ما أهمية المخترعات في حياتنا

التطوّر الإنسانيّ

يتميّز الإنسان عن باقي الكائنات الحيّة الموجودة على كوكب الأرض بدماغه المُتطوّر والقادر على التعلُّم، ومنذ وجود الإنسان على كوكب الأرض بدأ استخدام عقله لتسخير ما هو موجود من أجل راحته، وليكون قادراً على مُواجهة ما تعترضه من تحديّات ومواقف تحتاج إلى حلول إبداعيّة كي يستطيع تجاوزها. وفعلاً هذا ما قد كان، إذ استطاع الإنسان بفعل هذا السّلاح الفريد الذي تميّز به عن سائر الكائنات أن يُحوّل هذه الأرض إلى جنّة، وإلى مكان يُلائم الحياة ويَتماشى مع التطوّر، ولم يأتِ هذا الجهد بين يومٍ وليلة، بل استغرق آلاف السّنين لتصل الأرض إلى ما وصلت إليه في يومنا هذا، ولا يدري أحد كيف سيكون شكل الأرض في السّنين أو العقود أو القرون القادمة، فعجلة التَطوُّر لازالت مُستمرّة في الدّوران ونحن أمام احتمالات مفتوحة.[١]

تاريخ الإختراعات

بدأ الإنسان بالمخترعات البسيطة التي صنعها ممّا توفّر من موارد أوليّة بسيطة كالحجارة والأخشاب، ومع تقدُّم العلوم وازدياد المحصول المعرفي ازدادت تعقيدات هذه المخترعات، فأصبحت المواد الأوليّة التي تُصنع منها هذه المُخترعات هي نفسها مُصنَّعَة وقد تكون مُصنَّعَة عدّة مرّات من المواد الأوليّة الطبيعيّة، فنحن اليوم نعيش في عصر يُمثّل ذروة العصور في التقدّم التِقَنيّ والمعرفة، فما حصل في هذا العصر من مُكتشفات ومُخترَعات لم تشهده البشريّة في سابق العصور، فهذا التقدّم يُمثّل إعجازاً حقيقيّاً فريداً من نوعه، وهو نَقلة حقيقيّة في مسيرة البشر عبر تاريخهم المُمتدّ إلى آلاف السّنين على هذا الكوكب.

وقد أسس آلان تورنج نظرية الحوسبة التقليديّة سنة 1936، وساعد بصناعة أول أجهزة الكومبيوتر التقليديّة إبّان الحرب العالميّة الثانيّة، وظهور الكومبيوتر جعل العالم يتطوّر بشكل سريع جدّاً في شتّى المجالات.[١]

أهمية المخترعات وتأثيرها على حياتنا

ساعدت المُخترعات المُختلفة في تسهيل حياة الإنسان، فشكل الحياة بعد اختراع مُختَرَع مُعيّن ليس كما هو قبلها، وهذا يَظهر جليَّاً واضحاً في وسائل النّقل، فالحياة قبل الطّائرة مثلاً ليست هي ذات الحياة بعدها، إذ إنّ الاختراع العجيب هذا شكّل نقلةً نوعيّةً في مفهوم سير الإنسان في الأرض، فلم يكن يتصوّر أحدٌ أنّ رحلة من شرق الأرض إلى مغربها قد تستقرق عدّة ساعات فقط، إنّ أمرٌ كهذا كان يُعدُّ مُعجزةً في القديم، أمّا اليوم فهو أمرٌ عاديّ وأقلّ من عاديّ. ساهمات المُخترعَات بالكثير من الأمور الأخرى في تسهيل حياة الإنسان، ومنها:[٢]

