كيف أقوي ذاكرتي

تعريف الذاكرة

تُعتبر الذاكرة المستودع أو المخزن الذي يضع فيه الفرد ما يمر به من أحداثٍ ومواقف، وأعمالٍ وتجارب، وخبراتٍ، وأسماءٍ وغيرها من أمور، وهي تعرّف على أنّها قدرة الإنسان على تخزين المعلومات التي استقبلها، واسترجاعها مرة أخرى في حال الحاجة إليها، والذاكرة تتكون من أمرين أو فعلين معاً الأول هو التخزين والذي يتم به أخذ المعلومات المهمة والضرورية وانتقائها ثمّ الاحتفاظ بها لوقت الحاجة إليها في الذاكرة ليتم استرجاعها، والثاني هو التذكر، وهو العملية التي يتم فيها استرجاع المعلومات التي تم تخزينها في الذاكرة سابقاً، فالإنسان يتذكر ما تم تخزينه عن طريق الحواس، فهو يتذكر الصور المرئية التي سبق أن شاهدها من قبل، والمواقف المحزنة، والمواقف السارة كذلك هو يتذكرها أيضاً، أما الفوارق التي تظهر بين ذاكرة الرجل وذاكرة المرأة، فالنساء أفضل ذاكرة من الرجل.[١]

طرق تنمية الذاكرة وتقويتها

لتنمية الذاكرة وتنميتها عند الإنسان عليه القيام ببعض الطرق التي تُساعده على ذلك، فهي ذات أهمية كبيرة في جعل عملية التذكر تعمل بفعالية أكبر، ومن هذه الطرق:[٢]

  • الاهتمام: يسهُل على الإنسان تذكُّر الأمور والأحداث التي تُشكل اهتماماً لديه، فالاهتمام لدى الفرد يخزّن المعلومات، ويعالجها بطريقةٍ يسهُل استرجاعها حتى ولو كان ذلك بعد فترةٍ طويلة، وباستطاعة الإنسان اختبار ذلك من خلال استذكار موضوعٍ حاز على اهتمامه يوماً ما، فما أن يبدأ بالتفكير في هذا الموضوع حتى تتسارع المعلومات الخاصة بالموضوع تِباعاً، وبشكلٍ غزيرٍ إلى ذاكرته حتى أنّه يستطيع أن يتحدث بإسهابٍ وتفصيلٍ حول أحداث ذلك الموضوع.
  • الانتقاء: بأن يختار الإنسان بعض الأمور التي يريد تذكرها فيما بعد من غير تذكر كلّ شيء يمر به بالتفصيل، وبالتالي فإنّه سيكون من السهل عليه استرجاع المعلومات بعد شهرٍ أو سنةٍ، أو مدةٍ أكبر من ذلك، فيسترجع ما يُريد والتي تم انتقائها، وقد يساعد الإنسان على ذلك قيامه ببعض الطرق كأن ينتقي المعلومات التي تُشكل أكثر أهميةً له من غيرها، وأن يدوّن ملاحظات معينة حول هذه المعلومات.
  • الانتباه: على الشخص أن يوجه انتباهاً خاصاً بالأمر أو الشيء الذي يُريد تذكره، ذلك أنّ التركيز على أمرٍ واحدٍ يُساعدهُ على تذكرهِ وتذكر الأحداث والمعلومات التي تُرافقهُ، وعلى العكس تماماً فإنّ قلة الاهتمام وعدم الانتباه للأمر أو التركيز عليه يجعل من التذكر له عمليةً صعبةً، وهناك أسبابٌ لعدم توجد عنصر الانتباه عند الإنسان، كالتوتر، والضغط العصبي، والتشتت.
  • الفهم: من السهل على الإنسان تذكُّر أمرٍ ما إذا استطاع فهمه، أو استطاع أن يربط المعلومة الجديدة بشيءٍ هو مُلمٌ به، ويعرفهُ من قبل، فتعلم الأشياء يكون سهلاً إذا استطاع الإنسان فهمه بشكلٍ كافٍ، وتعليمه للآخرين، أو الحديث معهم بخصوصه، فالكثير من الأشخاص لا يخوضون حواراً مع الآخرين، لأنّهم لا يفهمون موضوع الحوار، ولا يريدون في الوقت نفسه أن يظهروا بصورة الأغبياء أمامهم، فإذا أراد الإنسان تذكر أمرٍ ما تم الحديث عنه أمامه، أو استقبلهُ بطريقةٍ ما، فعليه فهمهُ أولاً حتى يستطيع تذكرهُ فيما بعد.
  • وجود النية: فالإنسان إذا وُجدت لديه النية على تذكر أمرٍ ما فإنّه يُركز انتباهه ووعيه التام والكامل لذلك الأمر، ويكون ملاحظاً لأهم تفاصيل ونقاط ذلك الحدث حتى يحاول تذكرها فيما بعد.
  • الثقة بالقدرات: هذا ما يُعرف بالتغير الذهني الإيجابي، فالشخص يجب أن يثق بقدرتهِ العاليةِ على التذكر؛ لأنّ ذلك ينعكسُ عليه في تذكر الأشياء، وبالمقابل فإنّ الشخص الذي لا يثق بقدرته على التذكر، ويخاف من مواجهة الجمهور، بإلقاء محاضرةٍ ما، أو حوارٍ في موضوعٍ معين، خوفاً من النسيان، فإنّ ذلك يرتدّ سلباً على ذاكرتهِ، وهو ما يُسمى بالتغير الذهني السلبي، والذي ينتج عنهُ [[أسباب ضعف الذاكرة والنسيان |ذاكرةٌ]] ضعيفةٌ.
  • التأثير في الذات: يمر الإنسان في حياته بتجارب عديدة، بعضها يسبب له الحزن والألم، وهي التي ترفضه نفسه، والبعض الآخر ما يُسعِد الإنسان، وهي تلك التي يوافق عليها في داخلهِ، وهذان الأمران الحزن والسعادة يحددان مقدار ما يتذكر الإنسان من أحداثٍ مرت به، فهو يتذكر بشكلٍ أفضل عندما توافق هذه الأحداث آراء، ومعتقدات الشخص، ويستبعد من ذاكرته، ما لا يبعث على السرور لديه، أو قد يتذكرها بشكلٍ غير موضوعي وهذا سببه التأثير السلبي في الذات.

