كيف أستطيع الحفظ بسرعة

المذاكرة والحفظ

الشكوى من عدم القدرة على الحفظ أصبحت شائعةً للغاية في السنوات الأخيرة، وتُشير بعض الأبحاث إلى أنّ استخدام التكنولوجيا بصورة مفرطة يؤدي إلى تقليل معدلات الحفظ لدى الإنسان بسبب وجود أدواتٍ تكنولوجيّةٍ متاحة يُمكنها حفظ المعلومات واسترجاعها بسهولةٍ.

إنّ اجتياز المراحل الدراسية المختلفة ما زال يتطلّب حفظ كمياتٍ كبيرة من المعلومات واسترجاعها أثناء الامتحان، وهو ما يُمثّل صعوبةً على العديد من الطّلبة، ويكمُن الحلّ السريع في معرفة أهمّ الطرق التي تُهيّئ العقل للحفظ واسترجاع المعلومات بسهولةٍ عبر المرور بثلاث مراحلَ أساسية.

وسائل للحفظ بسرعة

التهيئة

تهيئة الأجواء للحفظ السريع تُمثّل الدّفعة الأولى التي تُسهّل بقية عملية الحفظ، وتُقسّم التهيئة إلى داخليّةٍ وخارجيّةٍ، والتهيئة الداخليّة تكون بإيجاد الحافز والدافع للنجاح والتفوّق، والعمل على الابتعاد عن المؤثّرات النفسيّة السلبيّة؛ كالمشاكل الأسريّة، والقلق، والتوتر من اقتراب اختبار أو ما شابه ذلك.

أمّا التهيئة الخارجيّة فهي تهيئة مكان الحفظ والمذاكرة، بدايةً من اختيار مكان هادئ وتوقيت مُناسب للحفظ، وترتيب المكان وتنظيمه؛ بحيث يتمّ استبعاد العناصر التي يُمكن أن تُشتّت الانتباه كالهواتف والألعاب، كما يُنصح بأن يكون الوقت المختار في المساء قبل النوم أو في الصباح الباكر، وهي الأوقات التي يكون فيها العقل مهيّئاً أكثر للحفظ.

عملية الحفظ

يبدأ الحفظ بالفهم الجيّد للمادة المراد حفظها؛ حيث يكون من الصعب تذكّر معلوماتٍ غير مفهومة، لذا يبدأ الطّالب بالقراءة المُتأنّية مع استخدام قلم لوضع علاماتٍ على الجُمل المهمّة والكلمات المفتاحية في الفقرات المُراد حِفظها، ويلي ذلك تلخيص الفقرات في صورة نِقاطٍ مكوّنة من جملة واحدة أو أكثر مع التأكّد من سهولة استرجاعها، وتكرار عملية القراءة وإعادة كتابة التلخيص أكثر من مرة، خاصّةً في المواد الأدبيّة كالشعر أو المواد الاجتماعية كالتاريخ، كذلك يجب توزيع وقت الحفظ على فتراتٍ قصيرة نسبيّاً بحيث لا تستمرّ كل جلسة حفظ أكثر من نصف ساعة تعقبها فترة راحة ذهنيّة قصيرة حوالي خمس دقائق، كما يُفضّل البدء بالمواد الأحبّ إلى النّفس في حالة ضرورة حفظ أكثر من مادة.

المراجعة

المراجعة المُنتظمة تضمن ثبات المعلومات وسهولة استرجاعها وقت الحاجة، ويجب أن تبدأ عملية المراجعة في مراحل مُتقدّمة في العام الدراسيّ، أو بعد الحفظ بفترةٍ قصيرةٍ بصفةٍ عامةٍ؛ حيث تراجع المعلومات التي تمّ حفظها مرّةً في اليوم التالي على الحفظ، مع إعادة المراجعة مرة واحدة أسبوعياً قبل البدء في حفظ معلومات جديدة، كما يجب تخصيص يومٍ أسبوعيّ للراحة.