أسماء علماء أهل السنة والجماعة

أهل السنة والجماعة

تعد طائفة أهل السنة والجماعة من أكبر الطوائف الإسلامية، وينتمي إليها معظم المسلمين، و مصادر التشريع لدى علماء أهل السنة والجماعة هي القرآن الكريم، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، والقياس، والإجماع، وهم لا يختلفون على أصول الدين والعقيدة، ولكن الاختلاف يكون في اجتهاداتهم وهذا بسبب عدم ورود الدليل القطعي في القرآن الكريم، وعدم وجود الدليل الصحيح القطعي من الأحاديث النبوية الشريفة، فمن هم علماء أهل السنة والجماعة؟

إنّ اسم أهل السنة والجماعة غير مقتصر على أسماء معينة من العلماء، ولكن هناك علماء اشتهروا، وعُرفوا بقوّة بين علماء أهل السنة والجماعة، لذلك قبل ذكر الأسماء يجب علينا أن نعرف ما هو سبب تسميتهم باسم علماء أهل السنة والجماعة، ثم ذكر الأسماء، وذلك كالتالي:

سبب التسمية

أُطلق على علماء أهل السنة والجماعة بهذا الاسم وذلك بسبب تمسّكهم بسنّة وهدي النبي عليه الصلاة، وأصحابه من بعده، ولم يختلفوا في أصول الدين، وقد درجت هذه التسمية في عصر الخلافة الأموية، إلا أنّ انتشارها كان في منتصف عصر الخلافة العباسية.

إن أول من استخدم مصطلح أهل السنة هو العالم محمد بن سيرين، حيث قال: “كانوا لا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدعة فيردّ حديثهم”.

من علماء أهل السنة والجماعة

إنّ المقصودين من العلماء بأهل السنة والجماعة همّ كل: أصحاب المذاهب الأربعة مذاهب أبو حنيفة، والإمام مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، والشيخان البخاري ومسلم، وأصحاب السنن النسائي، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وكذلك النووي، وابن قيم الجوزية، وابن تيمية، وهم مشاهير أهل السنة والجماعة، والذين كثُر أتباعهم، وذاع صيتهم.

إمام المذهب الحنفي

هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وهو أوّل أئمة المذاهب الأربعة، ولد في الكوفة عام ثمانين للهجرة، وتوفي عام مائة وخمسين للهجرة، اشتهر بعلمه الغزير، وله عدة مؤلفات من ضمنها: (الفقه الأكبر، والفقه، الأوسط، والعالم والمتعلم).

إمام المذهب المالكي

هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني، وهو ثاني أئمة المذاهب الأربعة، ولد في المدينة المنورة عام ثلاثة وتسعين للهجرة، وتوفي فيها عام مائة وتسعة وسبعين للهجرة، بعد أن مرض اثنين وعشرين يوماً ثم مات، وتم دفنه في البقيع، وهو فقيه اشتهر بقوة حفظه للحديث النبوي، وعُرف بالوقار، والهيبة، وله عدّة مؤلفات من ضمنها: (الموطأ، ورسالته في القدر، والرد على القدرية).

إمام المذهب الشافعي

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، وهو ثالث أئمة المذاهب الأربعة، ولد في غزة عام مائة وخمسين للهجرة، وتوفي بمرض البواسير عام مائتين وأربعة للهجرة، عمل قاضياً، وعُرف عنه العدل والذكاء، وقد كان شاعرياً، ورحالاً، وقد أذن له بالفتيا وهو دون العشرين سنة من عمره، وله عدة مؤلفات من ضمنها: (اختلاف الأحاديث، وجماع العلم، وإبطال الاستحسان، وأحكام القرآن، وبيان فرض الله عز وجل).

إمام المذهب الحنبلي

هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي، وهو رابع أئمة المذاهب الأربعة، ولد يتيماً في بغداد عام مئة وأربعة وستين للهجرة، وتوفي عام مئتين وواحد وأربعين للهجرة، وقد جاء أنه نُقل رفاته إلى مسجد العارف، في منطقة الحيدرخانة في مدينة بغداد، وكان ذلك بسبب الفيضان الذي حبل بمقبرته في باب حرب، وقد عُرف بحفظه القوي، وصبره، وتواضعه، وتسامحه، ومن مؤلفاته كتاب (المسند).

