أساليب تنمية الحوار في حياة الشباب
الحوار الشبابي
تتميَّز العلاقات الشبابيَّة بوجود هامش من الحوار فيما بينهم، حيث تتعدد القضايا التي تجمعهم، فمنها قضايا اجتماعيَّة وقضايا سياسيَّة، وقضايا أدبيَّة، وقضايا شبابيَّة متعددة، ومتجددة في الوقت ذاته، فالحوار إذاً يغلب على العلاقات الشبابيَّة، وحتى يكون الحوار إيجابيَّاً في حياة الشباب فلا بدَّ من وسائل لتنميته وتطويره، حتى يحقق النتائج المرجوَّة منه، وفي هذا الموضوع عرض لبعض هذه الوسائل والأساليب.
وسائل تنمية الحوار الشبابي
- وجود قضيّة حوارية معينة يجتمع حولها شباب محددون، كأن تكون قضيَّة سياسيّة أو اقتصاديَّة أو علميَّة، أو تربويَّة، أو غير ذلك.
- توفّرُ الوعي الثقافي اللازم لدى جميع الشباب المتحاورين، بما يسمح بالشروع في الحوار، وبدون ذلك يفقد الحوار قيمته، وغايته وجوهره.
- التزام جميع المتحاورين بآداب الحوار، كإفساح المجال للمتحاور أن يعبر عن رأيه، وحسن الاستماع، وعدم مقاطعة المتكلِّم وخفض الصوت، واختيار الألفاظ المهذّبة والبعد عن التجريح أو التشهير، ومتى فقد الحوار آداب الحوار يصبح مضيعة للوقت لا طائل من ورائها، بل يكسب المتحاورون قسوة القلوب على بعضهم البعض.
- تعزيز وتشجيع ثقافة الحور وذلك في المحطات التالية:
- المنزل، بين الأبوين كقدوة على الحوار، وبين الأبوين والأبناء، وبين الأبناء فيما بينهم مع تشجيع الوالدين ومراقبتهم.
- المدرسة، بتعزيز فكرة الحوار، وجعلها إحدى وسائل التدريس.
- الجامعات، بجعله أسلوباً في إدارة المحاضرة وعرض أفكارها.
- المنتديات الشبابيّة الثقافيّة، بالتركيز على إبراز الثقافة الحواريّة بين الشباب.
- المساجد، بعمل المنتديات الفكريّة والدعويَّة، واعتماد الحوار أسلوباً في عرض ومناقشة الآراء، وعرض الأفكار.
- ورشات العمل الحوارية الشبابيّة، حول قضية من القضايا الطارئة.
- الاستفادة من أسلوب القرآن الكريم الحواري، حيث إنَّ هناك محطات حوارية ذكرها القرآن الكريم، كحوار الله مع الملائكة، وحوار المؤمنين مع الكافرين، والحوار الذي أجراه الله مع إبليس، فكلّها محطات حوارية تتعزز فيها أهميِّة الحوار.
- الاستفادة من أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلّم الحواري، حيث اتخذ من الحوار أسلوباً في الدعوة.
- عرض لقاءات حواريّة مسجلة هادفة؛ لاستخلاص العبرة منها، والوقوف على إيجابياتها، ومناقشة سلبيات أسلوب الحوار فيها.
- الاستفادة من وسائل التواصل الحديثة في تعزيز الحوار، مثل مجموعات التواصل في (الفيس بوك، والتويتر، والماسنجر) وغير ذلك.
القيمة التربويَّة للحوار
تبرز قيمة الحوار بأنَّه يُعدُّ أسلوباً في عرض الآراء المختلفة، والموازنة بينها واختيار أفضلها، وأسلوباً في الإقناع وتذليل العقبات التي تعترض الأفكار الصحيحة، كالجهل، وانعدام الرؤية الصحيحة حول الموضوع الحواري.
إنّ ميدان الحوار ميدان واسع وفسيح جداً، وأعظم ما فيه إبراز الأفكار المختزنة في القلوب والعقول، وإظهارها وإبرازها، فتصبح معروفة ومعلومة، ولا ننسى ما يتمّ من خلاله كشف للمواهب الشبابيّة التي ما كانت لتعرف لولاه.