أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي

التعريف بالدراسات السابقة

تُبنى البحوث العلمية على المعرفة الموجودة، و تُشكِّل الدراسات العلمية أساساً لبناء العلم والمنطلق الذي ينطلق منه الباحثون ويبنون عليه معرفتهم، وتعتبر المعرفة عمليةً مشتركة تُبنى بجهود المجموعة والأجيال المتعاقبة، وبما أنها عملية تراكمية لا بد من الوقوف أحياناً عند بعض الدراسات السابقة وتعريضها للنقد بموضوعية ووضعها محلَّ السؤال، وتقوم منهجية مراجعة الدراسات السابقة على وضع جميع الأوراق والمقالات العلمية وجميع المصادر العلمية المنهجية المتعلقة بمشكلةٍ ما، أو بدراسةٍ ميدانية أو بإثبات نظرية؛ لتقدم في النهاية وصفاً وتلخيصاً وتقييماً نقدياً لفكرةٍ ما أو لمدرسة فكرية أو أفكار متعلقة بسؤالٍ جاري البحث عن إجاباته، فضلاً عن تقديمها للباحث خلفيةً علمية جيدة لبحثه المستقبلي والتي أجراها آخرون لأجيالٍ وظروف ومناطق مختلفة.[١]

أهمية الدراسات السابقة

يترتب على مراجعة الدراسات السابقة عددٌ من الفوائد يبين الآتي أهمها:[٢]

  • مُساعدة الباحث على اختيار مساحة جديدة لدراستها وإجراء البحوث حولها والتي لم يتطرق إليها أحدٌ بعد، ومساعدته على التأكد من شمولية بحثه لجميع العوامل المؤثرة على دراسته.
  • إعطاء الباحث فكرةً عن الصعوبات التي واجهها الباحثون السابقون والطرق التي اتبعوها والنظريات التي تبنوها لتجاوز الصعوبات.
  • الاستفادة من مجموعة المراجع والمصادر العلمية والتقارير والأوراق البحثية المذكورة في الدراسات السابقة، والتي قد يغفل عنها الباحث وتسهل عليه مهمته.
  • الاطلاع على الأدوات والاختبارات التي قام بها من سبق لحلِّ المشكلات التي واجهتهم في بحوثهم وبنوا على أساسها دراساتهم.
  • إعطاء الباحث فرصةً جيدة لإبراز أهمية بحثه بالنظر إلى عدد وكفاءة البحوث العلمية المجراة في نفس المجال العلمي.
  • الاستفادة من النتائج النهائية التي توصلت إليها البحوث السابقة، لبناء فروض البحث الجديد أو تغطية الجوانب التي لم تشملها الدراسات السابقة.
  • إتاحة الفرصة للباحث لإبراز نقاط القوة في بحثه من خلال نقاط الضعف والنقص في البحوث المشابهة في نفس المجال، من خلال المنهج المتبع والحلول المنهجية.
  • مساعدة الباحث في وضع إطار نظري لبحثه والذي قد يخضع لتعديلات تبعاً للمستجدات العلمية؛ التي قد تفرض في بعض الأحيان تغييراً في بعض الأسس العلمية.
  • مساعدة الباحث على تكوين أساس قوي ودقيق لدراسته العلمية، من خلال القراءة التحليلية للأبحاث السابقة لتحديد الجوانب التي تستلزم بحثاً أكبر وتفصيلاً أكثر، وتوفير الوقت والجهد عن طريق الابتعاد عن النقاط التي يبدو من الواضح أنها ليست ذات أثرٍ كبير على الدراسة.

مصادر الدراسات السابقة

يوجد ثلاثة مصادرٍ للمعلومات تُسهل على الباحث عملية إيجاد دراساتٍ سابقة، أولها الموارد البشرية؛ كالمكتبيين الذين هم على دراية بموارد المعلومات المتاحة والاكثر كفاءة في تحويل فكرة الباحث ومجالات اهتمامه إلى استراتيجية بحثٍ فعالة، والذين يقدمون المساعدة لهم في فهم منهجية تنظيم المعلومات البحثية، والمصدر الثاني هو أدوات البحث، وغالباً ما يعتمد الباحثون على محركات البحث وقواعد البيانات في ذلك، أما المصدر الثالث فهو الدراسات السابقة ذات العلاقة، إذ إن فهمها وتحليلها سيتيح للباحث القدرة على تصميم دراسةٍ مبنيةٍ على قواعد علمية ذات صلةٍ وثيقة بالموضوع وقابلة للتعميم وللتكيف، مما يزيد من تأثير الدراسة وكفاءتها.[٣]