الإمام البخاري

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري، ولد في بخارى عام مائة وأربعة وتسعين للهجرة، وتوفي عام مائتين وستة وخمسين للهجرة، من مؤلفاته كتاب صحيح البخاري، ويُعتبر هذا الكتاب من أصح كتب الحديث.

الإمام مسلم

هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، ولد في نيسابور عام مائتين وستة للهجرة، وتوفي عام مائتين وواحد وستين للهجرة، ودُفن في نيسابور، وله كتاب صحيح مسلم، ويعدّ ثاني أصح كتب الحديث.

الإمام النووي

هو أبو زكريا يحيى بن الشيخ أبي يحيى شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام الحزامي النووي، ولد في نوى عام ستمائة وواحد وثلاثين للهجرة، وتوفي عام ستمائة وستة وسبعين للهجرة، وهو فقيه ولغوي، وله عدّة مؤلفات من ضمنها: (رياض الصالحين، والأربعين النووية، ومنهاج الطالبين، والروضة).

شيخ الإسلام ابن تيمية

هو تقي الدين أحمد بن تيمية، ولد في حران عام ستمائة وواحد وستين للهجرة، وتوفي عام سبعمائة وستة وعشرين للهجرة، بعد أن مرض في سجنه وتوفى فيه، وهو يعتبر من علماء المذهب الحنبلي، عُرف بالفقه، والحديث، والعقيدة، والفلسفة، والفلك، والحساب والجبر، وله العديد من المؤلفات من ضمنها: (الاحتجاج بالقدر، والاستقامة، ورسالة في علم الباطن والظاهر، والرسالة الأكملية، والرسالة العرشية).

الإمام ابن قيم الجوزية

هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي الحنبلي الشهير بشمس الدين، ويُعرف بابن قيم الجوزية؛ لأنّ والده كان قيماً على المدرسة الجوزية في دمشق، ولد عام ستمائة وواحد وتسعين للهجرة، وتوفي عام سبعمائة وواحد وخمسين للهجرة، ومن مؤلفاته: (روضة المحبين، ونزهة المشتاقين).

الإمام النسائي

هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي، ولد في نسا عام مائتين وأربعة عشر للهجرة، وتوفي عام ثلاثمائة وثلاثة للهجرة، وقد عمل قاضياً، وهو صاحب كتاب سنن الترمذي، السنن الصغرى والكبرى.

الإمام أبو داود

هو أبو داود سليمان بن الأشعب بن إسحق بن بشير الأزدي سيستان وبلوتشستان، ولد عام مائتين واثنين للهجرة، وتوفي عام مائتين وخمسة وسبعين للهجرة، صاحب كتاب سنن أبي داود.

الإمام الترمذي

هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي أبو عيسى، ولد عام مائتين وتسعة للهجرة، وتوفي عام مائتين وتسعة وسبعين للهجرة، وقد توفى وهو ضرير، حيث أصبح أعمى في آخر عمره، وهو صاحب كتاب سنن الترمذي.

الإمام ابن ماجة

هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني، ولد عام مائتين وتسعة للهجرة، وتوفي في رمضان عام مائتين وثلاثة وسبعين للهجرة، وهو من أئمة أهل الحديث، وهو صاحب كتاب سنن ابن ماجة.

في الختام أقول بأنّ هناك العديد من علماء أهل السنة والجماعة غير الذين ذكرناهم، وتحدثنا عنهم، ولكنهم لم يشتهروا، ولم يكثر تلاميذهم، وأتباعهم، ولم يشتهروا تلك الشهرة، التي اشتهرها أصحاب المذاهب والسنن، والشيخان، ولم تكن لهم المؤلفات العديدة، وحتى وإن كانت لهم المؤلفات القليلة، ولكنها لم تشتهر تلك الشهرة التي اشتهر بها صحيح البخاري وصحيح مسلم، والموطأ، والسنن الأربعة.