دور وسائل الإعلام في تربية الأبناء

دور وسائل الإعلام في تربية الأبناء

تعدُّ وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية جزءاً أساسياً من تنشئة الطفل الاجتماعية، إضافةً إلى كونها مصدراً للتعلم والترفيه لمختلف الفئات العمرية من جميع الأعراق، إلا أنّها سلاحٌ ذو حدَّين؛ فهي من ناحية تعتبر وسيلةً لتغيير سلوكيات الطفل الخاطئة، وتحفيز مخيِّلتِهم، وتوسيع معرِفَتِهم، ومن ناحيةٍ أخرى تساهم في خلق تأثيراتٍ سلبية على الأطفال؛ كتخدير الحواس، والحدّ من قدرة الطفل على التخيُّل واللَّعب الحُر، وعدم الشعور بآلام الأخرين.[١]

الدور الإيجابي لوسائل الإعلام في تربية الأبناء

يكمن دور وسائل الإعلام الإيجابيّ في التربية بتأهيل إعلاميين متخصصين في إنتاج بيئة تربويةٍ إعلاميةٍ قِيَميَّة، تتوافق مع أخلاقيات وأهداف المجتمع، وذلك يرجع لأهمية دور الإعلام في نشر معلوماتٍ تؤثِّر في المدارك المعرفية والنفسية للأفراد، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز أو تغيير القِيَم المجتمعية والفردية،[٢] خاصةً على الفئات العمرية الصغيرة، وفيما يلي ذكرٌ لأبرز إيجابيّات التّربية الإعلاميّة للأطفال:[٣]

  • تعزيز مفهوم الجمال: تستطيع وسائل الإعلام تعليم الأطفال الألوان، والأشكال وأجزائها ومدى مناسبتها لبعضها، إلى جانب الإيقاع الموسيقي وغيرها من النواحي الجمالية المختلفة.
  • تنمية الخيال: تساهم وسائل الإعلام في توسيع خيال الأطفال القصصيّ والدراميّ، وتعزيز القدرة على استكشاف الأفكار الخارجة عن إطار الواقع، الأمر الذي يساعد الطفل على استخدام أدوات التفكير العليا؛ كالاستدلال، والمقارنة، والاستنتاج.
  • تنمية المشاعر الداخلية: تساهم وسائل الإعلام في تعزيز الشعور الدينيّ والوطنيّ، كما تُعرِّف الطفل على تراثه وتاريخه بطريقةٍ مناسبةٍ لعمره، هذا بالإضافة إلى دورها في تعزيز المشاعر المجتمعيّة الإيجابيّة؛ كالمحبة والتعاون وغيرها.
  • زيادة الغزارة المعرفية: تُوفِّر وسائل الإعلام معلوماتٍ متنوعةٍ للأطفال، وتوَسِّع مداركهم ومعارفهم بطريقة محبّبةٍ وجاذبةٍ.
  • تَعلُّم لغة العصر: يتعلّم الأطفال من خلال وسائل الإعلام الإلكترونية التقنيات الحديثة المستخدمة في نواحي الحياة المختلفة، إضافةً إلى المهارات الاجتماعية الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي.[٤]
  • التواصل: تربط وسائل الإعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأطفال بأصدقائهم وباهتماتهم المشتركة، كالأنشطة الرياضية.[٤]
  • تعزيز التعاطف المجتمعي: تساعد وسائل الإعلام على تعزيز شعور التعاطف مع الآخرين، والرغبة في التواصل الفعّال، والتضامن الإيجابي معهم من خلال الاستفادة من خصائص مواقع التواصل الاجتماعي .[٤]

الدور الإيجابي لوسائل الإعلام في تعليم تربية الأبناء

تساهم وسائل الإعلام في تعليم وإرشاد الوالدين في الحصول على المعلومات التربوية، وفيما يلي ذكر للدور الإيجابي للإعلام في تعليم أساليب التربية:[٥]