عوامل تُقوّي الذاكرة

هناك العديد من العوامل التي يجب على الفرد أخذها بعين الاعتبار عند تقوية ذاكرتهِ وهي:[٣]

  • الانتباه: إنّ الحواس الموجودة لدى الإنسان وهي السمعية، واللمسية، والبصرية تستقبل عدداً غير محدّد من المثيرات وبشكلٍ يومي، إلّا أنّ المثيرات التي تستثير الإنسان والتي يشعر بها عددٌ قليل منها، وهي التي تدخل في منطقة الوعي لديه، أمّا باقي المثيرات تُهمل كليّاً، وهذه العملية توجه شعور الفرد تجاه موقف معين، كما أنّ الإنسان يستطيع أن يغير انتباهه والإحساس الذي يشعر به من مثيراتٍ معينة إلى مثيرات أُخرى؛ ذلك أنّ خصائص المثير هي التي تلفت انتباه الفرد؛ ولذلك من أراد تذكُّر أمرٍ ما، وإدخالهِ في ذاكرتهِ فعليه أنّ يكون منتبهاً بدرجةٍ كبيرةٍ.
  • الإدراك: يقصد بالإدراك كيفية فهم الفرد وتصوره للمعلومات التي يستقبلها عن طريق حواسه، وهو يُعتبر الوسيلة التي بها يستطيع الكائن الحي أن يتكيف مع البيئة المحيطة به، فالإدراك هو إحساس الفرد بما حوله ثمّ طريقة استقباله للمتغيرات، والمؤثرات البيئية، وفهم هذه المتغيرات، وتحليلها بأسلوبٍ معينٍ، وعلى هذا فإنّ عملية الإدراك عند الإنسان تتكون من قسمين الإحساس أو الشعور الذي به يتم استقبال المثيرات، وفهم الإنسان وتصوره للمثيرات التي استقبلتها حواسه، أما متطلبات عملية الإدراك فهي أمران: الأول هو المثيرات الخارجية المحيطة بالإنسان، والأمر الآخر هو الحواس التي تستقبل المثيرات، فكلما كانت هذه الحواس سليمةً لدى الانسان زاد إدراكه للعالم المحيط.
  • التركيز: المقصود منه عدم تفكير الفرد إلا في أمرٍ واحدٍ، بحيث يُشغل جُلّ اهتمامه وبشكلٍ كامل، وهو أقصى درجات الانتباه لدى الفرد، أما متطلبات التركيز فهي عدم سرعة الفرد وانتقاله من شيءٍ إلى آخر، وعدم انتقاله أيضاً من إحساسٍ إلى إحساس آخر، وتجنّب العوامل التي تكون سبباً في التقليل من التركيز مثل التشتت، والتشويش، والتأثير، فهذه جميعها أمورٌ يمكن أن تُخرج الفرد من تركيزه.
  • التكرار: هو عملية الإلحاح المستمرة التي يقوم بها الفرد بالمعلومة نفسها على ذاكرته، وهو المبدأ نفسه الذي تقوم وتعتمدُ عليه الإعلانات التلفزيونية، والحملات الإعلامية، حيث يكررون المعلومة مراتٍ عديدةٍ ليشتري المواطن المنتج الذي يتم عرضه؛ فعملية التكرار تساعد الإنسان على حفظ المعلومة التي يُريدها.