عرض الدراسات السابقة

تهدف الدراسات السابقة إلى تقديم نظرةٍ عامة وتوليفة لمجموعة من المصادر المستخدمة، وعادةً ما يتم تصنيف الدراسات السابقة بناءً على نوع التحليل الذي تقوم عليه الدراسة الحالية:[٤]

  • المراجعة الجدلية: (بالإنجليزية: Argumentative Review) وهي المراجعة القائمة على دعم أو دحض حجةٍ أو افتراضٍ علمي أو نظريةٍ فلسفية مثبتة؛ وذلك من أجل تكوين دراسةٍ ذات وجهة نظرٍ متناقضة.
  • المراجعة التكاملية: (بالإنجليزية: Integrative Review)، وهي المراجعة التي تشمل جميع الدراسات التي تتناول المواضيع ذات الصلة الوثيقة بموضوع البحث.
  • المراجعة التاريخية: (بالإنجليزية: Historical Review)، وهي المراجعة القائمة على جمع الدراسات المرتبطة بفترةٍ زمنية معينة، من أجل وضع الدراسة ضمن سياق تاريخي محدد.
  • المراجعة المنهجية: (بالإنجليزية: Methodological Review)، وهي المراجعة التي توفر إطاراً من الفهم على مختلف المستويات؛ والتي تشمل كل من النظرية، والمجالات الأساسية، وطرق البحث وجمع المعلومات وتحليلها.
  • المراجعة المنظَّمة: (بالإنجليزية: Systematic Review)، وهي المراجعة القائمة على أخذ نظرةٍ عامة على الأدلة الموجودة ذات الصلة بسؤالٍ بحثي محدد، وعادة ما تأخذ المراجعة شكل السؤال والنتيجة لهذا السؤال.
  • المراجعة النظرية: (بالإنجليزية: Theoretical Review)، وهي المراجعة القائمة على دراسة مجموعةٍ من النظريات المتراكمة في مجالٍ ما، وتُساهم في الوصول إلى عدم كفاية النظريات حالياً، أو أنها غير مناسبة لتحليل نظريةٍ ما.

نصائح عند كتابة الدراسات السابقة

ينبغي اتباع مجموعةٍ من النصائح الموفِّرة للوقت والجهد عند كتابة الدراسات العلمية السابقة؛ وذلك من أجل الوصول إلى أفضل المراجعات وهي على النحو الآتي:[٥]

  • التنظيم الجيد، وخصوصاً فيما يتعلق بإدارة الوقت بشكلٍ فعَّال وتدوين الملاحظات بدقةٍ وكفاءة.
  • التركيز على تقييم جميع ما يتعلق بالدراسة، وتحديد الموارد ذات الصلة غير الوثيقة بالدراسة ودراسة إمكانية استبعادها.
  • العمل على تدوين الملاحظات اثناء قراءة المادة العلمية، وتجنب تأجيل المهمة والتي قد يترتب عليها إعادة قراءة المادة وضياع مزيد من الوقت والجهد.
  • تدوين الملاحظات حول الفرضيات والنتائج النهائية لتوفير مزيدٍ من الوقت.
  • التركيز على قراءة الملخص في المقالات السابقة المدرجة في المجلات، وذلك لأنها تعتمد تلخيص النتائج المهمَّة هناك.
  • الحفاظ على الحيادية أثناء كتابة البحث، وتجنب إرفاق أية آراء شخصية أو أية آراء متحيزة لرأي القائم على المراجعة.[٦]
  • تجنب وضع أي تاريخٍ زمني للأحداث في منطقة البحث الخاصة بالدراسة العلمية.[٦]

وللتعرف أكثر على البحث العلمي بشكل عام يمكنك قراءة المقال تعريف البحث العلمي

المراجع

  1. 16-5-2019, “Importance of Literature review in Scientific Research Writing”، www.medium.com, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  2. “الدراسات السابقة”, www.elearn.univ-ouargla.dz, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  3. J Grad Med Educ., “The Literature Review: A Foundation for High-Quality Medical Education Research”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  4. “Literature Review: Types of Literature Reviews”, www.uscupstate.libguides.com, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  5. “The Literature Review”, www.math.montana.edu, Retrieved 17-5-2020. Edited.
  6. ^ أ ب “Scientific Literature Review”, www.dcu.ie, Retrieved 17-5-2020. Edited.