ما هي أشعة الرنين المغناطيسي

التصوير الإشعاعي

يستطيع الأطباء والاختصاصيون رؤية ما بداخل جسم الإنسان باستخدام مجموعة من الفحوصات التي توفر صور لمُختلف أجزاء الجسم، ويُطلق على هذه الفحوصات علم الأشعة (بالإنجليزية: Radiology)، و التي تنقسم إلى عِدّة أنواع ومنها: الأشعة السينية، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، كذلك الموجات فوق الصوتية، إذ تُوفّر الصور الناتجة عن هذه الأشعة معلومات عن الحالة الصحية للمريض قبل ظهور الأعراض، كما تُساعد في تشخيصها، ومراقبة الحالة الصحية بعد ذلك وتأثير العلاج عليها.[١]

أشعة الرنين المغناطيسي

يتم إنتاج صور لهياكل الجسم باستخدام تقنية تَشمل الأشعة المغناطيسية، والأمواج الراديوية، بالإضافة لجهاز كمبيوتر، حيث يُطلق عليها التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging – MRI)، أما الجهاز المُستخدم في هذه التقنية فهو عبارة عن أنبوب يتم إدخال المريض على سرير متحرّك إلى داخله، ويُحيط بالأنبوب مغناطيس دائري عملاق لإنشاء حقل مغناطيسي قوي، ممّا يؤدي إلى تراصّ بروتونات الهيدروجين في جسم الإنسان، ثم دورانها بعد تعرُضها للموجات الراديوية، فتنتُج عنها إشارة خافتة يتلقّاها الماسح لإنتاج صورة للجسم، كما يمكن استخدام الجادولينيوم كعامل تباين لزيادة دقة الصورة.[٢]

يُمكن إنتاج صورة ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، وذلك باستخدام حقول إضافية، إذ يوجد عِدّة أشكال من أشعة الرنين المغناطيسي، في ما يلي الأشكال الأكثر شيوعاً:[٣]

  • الرنين المغناطيس بالانتشار (بالإنجليزية: Diffusion MRI): عُرف هذا الشكل قبل حوالي 15 إلى 20 سنة، ويعتمد مبدأ عمله على كيفية انتشار جزيئات الماء خلال أنسجة الجسم، فبعض الأمراض كالأورام، والسكتة الدماغية قد تُقلل من انتشارها، ولذلك يُمكن تشخيصها بهذه الطريقة.
  • الرنين المغناطيسي الوظيفي (بالإنجليزية: Functional MRI): تكمُن أهميته في علم الأعصاب وخاصّة الدماغ، فهو يصوّر النشاط الوظيفي للدماغ بقياس تدفُق الدم إلى أجزاءه المختلفة، وذلك لمراقبة الدماغ وتقييم بعض الأضرار التي قد تُصيبه كمرض الزهايمر، أو إصابات الرأس.

تاريخ أشعة الرنين المغناطيسي

بَدأ استخدام التصوير المغناطيسي بعد 130 عاماً من وصف نيكولا تسلا للمجال المغناطيسي الدوار، حيث تطوّرت فكرة التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، فقد مرّت بعِدّة مراحل، هي:[٤]

  • اكتشف أستاذ الفيزياء إيسيديو رابي الرنين المغناطيسي النووي عن طريق قياس حركات النوى الذرية، لذلك في عام 1944م حصل على جائزة نوبل في الفيزياء.
  • استنتج الطبيب ريموند داماديان أنه يُمكن استخدام الماسحات الضوئية التي تَستخدم موجات الراديو لقياس انبعاثات ذرات الهيدروجين، وذلك للكشف عن الأنسجة السرطانية التي تحتوي على كمية أكثر من الماء مقارنةً بالأنسجة السليمة في العام 1971م.
  • أدرك الكيميائي بول لوتربور أنه يُمكن إنشاء صور ثلاثية الأبعاد من تكديس الصور ثنائية الأبعاد التي أُنتجت باستخدام مجال مغناطيسي متدرج، وذلك بعد قرائته لنتائج الطبيب ريموند داماديان.
  • تمكن الفيزيائي بيتر مانسفيلد من إلتقاط صور لأجزاء من الجسم باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي النووي، ولذلك حصل على جائزة نوبل في الطب في العام 2003م مع الكيميائي بول لوتربور لاكتشافاتهما.
  • تطوّرت تكنولوجيا الرنين المغناطيسي بمرور الوقت، وانتشرت لما يَصل إلى أكثر من 22,000 وحدة تصوير رنين مغناطيسي في العالم.

استخدامات أشعة الرنين المغناطيسي

يَتم التوسُّع في استخدام تقنية أشعة الرنين المغناطيسي بمرور الوقت، لاستخدامها في الكشف عن العديد من الأمراض، منها:[٥]

  • حالات الشذوذ في الدماغ والحبل الشوكي.
  • حالات الشذوذ في مناطق مختلفة من الجسم، كالأورام، والخُرّاجات.
  • فحص سرطان الثدي، وخاصّة النساء المُعرّضات للإصابه به بنسبة عالية.
  • إصابات أو تشوّهات المفاصل كالظهر، والركبة.
  • أنواع محددة من مشاكل القلب.
  • أمراض الأعضاء الموجودة في البطن مثل: أمراض الكبد.
  • الأورام الليفية، وبطانة الرحم، وغيرها من مشاكل آلام الحوض عند النساء.
  • تقييم حالات العقم عند النساء، عن طريق الكشف عن الشذوذ في الرحم.

مخاطر أشعة الرنين المغناطيسي

قد تُشكل أشعة الرنين المغناطيسي خطراً على البعض، إذ يتم استخدام مغناطيس قوي للتصوير، فوجود أي جهاز معدني أو إلكتروني قد يؤثّر على الصورة أو سلامة المريض، ومن الأشخاص المُعرّضين للمخاطر:[٦]

  • الأشخاص الذي يمتلكون أجزاء معدنية داخل أجسامهم، مثل: الأطراف الاصطناعية، وصمامات القلب الاصطناعية، ومزيل الرجفان القلبي المزروع، بالإضافة إلى جهاز تنظيم ضربات القلب، أو وجود رصاصة، أو شظايا معدنية.
  • وجود وشم مرسوم بالحبر الداكن الذي قد يحتوي على معادن.
  • النساء الحوامل، فالحقول المغناطيسية قد تؤثّر على الأجنة.
  • وجود مشاكل في الكلى، أو الكبد، حيث يجب الحد من استخدام عوامل التباين المحقونة أثناء الفحص.

فيديو أضرار أشعة الرنين المغناطيسي

قد يكون التعرض لأشعة الرنين المغناطيسي مضراً، فما الأضرار التي قد تصاحب ذلك؟ :

المراجع

  1. “Imaging explained”, www.nps.org.au,22-12-2016، Retrieved 18-05-2019. Edited.
  2. William C. Shiel Jr. (07-03-2018), “Magnetic Resonance Imaging (MRI Scan)”، www.medicinenet.com, Retrieved 18-05-2019. Edited.
  3. Tanya Lewis (11-08-2017), “What is an MRI (Magnetic Resonance Imaging)?”، www.livescience.com, Retrieved 18-05-2019. Edited.
  4. “Featured History: Magnetic resonance imaging”, www.rad.washington.edu, Retrieved 18-05-2019. Edited.
  5. Peter Lam (24-07-2018), “What to know about MRI scans”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-05-2019. Edited.
  6. “MRI”, www.mayoclinic.org,30-12-2017، Retrieved 18-05-2019. Edited.