  • أصبح موضوع تربية الأطفال بكل جوانبه موضوعاً أساسياً في وسائل الإعلام المطبوعة، خاصةً في الأربعين سنة الأخيرة، بداية من الكتب والمجلات إلى المنشورات، والصحف المجانية الخاصة بالتربية.
  • تُتِيح وسائل الإعلام الإلكترونية العديد من المواضيع التربوية للوالدين الموجودة في البرامج المتلفزة، وإعلانات الخدمة العامة، وفي المواقع الإلكترونية.
  • أصبح الاعتماد على وسائل الإعلام لمعرفة المعلومات والأساليب التربوية أكثر مقارنة مع الوسائل التقليدية كسؤال المتخصصين التربوين، علماً أنها تتفاوت في فائدتها تبعاً لإمكانية المربين على استخدام وسائل الإعلام المختلفة.

الدور السلبي لوسائل الإعلام في تربية الأبناء

لوسائل الإعلام الاجتماعيّة بعض العواقب التي تؤثر سلباً على تربية الأبناء، وهي كالآتي:[٦]

  • عدم السيطرة على محتوى المعلومات التي يتلقّاها الأبناء جرّاء استخدامهم لهذه الوسائل، ما قد يعرضهم لمُشاهدة مواقع ذات مُحتويات مؤذية ومُخلّة بالآداب، الأمر الذي قد يؤثّر على نمط تفكيرهم.
  • يتعرّض بعض المراهقين لما يُسمّى بالتنمّر الإلكتروني (بالإنجليزية: Cyberbullying)، حيث يتعرّض الطفل للتهديد، والتهكّم، ما قد يُعرّضه للأذى النفسي.
  • إهدار وقت الأبناء، والتسبّب بالإدمان على استخدام ومشاهدة هذه الوسائل الإعلاميّة الاجتماعيّة، ممّا يؤثر على صحتهم الجسديّة.
  • عدم قدرة الأبناء على اكتساب علاقات شخصيّة قويّة.

الدور السلبي لوسائل الإعلام في طريقة تربية الأبناء

قد تؤثر وسائل الإعلام خاصة وسائل التواصل الاجتماعي على المربين سلباً، وتظهر التأثيرات السلبية بصورٍ متعددة، وفيما يلي ذكر لأبرزها:[٧]

  • شعور الوالدين بالإحباط؛ بسبب مقارنة أساليبهم التربوية مع من يعتبرونهم أكثر نجاحاً في هذا المجال على وسائل الإعلام، والذين قد يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لعرض إنجازات أطفالهم، دون ذكر الصعوبات التي واجهتهم أثناء ذلك.
  • قضاء الكثير من الساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من المشاكل في العلاقات الأسرية، والتي أثّرت على طريقة تفاعل الوالدين مع بعضهم ومع أطفالهم.
  • الإفراط في مشاركة المعلومات المتعلقة بالطفل، سواءً على مستوى التفاصيل الصغيرة غير الضروريةٍ إلى المعلومات التي قد تؤدي إلى تعرض الطفل للخطر، كمشاركة الأماكن التي يرتادها.
  • التأثير على عقلية الطفل وجعله مهتماً بشكلٍ أكبر بالتفاعل الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح أكثر رغبةً في الشهرة الافتراضية، وذلك يعود لتركيز الوالدين على نشر تفاصيل أطفالهم، والرغبة بالتفاخر بإنجازتهم على تلك المواقع.
  • تركيز الوالدين على التقاط صورٍ بهدف نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، بدلاً من إبداء ردة فعلٍ مناسبةٍ لتصرف الطفل على نحو حسن، وتعزيزه، والإشادة بتصرفه، أو إبعاده عن الخطر الذي يستدعي تدخل الوالدين بسرعة.

