أسماء علماء الرياضيات

أسماء علماء الرياضيات

اكتُشف علم الرياضيات منذ القدم نظراً لحاجة الناس الملحّة لهذا العلم، فهو يساهم في تنظيم أمور المجتمع والمعاملات التجارية وغيرها من المجالات. ومع انتشار التكنولوجيا وتقدّمها في المجتمعات، أصبح توظيف علم الرياضيات في مجالات الحياة اليومية ضرورة لا بد منها.[١] فالرياضيات من أوائل العلوم التي طُوّرت وعُدلت من قبل الإنسان لمكانتها العظيمة في جميع أمور الحياة، وقد قدم العلماء والمفكرون الرياضيون على مر العصور أعمالاً عديدة ساعدت في شرح مفاهيم رياضية كانت غامضة من قبل، كما أنهم قدّموا نظريات ومؤلفات هامة تخص الأرقام والأشكال الهندسية والكميات، وغيرها من المجالات الرياضية. وهناك العديد من العلماء والمفكرين المسلمين وغير المسلمين الذين قدّموا بأعمالهم تغيرات عدة أدت إلى نقلة نوعية طوّرت علم الرياضيات، والتي ما زالت مؤلفاتهم تُدّرس حتّى هذه اللحظة، ومنهم: الخوارزمي، ابن سينا، والخيام، وإقليدس وفيثاغورس، وغيرهم الكثير من الذين ماتوا منذ مئات السنين، ولكنَّ أعمالهم ومؤلفاتهم تركت أثراً واضحاً إلى هذا الوقت.[٢]

أسماء علماء الرياضيات المسلمين

لقد كانت حاجة المسلمين لعلم يُسيّر أمورهم التجارية ومعاملات البيع والشراء حاجة ماسة، مما جعل الخليفة المأمون – في العصر العبّاسيّ – يُكلف عالِم الرياضيات الخوارزمي بالاهتمام بعلم الرياضيات، وذلك بوضع طريقة لحل المعادلات المعقدة، فقام الخوارزمي بتأليف كتاب الجبر والمقابلة الذي تناول من خلاله الحسابات، ومساحات البلدان، والمسافات، والمواريث، والحسابات الفلكية والمعمارية، وغيرها من الأمور المهمة. وكان لعلماء الرياضيات المسلمين الدور الكبير في دراسة مجالات عدة منها الحساب، والهندسة، ومضاعفة الأعداد وتقسيمها، كما أنهم استطاعوا إخراج جذور الكسور التكعيبية والتربيعية والقسمة والضرب باستعمال الهندسة، كما وأدى استخدام الصفر في العمليات الحسابية إلى اكتشاف الكسر العشري الذي قام باكتشافه عالم الرياضيات (الكاشي) في عام 1436م. ولم تتوقف إنجازات المسلمين عند هذا الحد، بل إن علماءهم تركوا بصمة واضحة على علم الرياضيات عند العالم العربي والغربي أدت بدورها إلى تطور هذا العلم، ومن هؤلاء العلماء:[٣]

البيروني

وهو عالم مسلم، أبدع في علم الرياضيات والفلسفة، ويعد رجل الرياضيات الضليع، حيث استغلّ ذكاءه ونبوغه الحاديّن في اكتشاف طريقة وأسلوب عمل الاحتمالات الرياضية، كما أنه كان شديد الحرص على التأكد من المعلومات الواردة في الكتب التي يدرسها.[٤] وكان البيروني يُعتبر من العلماء العظماء حيث وصلت مؤلفاته لما يقارب (180) كتاباً ورسالةً ومقالاً. ومن أهم مؤلفاته الرياضية (استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني الواقع فيها)، حيث حدد فيه طول الوتر، كما أنه حدد جيب ال18 درجة وقدر قيمتها ب0.30915 – وهي موجودة فعلياً بجداول النسب المثلثية حالياً 0.3090 – كما أنه قام بإيجاد معادلة يحسب من خلالها نصف قطر الكرة الأرضية.[٥]

الخوارزمي

اسمهُ (محمد بن موسى الخوارزمي)، وهو أحد أهم العلماء المسلمين الذين تميزوا بنبوغهم. وُلد الخوارزمي في سنة 780 ميلادية في خوارزم، وعاش حياته في مدينة بغداد، وفي عصر المأمون قام بتولي منصبه في دار الحكمة (813 م – 833 م ) ومثّلت هذه الفترة أوج دراسته للعلوم، كعلوم (الفلك والجغرافيا)، وقد أبدع في علم الرياضيات، لا سيما في فرعي الحساب و الجبر، حيث قدّم مؤلفاتٍ اشتهر فيها الخوارزمي عند العالم الغربي وعرفوه من خلالها. ومن أهم أعمال الخوارزمي في الرياضيات (كتاب الجبر والمقابلة)، و(كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة) حيث تُرجم هذا الكتاب لأهميته الكبيرة إلى لغات أخرى كاللغة اللاتينية، وكذلك (كتاب علم الحساب) الذي كان له دور كبير في معرفة العالم للرقم صفر والأرقام الهندية، كما أنّ الخوارزمي قام بتقديم جداول لإيجاد النسب المثلثة (جيب وظل زوايا المثلث)، وقدم كذلك الخوارزميات (بالإنجليزيّة: Algorithms) حيث تُستخدم هذه الخوارزميات في الرياضيات والحواسيب، ومن هنا أُطلق على الخوارزمي لقب أبي الحاسوب لدوره الكبير في الحواسيب من خلال الخوارزميات التي قدّمها، وغيرها من الإنجازات والمؤلفات، التي ما زالت تدرس حتى الآن وتُعتمد كمراجع موثوقة في جميع أنحاء العالم. أما عن وفاة الخوارزمي فقد مات – رحمه الله – سنة 850 ميلادية.[٦][٧][٨]