  • عملت على سدّ الاحتياجات الرّئيسة للنّاس؛ حيث ساعدت التّقنيات والمُخترعَات الحديثة على توفير الغذاء لكافّة النّاس وبكميّات مُناسبة، كما ساعدت على ضخّ المياه إلى المناطق الجافّة، ممّا أدى إلى اخضرار الأراضي القاحلة.
  • استطاعت المُخترَعات أن تُقرّب المسافات البعيدة بين النّاس، فصار التّواصل بينهم أسهل، وأكثر فاعلية.
  • استطاع الإنسان بالمُخترَعات الخروج خارج الأرض، مّما مَكّنه من رُؤية الفضاء الخارجيّ، وإجراء العديد من الدّراسات عليه؛ حيث ساعده ذلك على التّوصل إلى العديد من النّتائج المُفيدة والمُمتازة والتي أسهمت في تطوير حياة الإنسان على الأرض بشكل عام.
  • سهّلت المُخترَعات من انتشار المعرفة بين النّاس، وذلك من خلال توفير مصادر المعرفة لكافّة أصناف النّاس دون الحاجة إلى بذل أيّ مجهود يُذكَر من قبلهم، وبأقل تكلفة مُمكنة، ومن هنا فقد صار بمقدور الإنسان أن يُنتِج مُنتجاته المعرفيّة بشكل أسرع وربما أجود من السّابق.
  • ساعدت وبشكل كبير على زيادة رفاهيّة النّاس؛ فإنسان اليوم صار أمام العديد من الخيارات التي بمقدوره أن يُرفّه عن نفسه وبشكل لا نظير له.
  • حسّنت من نوعيّة الحياة على كافة المستويات والأصعدة، وبسبب دخولها في مجالَيّ التّعليم والصّحة، فقد تطوّر هذان المجالان بشكل لا نظير له ممّا جعل الحياة تبدو بشكل أفضل.
  • صار بمقدور سُكّان العالم التّعاون مع بعضهم البعض في كافة مجالات التّعاون المُمكنة، كما أنّ المُخترَعات عَمِلَت على تسهيل إيصال المُساعدَات الإنسانيّة إلى مُستحقّيها مهما كانوا بعيدين.
  • ساهمت في ارتفاع مُستوى الثّقافة لدى النّاس، حتّى أولئك الذين لم تتح لهم فرصة الالتحاق بالمؤسّسات التعليميّة المُختلِفة.
  • عملت على تطوير العمليّات الماليّة المُختلِفة، وساهمت في تطوير اقتصاد الدُّوَل إلى درجة ظهرت فيها الدّول الصناعيّة العملاقة التي تعتمد في اقتصادها على المصانع والاختراعات الجديدة التي تُسهّل حياة النّاس، كوسائل النّقل، ووسائل الاتّصالات، والصّناعات المعدنيّة، والعديد من الصّناعات والمُخترَعات الأخرى.

الإختراعات في العصر الحديث

في العصر الحديث استطاعت الإنسانيّة أن تقفز قفزاتٍ كبيرةً على المُستويات التّقنية والعلميّة، ومن أبرز نتائج هذه القَفَزات كثرة المُخترَعات في حياتنا اليوميّة والتي اجتاحت كافّة المَجالات الحياتيّة المُختلِفة؛ حيث صار الإنسان يعوِّل عليها للقيام بالغالبيّة العُظمى من الأعمال التي تُوكَل إليه. تمتاز المُخترَعات الحديثة بتسهيل الأعمال وتبسيطها بشكل لا نظير له، كما وتمتاز بسرعة الإنجاز، والدقّة في إخراج النّتائج، وقدرتها على الوصول إلى المناطق الخَطِرَة التي لا يمكن للإنسان الوصول إليها، والعديد من المزايا الأخرى، كلّ هذه الأمور ساعدت بشكل كبير في تطوير الحياة على الأرض بشكل عام.

تتشابه النّتيجة أيضاً إذا ما قارنّا شكل الحياة قبل الاختراعات الطبيّة وبعدها، فمثلاً، هناك العديد من الأمراض التي تُعدّ اليوم من أخفّ الأمراض نظراً لاكتشاف الدّواء أو اللُّقاح المُناسب للوقاية منها، كان يُنظَر إليها قديماً على أنّها طاعون فتّاك، وكان يُحجَر على من يُصاب به وذلك لعدم توفّر الدّواء أو اللُّقاح المُناسب لهذه الأمراض. كل هذا وأكثر حصل بسبب المُخترَعات، والأهم من ذلك أنّه بدلاً من أن توفّر المُخترعات حياةً سالمةً وادعةً، نجدها قد أصبحت دمويّة أكثر بسبب الطُّغيان البشريّ الذي لا حدود له.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ديفيد دويتش (2016)، بداية اللانهاية (الطبعة الأولى)، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، صفحة 161.
  2. “موضوع متكامل حول تعريف التكنولوجيا وفوائدها وأهم مجالات استخداماتها”، موهوبون.
  3. نيك لين (2015)، ارتقاء الحياة (الطبعة الأولى)، صفحة 55. بتصرّف.