كيف أذاكر مادة التاريخ
أهمية العلوم الإنسانية
تنال المباحث الدراسية الّتي تنتمي إلى فئة العلوم الإنسانية حظاً أقل من الاهتمام في منطقتنا العربية من قبل بعض الطلبة وبعض الملعمين وبعض المؤسسات التعليمية، بل ومن قبل بعض الأهالي أيضاً، فهذه المواد – من وجهة نظر هؤلاء- لا تقدم ولا تؤخر في بناء عقل الطالب وتشكيله بالشكل المطلوب بما ينفعه في مستقبله البعيد، ووجهة النظر هذه نبعت أساساً من نظرة المجتمع الّتي لم تعد تقدس سوى التخصصات العلمية وعلى رأسها تخصصي الطب، والهندسة.
تتمثل أهمية التخصصات العلمية العظيمة في النهضة، والتقدم، ومجاراة الأمم الأخرى، ولكن التشبع من العلوم الإنسانية أولى وأهم قبل الالتفات إلى أي نوع من أنواع العلوم الأخرى، فالعلوم الإنسانية هي الأقدر على التأثير في أخلاق الأمم والشعوب، وهي التي توضح مكامن الخطأ، كما أنّها تعتبر الحافظة الرئيسية للشعوب والأمم من الاندثار، علاوة على أنّ هذه العلوم هي التي تساهم في تفعيل دور الروح الإنسانية، لتأتي بعد ذلك العلوم التطبيقية أو العلمية فتمسك زمام السير قدماً نحو الأمام.
مكانة التاريخ
يحتل علم التاريخ مكانة عظيمة جداً بين مختلف العلوم الأخرى، فهو يهدف بشكل رئيسي إلى أخذ العبرة والعظة من الأمم البائدة، وممن مروا يوماً ما في تاريخنا الإنساني الذي نساهم نحن اليوم في كتابة سطوره، لنكون بالنسبة لمن يجيء بعدنا، بمثابة من سبقونا بالنسبة لنا؛ دروساً يتعلمون منها، وذكريات يتألمون أو يفرحون كلما سمعوها.
قد يغفل الكثير من الطلبة مكانة هذا العلم الإنساني، فالتاريخ بالنسبة للتلميذ وسيلة لاتخاذ النماذج الحية الواقعية قدوة له، كما أنّه وسيلة تساعده على فهم طبيعة الحياة، وطبائع الناس، وعوامل صعود الأمم نحو المعالي، وعوامل انحدارها نحو المهالك. ولربما كانت طريقة عرض هذه المادة جافة جداً، ومملة بشكل أبعد الطلاب عن الاهتمام بها، غير أنها لو عرضت بالشكل الصحيح لأحبها الطلبة، ولكانت أكثر فاعلية بالنسبة لهم.
دراسة مادة التاريخ
- دراسة مادة التاريخ يجب أن تكون بطريقة ممتعة، فلا بأس في البداية من أن يطلع الطالب على المادة المطلوبة منه والموجودة في المنهاج المقرر، إلا أنه لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد، فإذا رغب الطالب بالتوسع أكثر، فيمكنه مطالعة المراجع المقترحة من قبل المعلم، أو من قبل مؤلفي المنهاج، أو من قبل أي شخص مختص في هذا المجال، كما ويمكنه أيضاً البحث بشكل تلقائي في المكتبات أو باستعمال الشبكة العنكبوتية عن أي كتاب خارجي له علاقة بالموضوع.
- يجب الاستعانة بالأفلام، والأفلام الوثائقية، والمواد المصورة في دراسة التاريخ، فهذه الوسائل المساعدة تبعد الجفاف عن هذه المادة، وتجعلها أكثر متعة، فصناع الأفلام يعمدون بشكل مستمر إلى صناعة أفلام تتمحور حول قصص واقعية مستمدة من التاريخ، وعلى سبيل المثال، لا يوجد طالب واحد في المنطقة العربية لم يشاهد فيلم الرسالة للراحل العظيم مصطفى العقاد –رحمه الله- عندما كان صغيراً، لتوضيح أحداث السيرة النبوية بشكل أكبر، حيث ساعد هذا الفيلم على ترسيخ المعلومة التاريخية المتعلقة بسيرة رسول الله بالشكل المناسب والصحيح أكثر بكثير من الكلام والشرح الصفي.
- قبل دخول موعد الامتحان، يجب التركيز على المنهاج الدراسي، فللأسف لا زال نمط التعليم لدينا يتطلب هذا الأمر، وذلك للحصول على العلامات المرتفعة.