عمر الخيام

اسمهُ أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري، وُلد سنة 1048ميلادية، وسُمّي بالخيام نسبةً لمهنته وهو صغير، حيث كان يعمل في مجال صناعة ونسج الخيام. كان عمر الخيام يحب السفر لطلب العلم، وبقي على ذلك إلى حين استقراره في مدينة بغداد، حيث كانت في قمة ازدهارها العلمي. وأبدع الخيام في عدّة مجالات وعلوم منها: اللغة، والفلك، والفقه، والرياضيات. وتميّز الخيّام عن باقي العلماء أنه استطاع جمع صفتين مختلفتين عن بعضهما البعض، فقد جمع بين إبداعه وبراعته في علم الرياضيات، بالإضافة إلى نبوغه في الأدب وخاصةً الشعر، وإن دلت هذه الصفة على شيء فإنّما تدل على نبوغه. أما عن أعماله في علم الرياضيات فقد أبدع في علم (الجبر)، وتابع البحث في المعادلات ذات الدرجة الثالثة والرابعة، كما أنه أبدع في علم الهندسة والهندسة التحليلية وكان مدركاً للمقطعين السيني والصادي، كما وأنه درس هندسة إقليدس وركز عليها. ويُعتبر عمر الخيام أحد أهم العباقرة الذين ظهروا بعد الخوارزمي في علم الجبر، وقد كان الخوارزمي المثل الأعلى لعمر الخيام، وكان قدوته في العديد من الأمور. وأما عن وفاة عمر الخيام رحمه الله فقد وافته المنية عن عمرٍ يناهز 83 عاماً، مليئة بالعطاء والإنجاز.[٩]

ابن سينا

اسمهُ (أبو العلي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا)، وهو من أهم وأشهر العلماء المسلمين. ولد ابن سينا سنة 980 ميلادية، في إحدى قُرى بخارى والتي تسمى حالياً بأوزبكستان. أكمل ابن سينا حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وفي سن الثامنة عشر قام بمعالجة (السلطان نوح بن منصور) من مرضٍ حيّر الحكماء والأطباء، وبعد أن شُفي السلطان من هذا المرض قام بمكافأة ابن سينا على ما قام به، فسمح له بالدخول إلى مكتبته المليئة بكتب العلوم والمؤلفات، حيث استفاد ابن سينا من هذه المنحة خير استفادة، فاطّلع على الكُتب النادرة، وساعده ذلك في التعرف على العالم الكبيرعبد الرحمن البيروني، وجرت بينهما مناظرات علمية في مجال الفلك. كما أن إنجازات ابن سينا وصلت للفلسفة والطبابة، والرياضيات، وعلم النفس وغيرها من العلوم، ومن مؤلفاته في علم الرياضيات:( رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس، ومختصر علم الهيئة).[١٠]

أسماء علماء الرياضيات الغرب

هنالك العديد من العلماء الذين كان شغفهم بالرياضيات كبيراً، فوصلوا إلى اكتشافات مهمة في المعادلات، والقياسات، والأرقام التي أدت إلى تطوّر هذا العلم عبر التاريخ. ومن بعض علماء العالم الغربي الذين كان لإنجازاتهم الدور الواضح في علم الرياضيات، رينيه ديكارت، فيثاغورس، أرخميدس، إقليدس، بطليموس، وغيرهم العديد ممن ساهمت أعمالهم في القيام بنقلة نوعية في هذا العلم، ومن بعض أسماء علماء الرياضيات الغرب وإنجازاتهم الرياضية ما يلي:[١١]

