السلطة الرابعة

تعريف مفهوم السلطة الرابعة ونشأتها

أُطلق مصطلح السُّلطة الرّابعة في أول نشأته على الصحافة والصحفيين، ليتوسع لاحقاً ويشمل كل وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، حيث جاء وصف السلطة الرابعة تيمُّناً بالسُّلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وإعراباً عن الدور المركزي الفاعل لوسائل الإعلام في التأثير على السياسات العامة وقناعات الجماهير، إلا أنّ البعض يرى أن المصطلح اليوم قد فقد رونقه وحضوره.[١]

تعود نشأة المصطلح وتداوله للقرن الثامن عشر، إذ أعلنه المفكر الايرلندي “إدموند بروك” في إحدى جلسات مجلس البرلمان البريطاني، بقوله:” ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان لكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي اهم منكم جميعاً”، كما انتشر المصطلح أيضاً في كتاب الأبطال وعبادة البطل، للكاتب الاسكوتلندي “توماس كارليل”، حيت كان العالم يعيش مرحلة انتقالية من النظام الديكتاتوري السلطوي إلى النظام الديمقراطيّ القائم على فصل السُلطات وتأسيس المشاركة الحزبية، وترسيخ مبدأ الحريات العامة والخاصة.[٢]

أبرز أدوار السلطة الرابعة

تواجه السلطة الرابعة عدداً من التحديات المعاصرة، والتي قد تؤثر على دورها الفعلي سلباً أو إيجاباً، فحرية الصحافة والتعبير مضمونة، إلا أنّ المواد الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، تخضع لمراقبة الجمهور وتتلقى آراؤه المباشرة عنها، ولا شك أنّ الانترنت قد هدد انتشار الوسائل التقليدية، والتكنولوجيا متسارعة التطوّر، إلا أنّه أتاح مجالات جديدة تنمّي أدوار السلطة الرابعة، كالمدونات والوسائل المتعددة وإمكانية التواصل وحفظ المعلومات.[١]

تأثير السلطة الرابعة وتفعيل تطبيقاتها

يرى البعض أن قوة السلطة الرابعة تتضاعف لما تسير عليه من منهج منفتح يقدّم ما يغذي الرغبة والفضول والغرائز البشرية، ضمن قوالب تملؤها الإثارة والتشويق والترفيه، وحتى العنف والتطرف والإقصاء، حيث أصبحت هذه العوامل من مكوّنات المواد الإعلامية المنتَجة على مستوى العالم، حيث أثبتت أنّ لها رواجاً وولاءً عند شرائح مجتمعية واسعة، في محاولة لترويج القيم العالمية في ظل العولمة على اختلاف ثقافاتهم ومعتقداتهم ولغاتهم، حتى في مجالات التسويق وحملات الترغيب المباشر وغير المباشر، بتصوير مستوى أمثل أو أوحد للحياة المفعمة بالرفاهية والشهرة والنفوذ.[٣]

تأثرت بهذه المنهجية السياسة المتبعة في صياغة الأخبار والأحداث، فقد صارت أكثر سطحية، إذ تقتصر بتركيزها على الجزئيات المثيرة والمثيرة للجدل، حيث تميل للتبسيط وشيء من جعل القصص الإخبارية أداة قابلة للتصنيف نحو طرفي صراع وتجاذب لا ثالث لهما.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب Kathy Gill (3-1-2019), “What is the Fourth Estate? “، thoughtco.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  2. “السلطة الرابعة-نشأتها وعملها”، jfoiraq.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Jürgen Krönig (14-11-2004), ” A crisis in the fourth estate”، theguardian.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.