ابن الأثير

ابنُ الأثير

أُطلِقت كُنيةُ ابن الأثير على ثلاثةِ إخوةٍ كانوا من أعلامِ عصرِهم خلالَ القرنَين: السادس، والسابع الهجريّين، وبرزَ كلٌّ منهم في علمٍ مُعيَّن، أو أكثر، حيث كانَ أكبرَ هؤلاء الإخوةِ هو مجدُ الدين المبارك، وكان بارزاً في علمِ الحديث، أمّا الأخ الأوسط فهو عزُّ الدين عليّ، وكان بارزاً في التاريخ، وكان أصغرهم ضياءُ الدين نصر الله، وفيما يلي تعريفٌ بكلٍّ منهم:[١]

مجدُ الدين المُبارك

هو المباركُ بنُ محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيبانيّ الجزريّ، يُلقَّب بابنِ الأثير، وُلِد في العامِ خمسمئةٍ وأربعةٍ وأربعين للهجرة في جزيرة ابنِ عُمرَ في الموصلِ، وكان عالماً ذا فضلٍ، وبرٍّ، وإحسانٍ، درسَ علومَ العربيّة، وعلومَ الفقه، وحفِظَ القرآنَ الكريم، والحديثَ الشريف، وتولّى أمرَ الخزانةِ عندَ سيفِ الدين الزنكيّ في العامِ خمسمئةٍ وخمسةٍ وستّين للهجرة، ثمّ ولِيَ ديوانَ الإنشاءِ عند مجاهدِ الدين قايماز، وكرّسَ السنواتِ الأخيرةِ من حياتِه للكتابةِ، وقد تُوفِّي في شهرِ ذي الحجّة من العامِ ستّمئةٍ وستّةٍ للهجرة، وتركَ وراءه مجموعةً من المُؤلَّفات، منها: منالُ الطالب في شرحِ طوال الغرائب، وكتابُ البديع في علمِ العربيّة.[٢]

عزُّ الدين علي

هو إمامُ الحديثِ، وحافظُ التاريخ، وخبيرُ أنسابِ العربِ أبو الحسن علي بنُ أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيبانيّ، يُلقَّب بعزّ الدين، ويُعرَف بابنِ الأثير الجزريّ، وُلِد في جزيرة ابنِ عُمرَ في العامِ خمسمئةٍ وخمسةٍ وخمسين للهجرة، ثمّ ارتحلَ مع والدِه إلى الموصلِ، وتعلّم فيها أمورَ الدين على يدِ كبارِ الشيوخِ، واستخلفَه صاحبُ الموصلِ؛ ليكونَ رسولاً له في بغدادَ، ومنها إلى الشامِ، والقدسِ، ثمّ عادَ في النهاية إلى الموصلِ، وبقِيَ عاكفاً في بيته، ينظرُ في العِلم، ويختصر كُتبَ التاريخِ إلى أن تُوفِّي في العامِ ستّمئةٍ وثلاثين للهجرةِ، ومن الكُتُبِ التي اختصرَها، وصنّفها: كتابُ الكامل، وكتابُ الأنساب.[٣]

ضياءُ الدين نصر الله

هو أبو الفتح نصر الله بنُ أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيبانيّ، يُلقَّب بضياءِ الدين، ويُعرَف بابن الأثير الجزريّ، وُلِد في جزيرة ابنِ عُمرَ، وانتقلَ مع والدِه إلى الموصلِ؛ فحفِظَ هناك القرآنَ الكريمَ، والحديثَ النبويَّ الشريفَ، وتعلّمَ النحوَ، واللغةَ، والشِّعرَ، وعمِلَ قاضياً عند الملكِ الناصرِ صلاح الدين، ثمَّ تولّى شؤونَ الوزارةِ في دمشقَ في عهدِ الأفضلِ بنِ صلاح الدين، إلّا أنَّ سوءَ الأوضاعِ السياسيّة في الدولةِ دفعَ ضياءَ الدين إلى مُفارقةِ الأفضل، فعمِلَ كاتباً للإنشاءِ في دَولةِ ناصرِ الدين محمود بنِ عِزّ الدين مَسعود في الموصِل، وبقِيَ في العراق إلى أن تُوفِّي في العامِ ستّمئةٍ وسبعةٍ وثلاثين للهجرة، ودُفِن في بغدادَ، وتركَ وراءه العديدَ من المُؤلَّفات، منها: رسائلُ ابن الأثير، والمُرصَّعُ في الأدبيّات، وكتابُ الاستدراك في الردّ على رسالةِ ابنِ الدهان.[٤]

المراجع

  1. دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانبة )، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 198، جزء الأول. بتصرّف.
  2. أ.د. أحمد محمد الخراط، منهج ابن الأثير الجزري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر، صفحة 19-26. بتصرّف.
  3. ابن الأثير الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، صفحة 5،6، جزء الأول. بتصرّف.
  4. سهيلة خالدي، معايير الشعرية في “المثل السائر في الأدب الكاتب والشاعر” ، صفحة 16-18. بتصرّف.