فيثاغورس

ولد فيثاغورس في جزيرة ساموس مقابل شواطئ الأناضول، وكان ذلك في عام 480 قبل الميلاد، وتجول وهو في ريعان شبابه بين عدة دول كمصر وبابل لطلب العلم، إلى أن استقر في إيطاليا، حيث أسس فيها المدرسة الفيثاغورية التي تناولت عدة مواضيع؛ كالأعداد والنظريات المنطقية، والأشكال الهندسية، وغيرها من المواضيع ، وكانت أهم إنجازاته الرياضية نظرية فيثاغورس التي تركت بصمة واضحة في عالم المثلثات، والتي سمّيت على اسمه، حيث ساعدت هذه النظرية بشكلٍ كبير في حساب المثلثات عن طريق إيجاد الضلع الثالث في المثلث القائم، وتم التعبير عنها بالصيغة التالية: (طول الوتر)²= (طول الضلع الأول)² ( طول الضلع الثاني)².[١٢][١٣]

أرخميدس

هو عالم ومخترع إغريقي، وُلد في عام 212 قبل الميلاد في سرقوستة وهي مدينة تقع في جزيرة صقلية. درس أرخميدس في مصر وبالأخص بالقاهرة في مدرسة الرياضيات، أفنى حياته في دراسة علم الرياضيات والفلسفة، وقام بعدة اكتشافات اشتهر من خلالها، كما أنه قام بعدة أبحاث ومؤلفات منها كتاب (الكرة والأسطوانة) وكتاب (الدائرة وقياساتها)، وتوفي أرخميدس في نفس المدينة التي ولد فيها عام287 قبل الميلاد.[١٤]

إقليدس

قام يوكليد - إقليدس -  بتقديم العديد من الاكتشافات التي عملت على تقدم الرياضيات وخاصةً في مجال الأعداد الأولية، حيث قدّم ذلك في كتابه "العناصر" الذي احتوى مجموعة من الشروحات للأعداد الأولية، ووضّح من خلاله العدد الأولي، وهو العدد الذي لا يقبل القسمة إلا على نفسه، وعلى الواحد.[٢]

فيديو دراما الرياضيات والأمراض

هل حقيقيٌّ أنّ الجنون قد يقود للعظمة؟ ربما يكون المرض كذلك عند علماء الرياضيات ! :

المراجع

  1. فتحي سبيتان، اساليب وطرائق تدريس الرياضيات للمرحلة الأساسية، صفحة 13. بتصرّف.
  2. ^ أ ب بول كوباسا ونقله إلى العربية خليل يوسف سمرين، موسوعة الاختراعات والاكتشافات: الرياضيات (الطبعة الأولى)، الرياض: العبيكان، صفحة 1-20، جزء الأول. بتصرّف.
  3. أسامة زيد وهبة الصيادي، أهم الاختراعات والاكتشافات في تاريخ الإنسانية، صفحة الكتاب غير مرقم. بتصرّف.
  4. الدكتور بركات محمد مراد (.)، البيروني فيلسوفا (الطبعة الأولى)، صفحة 20، جزء الأول. بتصرّف.
  5. الدكتور أنور محمود زناتي، “موسوعة تاريخ العالم منذ توحيد القطرين وحتى أحداث 11 سبتمبر “”الجزء الثاني 2 …، صفحة 385، جزء الثاني. بتصرّف.
  6. عربيّة الناس-Arabiyyat Al-Naas (Part Three): An Advanced Course in Arabic (الطبعة الأولى)، صفحة 79-80، جزء الثالث. بتصرّف.
  7. علي مشرفة، الجبر والمقابلة لمحمد بن موسى الخوارزمي (الطبعة الأولى)، نوابغ الفكر، صفحة 11-14، جزء الأول. بتصرّف.
  8. Tarek Gahlan‏، The Universal Effect For Arabic Islamic civilzation- الأثر العالمي للحضارة العربية الإسلامية (الطبعة الأولى)، صفحة 118-120، جزء الأول. بتصرّف.
  9. الدكتور مصطفى الجيوسي، موسوعة علماء العرب والمسلمين وأعلامهم (الطبعة الأولى)، الأردن-عمان: دار اسامة للنشر والتوزيع، صفحة 200-206، جزء الأول. بتصرّف.
  10. الدكتور رائد أمير عبد الله الراشد(2014)، ابن سينا الطبيب (370-428هـ / 980 – 1036م): مع دراسة وتحقيق رسالة في ذكر عدد الأمعاء والمنفعة من كثرتها (الطبعة الأولى)، صفحة 15-20، جزء الأول. بتصرّف.
  11. “Famous Mathematicians”, www.famous-mathematicians.org, Retrieved 15-3-2018. Edited.
  12. الكتور أيوب أبو دية، رحلة في تاريخ العلم: كيف تطورت فكرة لاتناه العالم؟ (الطبعة الأولى)، الفارابي، صفحة 1519-1520، جزء الأول. بتصرّف.
  13. الدكتورة مرفت عبد الناصر، موسوعة تاريخ الأفكار: الجزء الأول (الطبعة الأولى)، القاهرة: نهظة مصر، صفحة 7، جزء الأول. بتصرّف.
  14. الدكتورة بواسطة عزيزة فوال بابتي (.)، موسوعة الأعلام (العرب والمسلمين والعالميين) 1-4 ج1 (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 117، جزء الأول. بتصرّف.