مفهوم الوعي البيئي

مفهوم الوعي البيئي

يمكن تعريف الوعي البيئي (بالإنجليزية: Environmental Awareness) على أنّه الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة، والطبيعة، والقيام بجميع الممارسات التي تساعد على حمايتها والحفاظ عليها، وتوعية الآخرين حول نوعية الأخطار التي تسببها الممارسات البشرية الخاطئة، ومدى خطورتها، والوعي بالمواضيع البيئية المختلفة مثل الاحتباس الحراري، إضافة إلى استبدال الممارسات الخاطئة بأُخرى تُفيد الأرض والبيئة وتساعد في الحفاظ عليها، بالتزامن أيضاً مع محاولة إصلاح الأضرار الناجمة عن الممارسات البيئية الخاطئة.[١][٢][٣]

وضعت العديد من المنظّمات على عاتقها مسؤولية نشر الوعيّ البيئيّ في العالم، من خلال إعلام الناس بالمخاطر الناتجة عن ممارساتهم البيئية، وفهم التحدّيات التي يتعرّض لها كوكب الأرض في مجالات الصحّة البيئية، والتنمية المستدامة، والاحترار العالمي، ومحاولة البدء في إصلاح هذه الأخطاء للتقليل من الآثار البيئية الناتجة عنها، وتتَّبع هذه الحركات في سبيل نشر الوعي البيئي طرق متعددة؛ مثل توزيع الملصقات، والإعلانات التي تدعو للبيئة الخضراء، والتي تعني القيام بالخيارات الاقتصادية الأقل ضرراً على البيئة، والاهتمام بالبيئة، وتهدف إلى جذب اهتمام المجتمع ليكون الوعي البيئي من أهم أولوياته.[١][٢][٣]

أهمية الوعي البيئي

شهد العالم بعد قيام الثورة الصناعيّة ارتفاع تركيز غازات الدفئية بمقدار يزيد عن الثُلث من الحدّ الطبيعيّ، ممّا عزّز من تأثير الاحتباس الحراريّ وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، وما يتبعها من تغيّرات مناخية قاسية ومتطرّفة مثل الأعاصير، والجفاف، وحدوث الفيضانات، وانقراض لبعض الكائنات الحية نتيجة عدم تكيّفها مع الظروف الجوّية الجديدة السائدة، بالإضافة لما ينتج عن هذه الغازات من تلوثّ للهواء، والماء، والأراضي، وبالتالي التأثير على جودة الغذاء، وما يتبع ذلك من تأثيرات على صحّة الإنسان وسلامته، وبذلك فإنّ كل ما سبق يدل بشكل كبير على الأثر الأكبر للنشاطات البشرية الضارّ على البيئة، وبالتالي تأثير نشر الوعي البيئي بين البشر في المحافظة على صحة البيئة والإنسان.[٤]

تعدّ عملية إزالة الغابات والأشجار كذلك من أسوأ الممارسات البشرية المضرّة بالبيئة والتي تجب مواجهتها بنشر الوعي البيئيّ حول ذلك؛ حيث تعدّ الأشجار من المصادر الرئيسية للغذاء، وبعض المواد الخام لصناعة الدواء، كما أنّها تمتص ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو والمضرّ للبيئة وتستخدمه في عملية البناء الضوئي، وبالتالي فإن إزالتها تؤدي إلى زيادة نسبته في الغلاف الجوّي وتعزيز تأثير الاحتباس الحراري على البيئة، كما يجب على الإنسان كذلك الحفاظ على وجود الكائنات الحية المفيدة له خاصة، وحمايتها من الانقراض؛ كالنحل المسؤول عن تلقيح العديد من أنواع المحاصيل الغذائية، والذي يساعد على استدامة وصول الغذاء للبشر، وبالتالي فإن انقراضه يعني اختلال عملية تلقيح النباتات، وبالتالي التأثير على وجود الإنسان، وهو الأمر الذي يُؤكّد على ضرورة تحمّل المجتمع لمسؤولية نشر الوعي البيئيّ، للتقليل من سلوكيات البشر السلبية، وانعكاساتها الضارة على البيئة.[٤]

نشر مفهوم الوعي البيئي

يجب على المهتمين بنشر الوعي البيئيّ في المجتمع الحرص أولاً على التزوّد بالفهم والمعرفة الكافِيَين حول القضايا البيئية المختلفة، ويكون ذلك بالاطّلاع على الأخبار المتعلقة بالبيئة، وقراءة المنشورات والكتب المتعلّقة بها؛ للتزوّد بالمعلومات اللازمة لذلك، إضافة إلى حضور الندوات العلمية، والدورات الإلكترونية، والمقالات العلمية، وغيرها من الأدوات المعرفية الأخرى؛ حيث يساعد ذلك على اكتساب المعرفة اللازمة، وبالتالي القدرة في إيصال المعلومة الصحيحة وإقناع الآخرين حول خطورة القضايا البيئية التي تواجههم، كما يُنصح باختيار القضايا البيئيّة الأكثر تأثيراً على المجتمع أولاً، ثم الانتقال من خلالها نحو القضايا البيئية الأخرى؛ فجميع المشاكل البيئية مترابطة ومتشابكة.[٥]

