مقال عن رفقاء السوء
رفقاء السّوء
من أكثر الأمور التي تشغل بال أولياء الأمور وتؤرّقهم الخوف على أبنائهم من مصاحبة رفقاء السّوء والتّأثر بهم، فما يبذله الوالدان من جهدٍ بدني ونفسي في تربية أبنائهم ورعايتهم سنوات طويلة يجعلهم بلا شكّ يتخوّفون على مستقبل أبنائهم، وما يمكّن أن يحصل لهم من تأثيرٍ سلبي على أخلاقهم وتربيتهم من قبل البيئة المحيطة بهم سواء كان ذلك التّأثير من خلال رفقاء السّوء في المدرسة، أو الحيّ، أو المجتمع ككلّ .
مخاطر رفقاء السّوء
لا شكّ بأنّ المخاطر النّاجمة عن رفقة السّوء كثيرة ويمكن أن نذكر عدداً منها :
- أنّ رفقاء السّوء هم سببٌ لإفساد أخلاق الإنسان، فالإنسان عندما يحاط برفقة سوء يتأثّر بهم بشكلٍ كبير؛ بسبب حثّهم المستمر له على ارتكاب الذّنوب والمعاصي. كما أنّ النّفس الإنسانيّة بطبعها تتأثّر بشكلٍ كبير بما يطرق مسامعها ويداعب تطلّعاتها وشهواتها من الكلام الذي يزيّن الباطل والعبارات المنمّقة التي تؤثّر فيها.
- أنّ رفقة السّوء قد تؤدّي بالإنسان إلى الهلاك والضّياع، فكثيرٌ من رفقاء السّوء يجعلون الإنسان يرتكب أموراً قد تنعكس آثارها سلباً عليه في حياته، فالمخدرات على سبيل المثال هي من نتائج رفقة السّوء، حيث قد تؤدّي إلى تدمير مستقبل الإنسان ولزوم السّمعة السّيئة به في حياته.
- أنّ رفقة السّوء تؤدّي إلى تدمير الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة للإنسان، فالنّاس عندما يرون الإنسان يتتبّع طرق السّوء ويسلكها، ويصاحب الأشخاص السّيئين تراهم يبتعدون عنه وينفرون منه ممّا يؤدّي إلى عزلته في المجتمع الذي يعيش فيه.
وسائل الوقاية من رفقة السّوء
إنّ هناك أسباباً ووسائل تؤدّي إلى تجنّب رفقة السّوء ومنها نذكر:
- التّربية الدّينيّة على الأخلاق الحسنة والفضائل والقيم، فالأبناء عندما يغرس فيهم آباؤهم كلّ فضيلةٍ وقيمةٍ حسنة، تراهم ينشؤون نشأةً صحيحة على حبّ الخير وكراهة السّوء والمنكر والشّرور.
- المراقبة المستمرّة للأبناء من قبل الوالدين، فالتّربية حقيقة لا تكفي على أهميّتها في إبعاد الأبناء عن رفقاء السّوء، وإنّما تحتاج إلى متابعةٍ مستمرّة ومراقبة من قبل الوالدين لسلوك أبنائهم في الحياة، وإنّ هناك بلا شكّ عدداً من الأمور والإشارات التي تدلّ على وجود رفقة السّوء في حياة الأبناء منها حبّهم للعزلة أو عدم اختلاطهم بالنّاس، وقلّة تحصيلهم الدّراسي.
- دور المجتمع في القضاء على ظاهرة رفقاء السّوء، فرفقاء السّوء هم من مخرجات المجتمع، فكلما كان المجتمع راشداً صالحاً يقوم كلّ فردٍ فيه بدروه ويؤدّي فيه المعلمون والمربّون أدوارهم في تربية الأجيال على القيم النّبيلة والأخلاق الحسنة، كلّما قضي على هذه الظّاهرة ومُنع انتشارها.