ما معنى الوباء

نعلم جميعاً بمصطلح المرض، كما أنّنا نسمع من حين إلى آخر عن مصطلح الوباء، ومصطلح الوباء له وقع خاص على مسامعنا، ربما الخوف من المرض هو ما يثير الرّعب لدى معظم الاشخاص، نسبةً لتاريخ الأوبئة التي أصابت البشريّة وأودت بحياة الكثيرين، لذلك سوف نتحدّث عن المفهوم الحقيقي للوباء.

الوباء له ارتباط وثيق مع الموقع الجغرافي، حيث أنّه يعتبر انتشار واسع، مفاجئ، وسريع لمرض معيّن في موقع جغرافي معيّن، من خلال ارتفاع معدّل انتشاره والإصابة به عن الحد الطبيعي في ذلك الموقع الجغرافي – ويعد الوباء معدياً – ويكون سببه غير موجود في المجتمع الذي أصابه، وينتشر الوباء عادةً بين البشر، وليس بالضرورة أن يكون الوباء مميتاً، ويسمّى ما يقابله في الحيوان “سواف”.

انتشر في الماضي العديد من الأوبئة، مثل:

• وباء الموت الأسود (الطّاعون) والذي انتشر في أوروبا وأودى بحياة ثلثها خلال العصور الوسطى.
• وباء الإنفلونزا الأسبانية عام 1918 – 1919 والتي أودت بحياة 35 مليون من سكان العالم.
• وباء السارس الذي انتشر عالميّاً و أودى بحياة 774 شخص في عام 2003.

في وقتنا الحاضر نواجه العديد من الأمراض التي تودي بحياة العديد من الأشخاص، وبالرغم من ذلك لم تعلن منظمة الصحة العالمية أنّها أوبئة، مثل الإيدز، والملاريا، حيث أنّها تصيب العديد سنوياً كما أنّها تقتل العديد، ويعود ذلك لأنّ هذه الامراض ليست مرتبطة بموقع جغرافي معين ولانها لا تتعدى معدلاتها الطبيعية، فمرض السرطان يقتل العديد سنويّاً لكنّه لا يعد وباءاً لأنّه غير معدي.

يكون مسبّب الوباء قويّاً في بداياته لكنه ومع مرور الوقت يصبح ضعيفاً، ويعود سبب قوته إلى أنّ هذه المسببات تختلف جينياً ولا تكون على طبيعتها، أي أنّها متطوّرة لذلك تنتشر بسرعة بين الأشخاص، لكن جسم الإنسان مع الوقت يكتسب مناعة، من حيث تناول الأدوية واتّباع التّعليمات الصحيّة التي قد تحد من انتشار الوباء وقد تحد منه، فمثلاً انفلونزا السارس أذهبت بحياة حوالي 700 شخص رغم أنّها أقوى بكثير من الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت الملايين.

ممارساتنا اليومية وحياتنا أصبحت تساعد في انتشار الأمراض، من خلال تنقّلاتنا المختلفة يوميّاً، بين العمل والمنزل، والمجمّعات التجاريّة وغيرها، وكذلك السّفر الذي قد يسهّل ويسرّع بعمليّة نقل مسبّب المرض من خارج مجتمع معيّن كما تحدّثنا، وهذا بحد ذاته تهديد كبير لأي مجتمع، ففي عام 1999 قامت منظّمة الصحّة العالميّة بنشر وثيقة تتعلّق بالتّوجيهات والخطوات الواجب اتّبعاها لمواجهة أي وباء قد يصيب أي مجتمع، ومن خلال المعرفة المكتسبة والخبرات التي يحصلون عليها عند مواجهة أي أوبئة جديدة، يقومون بإجراء تعديلات مستمرّة على تلك الوثيقة لكي تحتوي على أفضل الممارسات دائماً.