كيفية زيادة التركيز

التركيز

يُعرّف التركيز بأنّه أقصى درجات الانتباه التي تكون لدى الفرد، وهو أيضاً قدرة الفرد على تجاهل جميع ما تُحيط به من مشتتات تُشتت الفكر، ومُتابعة الأمور المهمة التي تحتاج إلى الإنجاز على الفور، وهو عمليّةٌ صعبةٌ تحتاج من الإنسان إلى مجهودٍ كبيرٍ؛ نظراً لكثرة المُشتتات التي تواجه الإنسان كالمؤثرات البيئية المختلفة، أو الأشخاص القريبين منه.[١]

طرق ووسائل زيادة التركيز

توجد العديد من الطرق التي يُمكن للإنسان الاستفادة منها إذا أراد زيادة التركيز لديه، ومن هذه الطرق الآتي:[٢]

  • تحديد الأنشطة والأعمال التي يُبدع فيها الفرد والتي يؤدّيها بشكل جيد، وجعل طاقات الفرد تتجه إليها، ومحاولة التركيز عليها دون سواها من أعمال؛ حيث إنّه في هذه الحالة سوف يحقق نجاحاً أكبر ونتائج أفضل، وسيتخلّص من التوتر الذي يُصيبه نتيجة كثرة الأعمال التي تقع على عاتقه، وسيشعر بمزيدٍ من الطاقة والحماسة التي تزيد من تقدمه ونجاحه.
  • التمييز بين نقاط القوة والضعف في شخصيته؛ فكلّ فردٍ يُجيد عملَ الكثير من الأشياء والأعمال، إلا أنّه قد يتفوّق في بعضها، ولا يُجيد أو يُتقن بعضها الآخر؛ ولذلك إذا أراد الشخص زيادة تركيزهِ في العمل الذي يمارسه، أو إذا أراد النجاح والتفوق في حياته عليه البُعد عن الأعمال التي لا يُجيدها، ويكتفي بالتركيز على الأمور والأشياء التي يجد نفسهُ بها، ويتألق بها، ويبدع فيها، ويكتشف المجالات التي تُميزهُ عن غيرهِ من الناس.
  • الاستعانة بالآخرين للمساعدة في حال دعت الحاجة إلى ذلك؛ فالأعمال الكثيرة التي تحتاج من الفرد إلى إنجازها تُسبّب الضغوطات العديدة له، ولذلك من المناسب جداً أن يجد من يُساعده بتوكيله بعض أعماله لإنجازها تحت إشرافه؛ فالإنسان عليه أن يتخلى عن سيطرتهِ بعض الشيء عن كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في حياتهِ اليومية.
  • التركيز على الأولويات في المهام والأعمال التي تواجه الإنسان في الحياة؛ فعليه أن يتّخذ موقفاً واضحاً وحازماً في اختيار الأولويات، وأن يستعين بمعادلة الحلول الأربعة التي تُساعده على ذلك، والخيارات الأربعة هي: الترك، وتعني اختيار الإنسان لترك المهمة التي أمامه، فيرفضها ولا يُقدم على فعلها، والخيار الثاني هو التفويض، وهو يُناسب المهمة التي يحتاج الإنسان إلى فعلها، ونتائجها ولكن لا يُنجزها لاهتمامه بما هو أولى منها، وبالتالي يفوّضها لشخصٍ آخر للقيام بها، والخيار الثالث التأجيل؛ ويكون في المهام والمسائل التي من الضروري قيام الإنسان بنفسه في إنجازها، إلا أنّه يمكن تأجيلها، ولا يستدعي القيام بها على الفور، أمّا الخيار الرابع والأخير فهو القيام بالمهمة؛ وتكون في المسائل الضروريّة التي لا يُمكن تأجيلها أو تفويضها، أو تركها، بينما القيام بها، وإنجازها سيترك نجاحاً مَلحوظاً على الفرد.
  • التركيز على المزايا والمكاسب التي يجنيها الفرد عند تحديد الأولويات التي يختارها من ضمن الخيارات العديدة، ودراسة المهام التي تساعد على نجاحه وتقدّمه فيهتم بها، والمهام التي لا فائدة تُرجى منها فيتخلّى عنها.
  • عدم السماح للأشخاص المُحيطين به القضاء على تركيزه أثناء إنجاز الأعمال المهمة؛ فعلى الفرد أن يضع حدّاً لكل متطفّل يعيش حالةً من الفوضى، ومنعه من أن يُعيقهُ عن إنجاز المسائل، والمهام الضرورية التي يجب إنجازها على الفور ودون تأخير، وإيجاد العديد من الوسائل التي تُساعدهُ على ذلك، كأن يضع على باب غرفتهِ عند إنجاز المهام الضرورية عبارة (الرجاء عدم الإزعاج)، وفي هذه الحالة يُثبت لنفسه وللآخرين من حوله أهميّة الوقت لديه، وأنّه الآن في حالةٍ قصوى من التركيز التي يُفضّل ألا يُقاطعهُ فيها أحد.