تقع على عاتق المدارس كذلك مسؤولية كبيرة في نشر الوعي البيئيّ في المجتمع وذلك بجعل الوعي البيئيّ جزءاً من المناهج الدراسية التي يتلّقاها الأطفال، كما يجب على المعلّمين القيام ببعض السلوكيات التي تُظهر الحرص على البيئة والمحافظة عليها، وإظهار ذلك أمام الأطفال؛ كالحرص الدائم على المحافظة على البيئة، كما يمكن للمدارس وضع أنظمة لإعادة التدوير في الصفوف، لتعليم الطلاب كيفية تدوير النفايات المختلفة، مع تعزيز ذلك من خلال تعليمهم مبادئ إعادة التدوير، إضافة لإقامة نشاطات لغرس الأشجار، وتوعية الأطفال بأهميتها في المحافظة على البيئة، وتشجيع الأطفال على توفير المياه، وإحكام إغلاق الصنابير، وإغلاق جميع الأجهزة الكهربائية والإنارة في حال عدم استعمالها.[٦][٧]

يجب أيضاً تشجيع الآباء على تعليم أطفالهم الممارسات اليومية التي يمكن لهم من خلالها حماية البيئة، مثل إلقاء القمامة في أماكنها المخصّصة، وإغلاق صنبور المياه أثناء غسل أسنانهم وأيديهم، وإغلاق الإنارة غير المستخدمة، ومشاركتهم المعلومات المهمّة في مجال البيئة ليصبح الأطفال أكثر اطّلاعاً وعلى دراية بالقضايا البيئية من حولهم.[٦]

أمثلة على ممارسة الوعي البيئي

يمكن ممارسة الوعي البيئي في مجالات عديدة في الحياة، وفيما يلي ذكر لبعض الأمثلة العمليّة على ممارسة الوعي البيئيّ والحفاظ على البيئة في عدّة مجالات، ومنها:[٢]

  • بناء المنازل: يمكن بناء المنازل من مواد طبيعية وصديقة للبيئة ولا تسبب تلوّثها؛ مثل الخشب، والحجر، والطوب، والنحاس، وتجنّب مواد البناء الضارة للبيئة في البناء؛ مثل الأسبستوس، والدهانات التي يدخل الرصاص في صناعتها، وأنابيب الرصاص.
  • الطاقة والمياه: يمكن استخدام الطاقة البديلة في إنتاج الكهرباء؛ مثل الألواح الشمسية والتي أصبحت ذات فاعلية كبيرة وانتشار واسع، أما في ناحية المياه فيجب على الأفراد تجنّب هدر المياه، نظراً لشح مصادر المياه النظيفة في العالم.
  • المشتريات وإعادة التدوير والاستخدام: وذلك بشراء المنتجات والملابس المصنوعة من الألياف الطبيعية التي يمكن إعادة تدويرها بدلاً من تلك المصنوعة من الألياف الصناعية.

أمثلة على المشاكل البيئية

من أهم المشكلات البيئية التي تواجه المجتمعات والتي تحتاج لنشر التوعية البيئية لتجنّب أخطارها ما يأتي:[٥]

  • التنقيب عن النفط: يعتبر من أكثر القضايا التي تستنزف البيئة وتضرّ بها؛ فالاعتماد على الوقود الأحفوري له تبعات عديدة مثل تسرب النفط في البحار والمحيطات، والحفر البحري الذي يؤثر بشكل سلبي على الحياة البحرية، كما أنّ احتراق الوقود الأحفوري يزيد من نسب الانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، وارتفاع درجة حموضة المحيطات، ولهذا فإنّ هذه المشكلة تعتبر من أكثر المشاكل تعقيداً، نظراً لما لها من جوانب متعددة متعلقة بالبيئة.
  • قطع الغابات: يتم سنوياً إزالة مساحات واسعة جداً من الغابات؛ لأهداف صناعية؛ كالتعدين، أو صناعة الأوراق، ممّا يؤدي لانقراض جزء كبير من الحياة البرية بسبب فقدان موطنها.
  • إنتاج الصناعات البلاستيكية: يخلّف العالم سنوياً أطناناً هائلة من النفايات البلاستيكية، والتي ينتهي بها الحال عادة كتراكمات في الأرض والمياه مما يسبّب تلوّثهما، ومن ناحية أخرى فإنّ صناعة البلاستيك تعتمد بشكل رئيسي على احتراق الوقود الأحفوري مما يسبّب أيضاً تلوث الهواء.

للتعرف على مشاكل البيئة بشكل عام يمكنك قراءة المقال مشاكل البيئة

وللتعرف أكثر على معلومات حول البيئة يمكنك قراءة مقال تعريف البيئة ومقال موضوع عن البيئة

المراجع

  1. ^ أ ب Daniel Clark (23-9-2019), “Why is Environmental Awareness Important?”، www.engageinlearning.com, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Environmental Awareness: Definition, History & Importance”, study.com, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Environmental Awareness”, worldwildfederation.org, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Rosie Anderson (27-6-2019), “Why is Environmental Awareness Important?”، www.delta-net.com, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Environmental Awareness”, www.pachamama.org, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب Jesse Maleficio (11-4-2018), “How To Cultivate Environmental Awareness In Schools”، www.greenschoolsalliance.org, Retrieved 17-6-2020. Edited.
  7. Marike Lauwrens, “HOW TO CULTIVATE ENVIRONMENTAL AWARENESS IN SCHOOLS”، www.gvi.co.uk, Retrieved 17-6-2020. Edited.