  • تدوين الملاحظات: هو من العوامل المهمة التي تُساعد الإنسان على تقوية ذاكرته لما له من آثار إيجابية كثيرة، فهو يُكسب الشخص مهاراتٍ عديدةٍ منها استيعابه للمعلومات التي يدونها، واحتفاظ الذاكرة فيه مدة أطول، كما ينتج من عملية التدوين هذه مراجعة الشخص للملاحظات التي تم كتابتها، وبالتالي تتحسن عملية الاستيعاب لديه، واستدعاء الملاحظات التي دونها، كما أنّ تدوين الملاحظات له آثارٌ إيجابيةٌ على من يتحدث الشخص معهم ويُدوّن ملاحظاتهم، فهم يشعرون بأهميتهم لدى هذا الشخص، وتزداد ثقتهم بنفسهم بدليل الملاحظات التي يتم تدوينها أثناء حديثهم، كما تُساعد عملية التدوين الشخص المدوّن على حسن الإنصات للموضوع المراد تدوين ملاحظاته، فيتذكر ما دار في الحوار من كلماتٍ وأحداث، ويزداد تركيزه في الموضوع المطروح في ذلك الحوار.
  • اعتماد طرق التدريس: هي التي تعتمد على استخدام الفرد للوسائل الحسية في التدريس، وبعض الممارسات العملية التي تُساعد على ثبوت المعلومة في ذهن الإنسان.
  • تنظيم المعلومات المختزنة: إنّ الإنسان يستقبل عن طريق حواسه كمّاً هائلاً من المعلومات في شتى المجالات المختلفة والمتباينة، فمن الصعب عليه تخزين هذه المعلومات، واسترجاعها عند الحاجة إذا لم تكن هذه المعلومات تم حفظها بطريقةٍ منظمة، بحيث يسهل استرجاعها وتداولها.

أسباب ضعف الذاكرة عند الإنسان

يعود ضعف الذاكرة عند الإنسان إلى أسبابٍ عديدة، منها ما هو عضوي والبعض الآخر نفسي، وقد تجتمع هذه الأسباب جميعها في شخصٍ واحد، يؤدي ذلك إلى ضعف الذاكرة لديه، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[٤]

  • عدم التركيز لدى الشخص عند تلقيه معلومة معينة.
  • عدم تنظيم المعلومات وترتيبها، والذي يؤدي إلى تزاحمها وعدم تذكرها.
  • الإرهاق وكثرة الأعمال التي تقع على كاهل الفرد وكثرة المسؤوليات.
  • عدم ربط المعلومات عند الشخص بمعلوماتٍ سابقة أو بقرائنها.
  • عدم تدوين الملاحظات التي تلقاها الشخص، فالكتابة تُعينه على التذكر.
  • اتباع حمية غير صحية، أو نظام غذائي غير مناسب لصحة الجسم.
  • فقدان عنصر الأمن، وعدم الشعور بالأمان، سواء كان ذلك في المنزل أم في العمل.

المراجع

  1. مدحت محمد أبو النصر (2009م)، قوة التركيز وتحسين الذاكرة (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 55، جزء 1. بتصرّف.
  2. مادلين – آلين، مهارات تنشيط الذاكرة (الطبعة الأولى)، الرياض – المملكة العربية السعودية: دار المعرفة للتربية البشرية، صفحة 26 – 31، جزء 1. بتصرّف.
  3. مدحت محمد أبو النصر (2009م)، قوة التركيز وتحسين الذاكرة (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 69 – 74، جزء 1. بتصرّف.
  4. أسامة الهتيمي (10 – 12 – 2012م)، “كيف تقوي ذاكرتك”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17 – 8 – 2017م. بتصرّف.