نظرية العالم فيغنر

نظرية الانجراف القاري

طور العالم فيغنر نظرية الانجراف القاري في عام 1912م والتي لخصت بأنّ القارات كانت عبارة عن كتلة مساحية واحدة أو قارة عملاقة وانفصلت فيما بعد لتتخد مواقعها الحالية، وقد طور نظريته اعتماداً على نظريات سابقة لعلماء حول حركات القارات الأفقية على سطح الأرض خلال فترات جيولوجية مختلفة، واعتماداً على اكتشافاته الشخصية في مجالات العلوم المختلفة،[١] وافترض العالم فيغنر أنّه قبل 200 مليون عام كانت الأرض عبارة عن قارة عملاقة واحدة وسماها باسم بانجايا (بالإنجليزية: Pangaea) والتي تعني كل الأرض باللغة اليونانية وأنّها بدأت بالانفصال على مر ملايين السنين إلى قارات أقل حجماً في العصر الجوراسي وسميت بلوراسيا (بالإنجليزية: Laurasia) وجوندوانالاند (بالإنجليزية: Gondwanaland)، وانفصلت بعدها إلى القارات الحالية في العصر الطباشيري.[١]

لم تلقى نظرية العالم فيغنر قبولاً تاماً ودحضها البعض لفقرها بالميكانيكية التي تشرح انفصال القارات كما يزعم فيغنر، إلا أنّها ساهمت في نقل فكرة تنقل القارات إلى مجال علم الأرض، ووافق العلماء بعد عقود مضت على بعض أفكاره مثل الوجود السابق للقارة العملاقة التي ربطت المساحات الأرضية معاً، إذ صرح المسح الجيولوجي الأميركي USGS رسمياً أنّ الكتلة العملاقة بانجايا كانت موجودة قبل ما يقارب 200 إلى 250 مليون عام وهي مسؤولة عن أدلة الصخور والحفريات التي وجدها فيغنر وكانت سبباً في وصوله إلى نظريته.[١]

دلائل النظرية

دعم فيغنر نظريته بخمسة دلائل أساسية، وهي:

  • تناسب حدود القارات: لوحظ تناسب الخطوط العريضة الخارجية لسواحل شرق أمريكا الجنوبية وغرب أفريقيا، بينما فسرفيغنر الفجوات والتداخلات المتواجدة في بعض المناطق بأنّها ناتجة عن التآكلات أو الترسبات الساحلية الحاصلة أثناء الانفصال القاري أو الارتفاعات في مستويات سطح البحر أو التغيرات في مستويات الأرض.[٢]
  • التناسب الجيولوجي: عند تصميم الخريطة الجيولوجية لشرق أميركا الجنوبية وغرب أفريقيا لوحظ تواجد البقايا الصخرية التي تعود لأكثر من ألفي مليون سنة في قارات مختلفة.[٣]
  • التناسب التكتوني: لوحظ تواجد أجزاء من أحزمة جبال قديمة تعود ل400 إلى 450 مليون سنة مضت على قارات منفصلة كثيرة، إذ وجدت بقايا من أحزمة جبل كالدونيا في كل من جزيرة جرينلاند وكندا وإيرلندا وإنجلترا واسكتلندا والدول الاسكندنافية.[٤]
  • الرواسب الجليدية: تم العثور على رواسب جليدية تشكلت خلال التجلد الكربوني قبل حوالي 300 مليون سنة مضت في كل من أنتاركتيكا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والهند وأستراليا، الأمر الذي يفسر تحرك القارات لأنّها لو لم تتحرك لتسبب التجلد بتشكل طبقة جليدية ممتدة من القطب الجنوبي وحتّى خط الاستواء والذي لا يرجح بسبب تواجد رواسب فحم وحجر جيري في المملكة المتحدة القريبة من خط الاستواء.[٥]
  • الأحافير: توجد العديد من الأحافير التي وجدت في قارات منفصلة مما يدل على أنّها كانت مترابطة يوماً ما.[٦]

العالم فيغنر

ألفريد لوثر فيغنر هو عالم أرصاد جوية وجيوفيزيائي ألماني ولد في الأول من شهر نوفمبر عام 1880م في مدينة برلين الألمانية وتوفي في شهر نوفمبر عام 1930م في الخمسين من عمره في جزيرة جرينلاند، وقد اشتهر بنظرية الانجراف القاري.[٧]

حصل فيغنر على درجة الدكتوراه في علم الفلك من جامعة برلين عام 1905م وأبدى في ذلك الوقت اهتماماً بعلم المناخ القديم، وشارك في الفترة ما بين عام 1906م إلى عام 1908م برحلة الاستكشاف إلى جزيرة جرينلاند لدراسة دوران الهواء القطبي، وعاد في ثلاث رحلات استكشافية أخرى للجزيرة في عام 1912م إلى 1913م وعام 1929م وعام 1930م حيث لاقي حتفه.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Becky Oskin (19-12-2017), “Continental Drift: Theory & Definition”، www.livescience.com, Retrieved 19-7-2018. Edited.
  2. “Jigsaw Fit”, www.geolsoc.org.uk, Retrieved 19-7-2018. Edited.
  3. “Geological Fit”, www.geolsoc.org.uk, Retrieved 19-7-2018. Edited.
  4. “Tectonic Fit”, www.geolsoc.org.uk, Retrieved 19-7-2018. Edited.
  5. “Glacial Deposits”, www.geolsoc.org.uk, Retrieved 19-7-2018. Edited.
  6. “Fossil Evidence”, www.geolsoc.org.uk, Retrieved 19-7-2018. Edited.
  7. ^ أ ب ” Alfred Wegener”, www.britannica.com, Retrieved 19-7-2018. Edited.