مدخل إلى التربية

التربية

التربية في اللغة حسب المعنى الوارد في لسان العرب هي من ربا يربو أي نما وزاد، وفي القرآن الكريم، قال تعالى: ‘”(فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: 5]، بمعنى نمت وازدادت، أمّا التربية بالمعنى الواسع فهي: العملية التي تساعد في تشكيل عقل وجسم وخُلق الشخص ويستثنى من ذلك ما تتدخل فيه الوراثة والعمليّات التكوينيّة.

التعريفات

التربية بالمعنى الضيّق فهي: غرس المهارات والمعلومات المعرفيّة بواسطة مؤسّسات تمّ إنشاؤها لهذه الغاية مثل المدارس.

أمّا تعريف اليونيسكو للتربية فهو أنّ التربية مجموع عمليّات الحياة الاجتماعيّة والتي من خلالها يتعلّم الأشخاص والمجموعات في مجتمعهم الوطني والدولي جميع قدراتهم، واتجاهاتهم، ومعارفهم، واستعداداتهم الشخصيّة.

يُمكن تعريف التربية في الاصطلاح بأنّها عملية تنمية وظائف الفرد الجسميّة، والخلقية، والعقلية حتى تبلغ اكتمالها بواسطة التثقيف والتدريب.

عرف أفلاطون التربية بأنّها عملية التدريب للفطرة الأولى للطفل على الفضيلة بواسطة اكتسابه للعادات المطلوبة.

يرى هيجل أن الهدف من التربية هو تحقيق العمل وتشجيع روح المجموعة، ويرى جون ديوي أنّ التربية هي عبارة عن عملية مستمرة من أجل إعادة بناء الخبرات، بهدف تعميق وتوسيع مضمونها الاجتماعي.

تعريف وجهات التربية

  • التربية بالمعنى الفردي: هي إعداد الشخص لحياته في المستقبل، حيث إنها تُعد الشخص من أجل مواجهة الطبيعة، بالإضافة لكشفها عن مواهب الأطفال واستعداداتهم الفطرية، للعمل على تغذية وتنمية مواهبهم.
  • التربية بالمعنى الاجتماعي: هيتعلّم الشخص كيفية التعامل مع المجتمع المحيط به وتعلمّه الخبرات السابقة للمجتمع، بالإضافة إلى المحافظة على تراث المجتمع كون التراث هو أساس استمرار المجتمعات وبقائها، أي أنّ التربية بالمعنى الاجتماعي تحرص على تقدم المجتمع وتمكينه من الازدهار والتقدم.
  • التربية بالمعنى المثالي: يقصد بالتربية بمعناها المثالي المحافظة على المثل العليا للمجمعات، سواءً الإنسانية، والاقتصادية، والأخلاقية التي تنبع من تاريخ الأمة، وثقافتها، وحضارتها، وخبراتها السابقة، بالإضافة إلى علاقتها ومعاملتها للأمم الأخرى وعلاقات الأشخاص فيها.

خصائص مفهوم التربية

  • عملية تكاملية.
  • فردية واجتماعية.
  • تختلف التربية باختلاف المكان والزمان.
  • إنسانية ومستمرّة.

أهمية التربية

تبرز أهمية وقيمة التربية في تطوّر المجتمعات وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى قدرة هذه المجتمعات الذاتية على مواجهة الصعوبات والمعوقات الحضارية التي تواجهها، كما أنّها عامل مهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، وهي ضرورة للتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية والقومية، كما أنها عامل مهم في إحداث الحراك الاجتماعي الإيجابي، كما أنّ للتربية دور مهمّ في تقدّم ورقيّ المجتمعات، كما أنّها مهمّة في الدولة العصرية، وإرساء الديمقراطية الصحيحة والتماسك الاجتماعي، والوحدة الوطنية، وإحداث التغيير الاجتماعي.