تاريخ ابن كثير

الحضارة الإسلامية

لقد مرت الحضارة الإسلاميّة بالكثير من التغيرات على مدار السنين، فقد كانت في بدايتها من أقوى الحضارات في العالم وزخرت الثقافة بالكثير من المعرفة، ولكن مع دخول الناس من شتى بقاع الأرضِ وتوّسع رقعتها أصبحت عمليّة السيطرة عليها صعبةً مما أوجد أقليّاتٍ شاذةٍ، ووجود مثل هذه الأقليات أدى إلى ضعف هذه الحضارة وسهولة سيطرة الأعداء عليها.

من هؤلاء الأعداء التتار الذين اجتاحوا البلاد الإسلامية في القرنين السادس والسابع للهجرة، واستطاعوا الاستيلاء على بغداد عام 658م ودمّروها وقضوا على الكثير من المعرفة، وظهرت في نفس الفترة دولة المماليك في مصر واستطاعت السيطرة على سوريا والجزيرة العربيّة من التتار، ومن هنا بدأت تزدهر الحركة الثقافية في العواصم مثل دمشق والقاهرة.

بدأ يهرب العلماء من كافة الدول إلى دمشق وهذا رفدها بالكثير من العلوم نظراً للكتب التي كانوا يحملونها معهم، من هؤلاء العلماء الذين نشؤوا في دمشق ابن كثير وهو عنوان مقالنا اليوم.

ابن كثير

هو عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر البصري بن كثير بن ضوء بن كثير القرشي الدمشقي الشافعي، وكنيته أبو الفداء، ولد في مجيدل من حوران عام 700 هـ أو بعدها بقليل لأسرةٍ عريقةٍ وصاحبة علمٍ، فقد كان أبوه من الفقهاء العلماء مما جعله يكسب العلوم الفقهية، والإفتاء، والتأريخ، والعلم بالرجال، واللغة، والشعر.

حياة ابن كثير

لقد انتقل ابن كثير إلى الشام مع أخيه كمال الدين عبد الوهاب عام 706هـ، بعد وفاة أبيهما، وكان عمر ابن كثير في ذلك الوقت ما يقارب الثلاثة أعوام، وقد كان كمال الدين مثل الأب لابن كثير فقد اعتنى به وحماه وقدّم إليه كل ما يحتاجه.

تعلّم ابن كثير من كبار العلماء الموجودين في دمشق مثل برهان الدين الفزارى، وابن الشحنة وغيرهم الكثير، وقد كان الشيخ ابن تيمية من أقرب الشيوخ إلى قلبه، وكان يمتاز بخصوصية لديه، وقد دافع عنه بصورةٍ كبيرةٍ في محنته مما سبب له (ابن كثير) الكثير من الأذى، وقد توفى الله تعالى كمال الدين عام 750 هـ، وأخذ عن ابن كثير الكثير من العلماء والحفاظ مثل أحمد بن حجي.

مؤلفات ابن كثير

لقد استطاع ابن كثير أن يرفد الثقافة الإسلامية بالكثير من الكتب القيِّمة ذات الأهميّة البالغة، ومن هذه المؤلفات:

  • تفسير القرآن الكريم.
  • البداية والنهاية.
  • التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.
  • الهدى والسنن في أحاديث المسانيد والسنن، وهو المعروف باسم “جامع المسانيد”.
  • الباعث الحثيث فى اختصار علوم الحديث.