طرق لجعل وسائل الإعلام آمنة عند تربية الأبناء

يستطيع الأهالي حماية أطفالهم من أخطار وسائل الإعلام التربوية، خاصةً وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اتباع بعض الإرشادات، وهي كما يلي:[٨]

  • معرفة التطبيقات والبرامج التي يستعملها الطفل على الأجهزة الذكية.
  • التفاعل مع الطفل في حواراتٍ حول طبيعة استعماله لوسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على مفهوم أن ما ينشر على الإنترنت غير قابلٍ للمحو أو الإزالة.
  • إبداء اهتمام حقيقي للتعرف على الأشخاص الذين يتواصل معهم على مواقع التواصل، للتأكيد على أهمية وجود طرفٍ بالغ يحمي الطفل عند مقابلته لهؤلاء الأصدقاء في الأماكن العامة.
  • استعمال تطبيقات حماية الأسرة، والتي تتيح للوالدين حجب المواقع، وتحديد وقت الاستعمال، والإشراف على محادثات الأطفال عبر الانترنت.
  • وضع الأجهزة الإلكترونية التي تعرض وسائل الاعلام في أماكن مفتوحة في المنزل على نحوٍ يسمح للوالدين بمشاهدة أطفالهم أثناء استخدامها.

أساليب تستخدمها وسائل الاعلام في تربية الأبناء

تكمُن وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية بأنها ذات خصائص مميزة تجعلها مؤثرة في تنشئة الطفل، وفيما يلي ذكر لأبرزها:[٩]

  • التكرار: تتميز وسائل الإعلام بتكرارها لأفكارٍ، وشخصياتٍ، وصورٍ، وعلاقاتٍ تُمثِّل قيّماً معينة بهدف غرسها في نفسية الطفل.
  • الأسلوب الجذاب: يعتبر الأسلوب الجذّاب من أهم خصائص وسائل الإعلام، وتتعدد الأساليب التي يمكن استخدامها لشد انتباه الطفل، كالاستعانة بالتقنيات الإعلامية الحديثة.
  • التشاركية: تتيح وسائل الإعلام فرصة التفاعل معها، والدعوة للمشاركة الفعلية فيها، كالاشتراك في مسابقات المواهب.
  • تقديم النموذج القدوة: تستطيع وسائل الإعلام تقديم شخصيةٍ ذات مكانةٍ اجتماعيةٍ مثلاً، لتمارس سلوكاً معيناً، ليتعلمه الطفل.

المراجع

  1. unicef، “الأطفال والإعلام”، www.unicef.org، اطّلع عليه بتاريخ 9-8-2020. بتصرّف.
  2. مصطفى داسة (24-4-2018)، الإعلام التربوي وتأثيره على التنشئة الاجتماعية للطفل الجزائري، الجزائر: جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي، صفحة 3. بتصرّف.
  3. الطفل وتحديات الإعلام الجديد، مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، الجزائر: جامعة العربي التبسي، صفحة 233-234، جزء التاسع. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت Mrunal (19-6-2019), “Impact of Social Media on Children”، parenting.firstcry.com, Retrieved 11-8-2020. Edited.
  5. A. Rae Simpson (1998), “The Role of the Mass Media in Parenting Education”، parenthood.library.wisc.edu, Retrieved 12-8-2020. Edited.
  6. HARINI SANTHOSH (9-1-2017), “6 Positive And 4 Negative Effects Of Social Media On Children”، www.momjunction.com, Retrieved 8-10-2018. Edited.
  7. Apryl Duncan (5-8-2020), “How Social Media Has Changed Our Parenting “، www.verywellfamily.com, Retrieved 12-8-2020. Edited.
  8. Canadian Paediatric Society (2-2018), “Social media: What parents should know”، www.caringforkids.cps.ca, Retrieved 10-8-2020. Edited.
  9. أ.دربال سارة (3-9-2019)، “وسائل الإعلام ودورها في التأثير على التنشئة الاجتماعية للطفل “، jilrc.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2020. بتصرّف.