كيفية كتابة بحث ديني
البحث
لعل أكثر تعريف جامع مانع للبحث: أنه تقرير مفصّل يتناوله باحث في محاولة منه لشرح قضية معينة، يبرز شخصيته من خلال هذا البحث، ويخلّص في النهاية إلى نتائج ومعلومات واضحة ومفصّلة ومستوفاة حول هذه القضية، بغرض إفادة الدارسين وتشكل جسراً للدراسات التالية:
تعريف البحث الديني
أما البحث الديني: فهو تقرير مفصّل اختص بقضية دينيّة بحتة استوقفت الباحث وشكلت جدلاً عند العلماء، فبحث عنها في المصادر والمراجع، ومن ثم تناولها مستشهداً من القرآن والسنة الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين، بهدف كشف الستار عنها، والتوصل إلى نتائج وتوصيات تفيد الباحثين، وتعين الأمة في أمور حياتها المتجدّدة، ومن خلال هذا البحث تظهر شخصية الباحث ومنهجه.
أسس ودعائم البحث الديني
البحث الديني الناجح يقوم على دعائم وأسس واضحة منها:
- القراءة المستفيضة العميقة والشاملة للموضوع، في المصادر والمراجع المختلفة والصادرة عن أصحاب الديانة والعقيدة أنفسهم، مع وجوب فهم واستيعاب المكتوب، ومحاولة النظر في جميع المعاني القريبة والبعيدة للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.
- الدقة والأمانة في تناول المعلومات، مع المحافظة على الربط بين أجزاء البحث، وذلك لخصوصية البحث الديني.
- وجوب وجود الشك لدى الباحث وعدم التسليم بالأمور، والبحث عن أسس واضحة وصريحة لكل معلومة.
أطوار كتابة البحث الديني
كتابة البحث الديني تمر ضمن طورين: الشكل، والمضمون.
الشكل
البحث الديني هو مجهود وعمل بشري، لا يختلف عن بقية أنواع البحوث في الهيئة والشكل، فترتيبه كالتالي:
- صفحة العنوان.
- التقدير والشكر.
- قائمة المحتويات.
- المقدمة.
- متن البحث الديني.
- الخاتمة.
- الملاحق والوقائق.
- قائمة المصادر والمراجع، وتشمل: ( المصادرالمخطوطة والمطبوعة، والمراجع العربية والأجنبية، والرسائل الجامعية، والدوريات، والشبكة العنكبوتية ).
مع هذا الترتيب يجب المحافظة على القواعد والأسلوب السليم، وتتابع الفقرات، والإشارة إلى الاقتباسات والتفاريع، ومراعاة علامات الترقيم، والضبط الصحيح للآيات والأحاديث، وبخاصة ما كان يحمل أحكاماً ويحتمل أكثر من قراءة، ومن المفترض تجنّب الألفاظ الغريبة أو الحوشية، واستخدام الترتيب الأبجدي عند تصنيف قائمة المصادر والمراجع.
المضمون
تكمن أهمية البحث الديني في مضمونه، فعندما يقوم الباحث في اختيار الموضوع يراعي أمور عدة منها: تحمّل الباحث مسؤولية كلّ ما يكتب في بحثة، ومن المفضل في البحث الديني الرجوع إلى أهل العقيدة وأصحاب الديانة والأخذ منهم، ومن الواجب على الباحث أن يبحث عن الموضوع وذلك ليتأكد من عدم تطرق الباحثين له، أو سبق وبحث فيه، ومن المفترض أن يسأل الباحث نفسه عدة أسئلة في غاية الأهمية: هل الموضوع يستحق الدراسة وله قيمة ؟ هل لدي جلد وصبر وطاقة للقيام بهذا العمل؟ هل سيكون لدي منهج واضح أم سأكون مجرد ناقل؟ كم يحتاج هذا البحث من الوقت لإنجازه؟ ما هي التكلفة المادية المتوقعة لإخراج هذا البحث؟ هل سيأتي البحث بنتائج جديدة تفتح آفاق أوسع أمام الباحثين؟
بعد أن يتأكد الباحث من صحّة اختياره يقوم بعمل خطة أولية، يضع فيها الفصول، والمباحث، والعناوين الرئيسية والفرعية، ويحدد حجم البحث وترتيبه، ويبدأ بجمع المعلومات وترتيبها وتصنيفها وفقاً للعناوين المختارة، وفهم الأدلة والنصوص وتحديد المعاني البعيدة والقريبة، واجب وشرط أساسي وديني، أمّا الشرح والتفصيل والتعقيب والتعليق فيذكر في الحواشي، وآخر ما يكتب في البحث الديني المقدمة والخاتمة.
عناصر المقدمة
للمقدمة عناصر كل عنصر يأتي في فقرة ، وهي:
- الحمد والثناء.
- تحديد الموضوع زماناً ومكاناً.
- تحديد أهمية الموضوع.
- ذكر أسباب اختيار الموضوع.
- ذكر الدراسات السابقة التي استفاد منها الباحث ، مع توضيح ما هو مستفاد.
- ذكر المنهج المتبع.
- ذكر مفردات البحث ، وهذا يشمل الفصول والمباحث.
- ذكر أهم الصعوبات التي واجهت الباحث.
- ذكر أهمّ المصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث في بحث.
أما بالنسبة للخاتمة: فهي تحتوي على نتائج وتوصيات الباحث، وهي في غاية الأهمية؛ لأن تقييم البحث يعتمد عليها، ومن ناحية أخرى هي مفتاح الأبحاث التالية، وفيها القول الفصل.