كيف أتحكم في مشاعري
الإنسان ومشاعره
خلق الله عزوجل الإنسان وميزه عن جميع المخلوقات الموجودة في هذا العالم، فأوجد فيه الكثير من الأمور التي جعلته متفوقاً على باقي المخلوقات في جميع أمور حياته؛ كالجسم القويم، والعقل، والمشاعر، والأحاسيس، ففي داخل كل إنسان كتلة من المشاعر والأحاسيس التي تجعله يشعر بما يدور حوله من أحداث وبالآخرين من حوله، كما أنه من خلالها يستطيع تحديد موقفه من أي من الأحداث التي تعرض لها، وبالرغم من أن امتلاك الإنسان قلباً فياضاً بالمشاعر أمر رائع إلا أنه سيؤثر على حياته سلباً بشكل كبير، إذ إنه على أي شخص أن يتحكم في مشاعره ويضبطها، لذا سيكون موضوع حديثنا في هذا المقال عن كيفية ضبط المشاعر والتحكم فيها.
في كثير من الأحيان يتعرض الإنسان إلى العديد من المواقف التي يعلم ما يجب أن يقوله أو يفعله بها، إلا أنه يفشل بمواقف أخرى ولا يستطيع تجاوزها وذلك لجهله أوعدم معرفته ماذا يفعل أو يقول، وذلك لفقدانه السيطرة على نفسه، وعدم قدرته على التحكم في مشاعره، فالتحكم بالمشاعر أمر ضروري جداً في حياة الإنسان، وهو ما يمكنه من التواصل بشكل فعال مع الآخرين، بينما إذا تحكمت المشاعر بالإنسان فهي التي تسيّره في الطريق الخاطئ وسيفقد قدرته على التواصل مع الآخرين ومن ثمّ سيفشل في حياته.
كيفية التحكم بالمشاعر
حتى يستطيع أي شخص التحكم في مشاعره لا بد له من اتباع الخطوات التالية:
- يجب أن يكون لدى الإنسان الوعي الكافي والإدراك، بحيث يبدأ بمراقبة نفسه، وتصرفاته، وأحكامه، على الأمور بشكل متواصل ومستمر، وتحليل تلك الأحكام في عقله، وتحديد ما إذا اتُخذت بناءً على التفكير العقلاني، أم بناءً على العواطف والمشاعر، وتكرار هذا الأمر دائماً، حتى تكون النتيجة بأن الحكم دائماً للعقل وليس للمشاعر.
- بعد التأكد من أن العقل هو الذي يحكم على الأمور، يجب التفكير والتأني قبل الإقدام على أي قول أو عمل، وفي حال الشعور بأن هذا القول أو العمل مندفع لا بد من الامتناع عنه.
- التذكر دائماً بأن المشاعر الموجودة داخل كل شخص تبقى بداخله، ولا أحد يعرف عنها شيئاً إلا في حال أُظهرت من خلال السلوكات، فعلى كل شخص أن يتحكم بسلوكه مع الآخرين ليرسم له صورة مشرقة أمامهم.
- التحكم بالتفكير والحديث مع الذات، فعندما يتعرض الإنسان لموقف أو حدث معين أو عندما يعجب بشخص ما فإنه سيفكر به باستمرار وسيتحدث مع نفسه باستمرار عما مرَّ به، وغالباً ما يكون هذا الحديث مهيجاً للمشاعر ومثيراً لها، لذا يجب مراقبة الحوار الذي يدور مع النفس والتحكم به بحيث يكون غير مثير لهذه المشاعر.
- من الممكن أن يتم اختيار أحد الأشخاص الحكماء سواءً أكان من العائلة أم من خارجها وتعليق صورته في الغرفة، وعند التفكير في أي موقف لا بد من النظر إلى تلك الصورة، واتخاذ صاحبها كقدوة، والتفكير في ما إذا كان هذا الشخص في الموقف نفسه فكيف سيكون تصرفه؟ وماذا سيفعل؟
- في حال الإحساس بأي شعور غير مرغوب على الشخص أن يهدئ نفسه وألا يخاف، فهو بإمكانه وقف هذا الإحساس ومنع تفاقمه.