عز وجل التي تساعد على الحصول على كلّ خير ونجاح في الدّنيا والآخرة؛ حيث إن انعدام الإيجابيّة من الحياة يتسبب في شعور الإنسان بالكدر، وتصبح حياته دون هدف، ويستسلم لليأس والإحباط، كما أن الإيجابيّة هي إكسير النجاح ومهارة من المهارات التي تُكتسب عن طريق التَعلّم؛ من خلال الاعتماد على عاملين، وهما طريقة التصرف وطريقة التفكير، ويقبل كلا العاملان التطوير والتغيير، وهذا يعني أن الإيجابيّة تُمثّل مزيجاً من طريقة التفكير والتصرفات الخاصة بالإنسان.[١]

تعريف الإيجابيّة

الإيجابيّة في الّلغة هي كلمة مُشتقة من الإيجاب ومعناه التحمّل، والقبول، والإلزام، ويُقال (وجبَ الشيءُ يجبُ وجوباً إذا ثبت ولزِمَ)، أمّا اصطلاحاً فتُعرَّف الإيجابيّة بأنّها مصطلحٌ حديث ومعاصر تحدّث عنه المعاصرون من علماء التربية والتنمية البشرية، وتركز على الابتعاد عن السلبيّة، والكسل، والتقاعس. ويمكن تعريفها بأنها حالة نابعة من الشخص، وتتغذى على شعوره بالمسؤوليّة وإيمانه، ويشجعه ذلك على المثابرة لعمل الخيرات والعطاء والبذل والحياة بسعادة.[٢]

طرق ليكون الإنسان إيجابيّاً

يسعى الكثير من الأشخاص إلى أن يكونوا إيجابيين في مختلف مجالات حياتهم، فيحرصون على البحث عن أفضل الطُرق التي تساعدهم على امتلاك الصفات والمهارات الإيجابيّة، وفيما يأتي معلومات عن مجموعةٍ منها:[٣][١]

  • تحقيق جوانب الإيجابيّة: هي تركيز الفرد الإيجابيّ على الوصول إلى الأمور التي يريدها، واهتمامه بالجوانب المضيئة والمشرقة في حياته، وعدم استسلامه للشعور بالنقص، وحرصه على الشعور بالسعادة والحُبّ والنجاح، والتصرف بإيجابيّة مع التفكير بشكل إيجابيّ.
  • رفض الأفكار السلبيّة: هي مقاومة الفرد لأي فكرة سلبيّة وعدم التراجع عن ذلك، والحرص بشكلٍ مستمر على الوجود في أجواء إيجابيّة.
  • قراءة قصص النجاح: هي من الدوافع التي تُشجع الفرد ليكون إيجابياً؛ حيث تزوده بالأفكار التي تجعله يطبّق الإيجابيّة في جميع جوانب حياته.
  • تحديد الأحلام: وحرص الفرد على تجنّب الشعور بالتعاسة؛ عن طريق اختيار وتحديد حلمه الذي يُشكّل الخطوة الأولى في طريقه نحو النجاح، ويجب تكرار هذا الحُلم بشكلٍ دائم مع النّفس؛ حتّى يُساهم في منحها شعوراً إيجابيّاً في العقل الباطن للإنسان.
  • ممارسة التأمل: حيث إن هذه الممارسة تساعد على تقوية الجوانب العاطفيّة والروحانيّة بشكلٍ إيجابيّ، كما أنها تشحن أفكار الإنسان بقوّةٍ إيجابيّةٍ تساعده على التخلّص من الأفكار السلبيّة.
  • طرد الأفكار المحبطة: هو التخلّص من الأفكار السلبيّة الموجودة في الدماغ؛ عن طريق تعلّم الوسائل التي تُغير أسلوب الإنسان في التعامل مع ذاته، والطريقة التي يستخدمها لمواجهة المُشكلات.
  • التفاؤل: بسعي الفرد إلى مواجهة الأفكار السلبيّة التي تصيبه، واستبدالها بمجموعةٍ من الأفكار الإيجابيّة، أملاً في التحسين والتطوير الذي سيجنيه مستقبلاً.
  • تحديد الأهداف: بأن يضع الفرد مجموعة من الأهداف المنطقيّة بشكلٍ دقيق؛ حيث إن اختيار هدف منطقي يساعد على التقليل من احتمالية فشله الذي يؤثّر في نفسيّة الإنسان بشكلٍ سلبي.
  • الابتعاد عن المبالغة: بتجنّب وصف المشكلات بأسلوب مبالغ فيه، بل يجب إعطاء المشكلة حجمها الحقيقي دون تهويل الأمور.
  • تجنّب استصغار الأعمال: وعدم تقليل الفرد من أي عمل جيد يمكنه أن يُساهم فيه، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طَلقٍ).[٤]
  • التركيز على النتائج الإيجابية المرجوة: إن نظر الفرد إلى النتائج المهمة التي تحقّقها الإيجابيّة في جميع مجالات حياته يحفزه على بذل جهده مع نفسه لامتلاك هذه الصفة.
  • تجنّب تكليف النّفس ما ليس بوسعها: أي يجب على الفرد ألّا يكلّف نفسه الأعمال التي لا تطيقها؛ حيث إن هذا الأمر يؤدي إلى شعور الإنسان باليأس والفتور، قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥]