أساليب تحسين عملية التركيز

توجد أساليب عديدة إذا مارسها الإنسان أدّت إلى تحسين عملية التركيز لديه مثل:[٣]

  • وجود النيّة لدى الشخص بالتركيز والاهتمام بالموضوع القائم بين يديه.
  • عدم السرحان، والانشغال بالأفكار الخارجية عن الموضوع.
  • التقليل من التشتت الفكري، وعدم السماح للبيئة المُحيطة أن تؤثّر عليه في عدم إنجاز المهمة.
  • خلق جوٍّ هادئ؛ فالهدوء يزيد التركيز.
  • ربط معلومات جديدة بأخرى قديمة، أو شيء مألوف لديه من قبل؛ لمُحاولة تذكّرها في حال احتاج إليها الفرد.
  • الاسترخاء بين فترةٍ وأخرى؛ وذلك بإيجاد فترة راحةٍ بين الأعمال والمهام المتعددة.

آثار زيادة التركيز على الإنسان

زيادة عملية التركيز عند الإنسان تعود عليه بفوائد عديدة، منها:[٤]

  • مضاعفة الدخل المادي العائد على الفرد، وزيادة وقت الرّاحة لديه؛ حيث كان شائعاً في القِدم أنّه من أراد أن يزيد من دخله المادي عليه أن يعمل ليل ونهار، وأن يزيد ساعات العمل المتواصلة، وبالتالي فإنّ النتيجة تكون من وراء هذا الأسلوب زيادة الدخل للفرد، مع قلةٍ في عدد ساعات الراحة، فينتج عنه إنهاكٌ بدنيٌّ يُصيب الفرد، سرعان ما يتوقّف نشاطه بعد مدّةٍ غير بعيدة، أمّا الطريقة الجديدة التي تطوّرت في الأجيال القريبة فهي التي تزيد الإنجازات لدى الفرد، دون النظر إلى ساعات العمل، فهذه الطريقة أتاحت للإنسان زيادة ومضاعفة الأجر الذي يعود عليه، وزيادة وقت الراحة التي يحتاجها؛ فالدخل العائد أصبح يتحدّد بجودة وكميّة النتائج التي يحققها الفرد، وليس بعدد الساعات التي يعملها.
  • ازدياد الأمور والأعمال التي يركّز عليها الإنسان؛ هذه دراسة أثبتت نجاحها، فالحياة ما هي إلا دراسة لانتباه الإنسان لأمرٍ ما، وأينما اتّجه تركيز الإنسان وانتباهه اتّجه تفوّق ذلك الشيء وتميّزه، وازدادت قيمته؛ فلقد اكتَشف علماء النفس أنّ مراقبة الإنسان لأيّ سلوكٍ يصدرُ منه تُغيّر اتجاه هذا السلوك إلى الأفضل، ولذلك على الإنسانِ أن يُركّز على السلوكياتِ والأنشطةِ المهمّةِ في حياته التي تعود عليه بالفائدةِ، والتي يمكنُ أن تُحقق له أعظمَ المكاسبَ والأرباح، وعلى هذا فإنّ زيادة التركيز تزيد العائدات مع استغلالٍ أكبر للوقت، ومجهودٍ أقل.

المراجع

  1. مدحت محمد أبو النصر (2009م)، قوة التركيز وتحسين الذاكرة (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 157، جزء 1. بتصرّف.
  2. جاك كانفيلد ومارك هانسن ولس هيوت (2011م)، قوة التركيز (الطبعة الثالثة عشر)، الرياض – السعودية: مكتبة جرير، صفحة 41، 44، 50، 56 – 57، 59، ، جزء 1. بتصرّف.
  3. مدحت محمد أبو النصر (2009م)، قوة التركيز وتحسين الذاكرة (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر ، صفحة 161، جزء 1. بتصرّف.
  4. براين تراسي (2012م)، نقطة التركيز (الطبعة الأولى)، الرياض – السعودية: مكتبة جرير، صفحة 10، 14 – 17، جزء 1. بتصرّف.