كيف تتعلم لغة الجسد

لغة الجسد

يُقال أنّ للعيون لغة لا يفهمها إلّا من كان صافي القلب، وللقلب لغة لا يفهمها إلّا من كان صافي السّريرة، وكما أنّ للقلب لغة وللعين لغة فإنّ للجسد والأعضاء لغة يمكن للإنسان النّبيه أن يقرأها ويفسّر خباياها، وقد يأخذ الإنسان الكثير من الوقت والجهد حتّى يتعلّم التّمثيل والخداع حتّى يستطيع تمثيل هذه الّلغة بشكل كافٍ لخداع أمهر الأشخاص الّذين يتقنون قراءة لغة الجسد.

حركة الرّأس

قد يكون عليك الحذر ممّن لا يحرّك رأسه وتبقى عينيه مسمّرة عليك، فهو على الأغلب يتحدّى ما تقوم به وتفعله، وأمّا من يقوم بطأطأة رأسه بشكل خفيف للأسفل فقد يدلّ ذلك على الخجل أو التّوتّر غالباً، في حين أنّ تحريك الرّأس بشكل متتابع يميناً تارةً ويساراً تارةً أخرى فهذا يدلّ أنّ الشّخص ممازح لك أو أنّه لا يأخذ ما تقول على محمل الجدّ.

طريقة الجلوس

يمكنك ملاحظة طريقة جلوس المستمع حتّى تعلم إن كان مهتمّاً أو واعياً لموضوع الحديث، فكثيراً ما تدلّ الجلسة المعتدلة والمستقيمة في المقعد والنّظر إلى الأمام أو إلى الشّخص المتحدّث على الاهتمام بالموضوع بشكل معتدل، لكن في الحالات التي يكون فيها المستمع منحنياً إلى الأمام في مقعده فقد يدلّ ذلك على الاهتمام الشّديد بالحديث أو الاستمتاع به، أمّا الجلسة غير المستقيمة التي تبدأ بميلان في الأكتاف لأحد جوانب اليمين أو اليسار فقد تدلّ على عدم الاهتمام أو الإعراض، في حين أنّ الرّجوع للوراء ورفع الذّقن لأعلى يدلّ على عدم تصديق المتحدّث أو أحياناً معارضته فيما يقول.

حركات مختلفة في الجسد

هناك أجزاء عديدة في الجسد يمكن قراءتها وهي العيون، والحواجب، واليدين، والفم، والشّفاه، وعضلات الوجه المختلفة، وكثيراً ما ينتبه النّاس للحركات البسيطة والتي تكون أقرب إلى الحقيقة، ولكن عادةً ما يتمّ الانتباه إلى الحركات والصّفات العامّة والواضحة مثل وضعيّة الجلوس العامّة، وطريقة الحديث وسرعته، ودرجة علوّ الصّوت، وغير ذلك، غير أنّ عدداً لا بأس به من النّاس قد ينتبهون إلى نظرة العين وخاصّةً إذا كان الشّخص قريباً منهم كصديق أو فرد من العائلة.

كيفيّة تعلّم لغة الجسد

يمكنك في البداية قراءة العديد من المواضيع المختلفة عن لغة الجسد والمتواجدة بشكل مجّانيّ على شبكة الإنترنت، ولكن يفضّل أن تتعمّق في الموضوع أكثر وتقرأ أحد الكتب التي تتحدّث عن علم الفراسة؛ وهو بمسمّى آخر علم قراءة تعابير الوجوه، وهو موضوع كبير جدّاً ويحتاج إلى العديد من الكتب لتغطيته، أو يمكنك أن تشارك في حضور العديد من النّدوات والدّورات التي تعد بتعليمك أساسيّات لغة الجسد. وفي النّهاية القراءة وحدها لا تكفي، فعليك بالتّدريب والبدء بملاحظة الحركات المختلفة التي يقوم بها الناس حولك، سواء وهم يتحدّثون إليك أو وهم يتحدّثون مع بعضهم البعض، لكن عليك أن تتذكّر دائماً ألّا تواجه من أمامك بما تظنّ فهي طريقة منفّرة للنّاس، إلى جانب أنّك قد تكون مخطئاً، ففي علم الفراسة وهو ليس علماً دقيقاً كالرّياضيات أو غيره، يمكنك أن تخطئ في كثير من الأحيان.

مدى صحّة لغة الجسد

كثيراً ما تتشابه الحركات والإشارات لذلك لا يجب عليك أخذ كلّ حركة بمعنى واحد كمسلّمة، فنفس الحركة قد تعني شيئاً آخر في موقف آخر، لذلك عند محاولة قراءة لغة الجسد يجب أن تأخذ عوامل عديدة بالحسبان مثل: طبيعة الشّخص، وصفاته الشّخصيّة المميّزة، والموقف أو الظّرف الذي يمرّ فيه في هذه الّلحظة، وغيرها من العوامل، وذلك حتّى تصل إلى قراءة أقرب إلى الحقيقة، فالنّفوس غيبيّة ولا يدري بها إلّا الله، ولا يمكنك أن تقرأ ما يدور في الصّدور، لكنّ علم الفراسة أو قراءة لغة الجسد يُتيح حدّاً من المعرفة بإذن الله.