صفات الشخصية الإيجابيّة

تمتلك الشخصيّة الإيجابيّة عدّة صفات، ومنها:[٦]

  • حُبّ العمل: هي القدرة على العمل الجاد والشاق التي تُنسي الشخص الإيجابيّ همومه والأفكار السلبية.
  • الصدق: هو التعامل الصادق مع الآخرين دون وجود أي خداع أو غش؛ حيث إن الشخص الإيجابيّ يمتلك سُمعة طيبة وهو بعيد عن مستوى الشبهات.
  • محاسبة النّفس: هي الحرص على حساب النّفس من أجل تحسينها.
  • المثابرة والعزيمة: هي امتلاك شخصيّة تتميّزُ بالإرادة والصبر، وتجنّب اليأس أو الملل.
  • التفكير المتواصل: هو الانشغال بقضية أو موضوع مُحدّد، وخصوصاً إذا كان يحتاج إلى حلٍّ مُعين، فعندما يصل الشخص الإيجابيّ إلى الحلّ المناسب يسارع لكتابته وتنفيذه.
  • التحليل المنطقي: هو امتلاك القدرة على التحليل الإيجابيّ والمنطقيّ الذي يُرافق التجربة والملاحظة؛ حتّى الوصول إلى الاستنتاجات المناسبة.
  • العمل مع الفريق: هو الإدراك التام بأنّ الإنسان وحده لا يستطيع تنفيذ كلّ شيء، بل لا بد من يد الجماعة لإنجاز عمل معين.
  • التبسيط والبساطة: هي التميّز بالتواضع والبساطة بعيداً عن الغرور والكبرياء والاستعلاء، والميل إلى رؤية الأمور بشكلٍ مبسط.
  • الرؤيا الشاملة: هي امتلاك رؤية متكاملة إلى العالم والمجتمع، والحرص على التعامل الإيجابي مع جميع مجالات الحياة مجتمعة دون الاستغراق في التفاصيل ونسيان الأمور المهمة.

المراجع

  1. ^ أ ب فؤاد بن عبدالله الحمد، “الإيجابية في حياتنا”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2018. بتصرّف.
  2. د/ رياض محمود جابر قاسم (2014)، الداعية الإيجابي في ضوء القرآن الكريم، غزة – فلسطين: الجامعة الإسلاميّة، صفحة 380-381. بتصرّف.
  3. حسام العيسوي إبراهيم (17/10/2012)، “الإيجابية”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2018. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذرّ الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، حُكم المحدث صحيح.
  5. سورة البقرة، آية: 286.
  6. 31/12/2014، “صفات شخصية للتميز في الإيجابية”، www.sst5.com، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2018. بتصرّف.