كيف تتعلم اللغة العربية

تعريف اللغة العربية

  • اللغة: هي مجموع الأصوات التي يَنطق بها المُتكلِّم حتى يُعبِّر من خلالها عن أفكاره ومشاعره لغيره من الأشخاص، كما أنّها أداة للحوار، والمحادثة، والترابط الاجتماعي بين البشر، ويمكن أن تنقسم اللغة إلى ثلاثة عناصر: الصوت، وهو يُشكِّل أساساً يقوم عليه التركيب اللغوي، والمفردات، والجُمل والتراكيب التي يمكن تشكيلها من خلال ترتيب الكلمات ضمن نَمط مُحدَّد.[١]
  • اللغة العربية: هي لغة القرآن الكريم واللغة الرسمية في الوطن العربي، وقد انتشرت بشكل واسع مع بداية الفتوحات الإسلامية ووَصلت إلى جميع أنحاء العالم، لتصبح بذلك اللغة الأولى التي يتحدَّث بها ما يقارب 340 مليون شخص حول العالم، ويختلف العرب في نُطقهم للّغة العربية بحسب بيئتهم، وقبائلهم، وأصولهم، وهو ما يُعرَف “باللهجات”، وقد ساهمت العُزلة الجغرافيّة، وآثار الاستعمار، واختلاط العرب بالشعوب والأُمَم الأخرى خارج حدود الجزيرة العربية في ظهور اللهجات المُختلِفة وتنوُّعها، وقد ساد قديماً نوعان من اللغة العربية، هما: اللغة العربية الجنوبيّة في اليمن، واللغة العربية الشماليّة في الحجاز، ونجد، ومع مرور الوقت اندثرت اللغة العربية الجنوبيّة، في حين استمرَّت الشماليّة إلى وقتنا الحالي.[٢]

أهميّة اللغة العربية

تُعَدُّ اللغة العربيّة الرابط القومي لشعوب الأُمّة العربية، ووسيلة للتفاهُم، والتعبير، والتوجيه الديني، والتهذيب الروحي بين الشعوب العربيّة، كما أنّها تُعَدُّ أداة مُهمّة للدعاية والتفاعُل، ومن الناحية النفسيّة فإنّ اللغة العربيّة تُعَدُّ أداة للتأثير، والإقناع، والتذوُّق الفنّي، والتحليل الصوري، والتركيب اللفظي، عند تعامُل الفرد مع المُجتمَع لأداء المفهوم العامّ ومقاصده، وتُساعد اللغة العربية الفَرد أيضاً على تكوين العادات العقلية، وإدراك الأحداث والأشياء الجزئيّة، والكلية، وتُعَدُّ اللغة العربية الفُصحى الأساسَ الذي يستند إليه بناء الأمة العربية؛ حيث امتازت بتاريخها الطويل، وقوّتها الفكريّة والأدبيّة، وحضارتها العريقة التي جمعت قديم الإنسانيّة بحديثها.[٣]

أساليب تعلُّم اللغة العربية

يرغب العديد من الناس حول العالم في تعلُّم اللغة العربية لأسباب مُختلفة، مثل السفر، والعمل، وتعلُّم الدين، وفي ما يأتي ذِكر لأهمّ الأساليب والطُّرُق التي تساعد على تعلُّم اللغة العربية:[٤]

  • تحديد نوع اللغة العربية التي يُراد تعلُّمها، حيث تُوجَد ثلاثة أنواع للّغة العربية:
    • اللغة العربية الفُصحى: وهي اللغة التي يفهمها العرب باختلاف لهجاتهم وأصولهم، وتُستخدَم اللغة الفُصحى في المجالات الرسمية، مثل: الأخبار، والأدب، والشعر، ومناهج التعليم، والصحف الإخبارية، والخطاب السياسي، ويمكن تعلُّم هذا النوع إذا لم يكن اهتمام الفرد محصوراً في بلدٍ عربيٍّ مُعيَّنٍ.
    • اللغة العربية الكلاسيكية: وهي اللغة المُستخدَمة في كتاب الله (القرآن الكريم)، والتي تُستخدَم أيضاً في النصوص الدينية والفكرية، ويمكن تعلُّم هذا النوع إذا كان هناك اهتمام بالمجالات والدراسات العربية الإسلامية أو القروسطية (القرون الوسطى).
    • اللغة العربية العامية: وهي اللهجات المحلية التي يتعامل بها عامّة الناس، والتي يختلف نُطقها من مكان إلى آخر، ويمكن تعلُّم اللهجات العامية في حال الإقامة والعيش في العالم العربيّ أو بلد عربيٍّ مُعيَّن، وقد تختلف اللغة العامية بين الدول العربية اختلافاً كبيرة بحيث لا يمكن فَهم المعنى من سياق الحديث، حيث تتنوَّع اللهجات العربيّة؛ فهناك لهجة بلاد الشام، ولهجة دول الخليج، ولهجة المغاربة، واللهجة المصرية، وغيرها من اللهجات.
  • استخدام الكُتب العربية وقراءة نصوصها بتركيز؛ لتعلُّم الأبجدية العربية، وتجنُّب ترجمة الكلمات العربية؛ لأنّها في بعض الأحيان تحتمل معانٍ مُعقَّدة قد يصعب فَهمها من غير العَرب .
  • تعلُّم استخدام القاموس العربيّ، حيث يتمّ ترتيب الكلمات في القواميس العربية بناءً على أَصلها أو جَذرها المُكوَّن من ثلاثة أحرف، وهو ما يُعرَف “بجَذر الكلمة”، وقد تتمّ مُواجَهة صعوبة في ما يتعلّق بالبحث عن جَذر الكلمة، إلّا أنّ المُمارَسة والاستخدام المُستمِرّ للقاموس يجعل الأمر أكثر سهولة.
  • استخدام الدورات التعليمية الذاتية ومقاطع الفيديو التي تشتمل على أساسيات تعلُّم اللغة العربية، وأساليب التحدُّث بها، ويجب مُراعاة اختيار مراجع تعليمية ومناهج موثوقة، وذات جودة عالية.
  • الاشتراك في مراكز تعلُّم اللغة العربية؛ للمساعدة على تعلُّم اللغة بسرعة أكبر وبالطريقة الصحيحة.
  • الاستماع إلى الثقافة الموسيقية العربية، ومُشاهدة المسلسلات العربية، والبرامج الإخبارية، وبرامج الأطفال؛ إذ قد يساعد ذلك على تعلُّم اللغة العربية بسرعة كبيرة.
  • التفاعل مع الأشخاص الذين يتحدثون اللغة العربية، كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث عن شخص يمكن التفاعُل معه؛ للمساعدة على تعلُّم اللغة العربية.

الأهداف العامّة لتعلُّم اللغة العربية

هناك العديد من الأهداف التي يجب أن تتحقَّق بعد تعلُّم اللغة العربية، وفي ما يأتي ذِكر لأهم هذه الأهداف:[٣]

  • التأكيد على أهمية التراث العربي الخالد، والمساعدة على فَهم العادات، والتقاليد العربية.
  • تعميق روح الانتماء إلى الأُمّة، والحضارة العربية.
  • تأكيد الإنسانيّة القومية العربية، وطابعها التحرُّري.
  • توثيق الصِّلة بين المُتعلِّمين، وبين التراث العربي.
  • التأكيد بأنّ اللغة العربية لغة حيّة، وعريقة، وأنّها وسيلة مُهمّة للتفاهُم، والتعبير .

تأثير ظاهرة العولمة على اللغة العربيّة

تُعتبَر العولمة إزالة للحدود السياسية، والحواجز الاقتصادية، والعلمية، والثقافية بين الأُمَم والشعوب، وتهدف العولمة من حيث الجانب اللغوي، ومن خلال اللغة الإنجليزيّة، إلى تهديد اللغة العربية، وذلك من خلال تهميشها عن الساحة الفكريّة، والثقافية، كما تسعى إلى إحلال لغة جديدة في المناطق العربيّة بدلاً من اللغة العربية التي يتحدَّث بها العرب، وتسعى الدُّول الغربيّة المُتبنِّية لظاهرة العولمة إلى استخدام نفوذها السياسي، والاقتصادي، والعسكري، إلى تغيير مناهج الدول العربية؛ لتتوافقَ مع الأُسُس العولميّة لها، من خلال جَعل اللغة الإنجليزيّة أحد مُقرَّرات المناهج الدراسية، وتقليل عدد حصص مادة التربية الإسلاميّة، واللغة العربيّة، ولم تتوقَّف الأمور عند هذا الحدّ، بل قامت بوَضع شروط إتقان اللغة الإنجليزيّة للقبول بالوظيفة، ونتيجة لذلك، فقد أهملت العديد من الدول الناطقة باللغة العربيّة لغتها الأم؛ حيث أصبح القليل من الناس فقط يجيدون التحدُّث باللغة العربية الفُصحى.[٥]

المراجع

  1. خلف عودة القيسي‎، الوجيز في مستويات اللغة العربية، صفحة 11-9. بتصرّف.
  2. “نبذة تعريفية عن اللغة العربية وأهم خصائصها”، ksag.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب علي النعيمي، الشامل في تدريس اللغة العربية: مطالعة، قواعد، صرف، بلاغة، أدب، نصوص …، عمان- الاردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 8-13. بتصرّف.
  4. “How to Learn Arabic”, m.wikihow.com, Retrieved 28-4-2018. Edited.
  5. محمد يوسف الهزايمة‎، العولمة الثقافية و اللغة العربية: التحديات و الآثار، صفحة 17-20. بتصرّف.