مفهوم العدالة الاجتماعية في الفكر الإسلامي المعاصر

العدالة الاجتماعيّة

جاءت الشّريعة الإسلاميّة لتحقيق مقاصد وغايات، وجلب مصالح ودرء مفاسد وآفات من أجل تحقيق السّعادة للبشريّة جمعاء في الدّنيا والآخرة، ولم تغفلْ الشّريعة أن تتناولَ جميع جوانب حياة النّاس ومن بينها الجانبين الاجتماعيّ والاقتصادي، فقد أرست الشّريعة الإسلاميّة قواعدَ وأسساً ومنهجاً واضحاً في الاقتصاد والاجتماع يضمن تحقيقَ العدالة الاقتصاديّة والاجتماعيّة في المجتمعات الإسلاميّة. سنتحدّثُ في هذا المقال عن مفهوم العدالة الاجتماعيّة، ودعائمهما.[١]

يشتق مفهوم العدالة الاجتماعيّة من العدل الذي هو خلاف الظّلم، فالعدالة الاجتماعيّة هي منظومة فكريّة، ومنهج أخلاقيّ، وأحكام تشريعيّة ، تضمن للنّاس إن استقاموا عليها والتزموا بها المساواة أمام القانون، ونيل جميع الحقوق في الحياة بعيداً عن الظّلم والمحاباة.[١]

أسس العدالة الاجتماعيّة في الإسلام

لا شكّ بأنّ هناك منهجاً واضحاً في الإسلام يضمن تحقيق العدالة الاجتماعيّة بين النّاس، ومن أبرز ما يتضمنه هذا المنهج:[٢]

  • التأكيد على المساواة بين النّاس في الحقوق والواجبات، فكلّ المسلمين أمام الشّريعة الإسلاميّة والقانون سواء لا فضل لغنيّ على فقير، ولا لقويّ على ضعيف، ولا لصاحب سلطة ونفوذ على من ليس له سلطان، ذلك أنّ معيار التّفاضل في الشّريعة هو التّقوى فقط، وإنّ من شأن الإيمان بهذا الاعتقاد أن يزيل الفوارق الاجتماعيّة بين النّاس ويحقّق العدالة بينهم.
  • الفرائض والأركان التي وضعتها الشّريعة الإسلاميّة وأكّدت عليها لتحقيق العدالة الاجتماعيّة، وعلى رأسها فريضة الزّكاة، فالزّكاة هي فريضة كتبها الله كحقٍّ معلوم للفقراء والمحتاجين في أموال الأغنياء، وإنّ من شأن تطبيق فريضة الزّكاة أن تحقّق العدالة الاجتماعيّة في المجتمع فلا ترى تلك الفوارق الاقتصاديّة الهائلة بين النّاس، وما يتبعها من تصنيفاتٍ اجتماعيّة باطلة.
  • كفالة حقوق الفرد في المجتمع، فحقّ الفرد في الإسلام محفوظٌ منذ وجودِه جنيناً في بطن أمّه، لذلك اشتملت الشّريعة الإسلاميّة على كثيٍر من الأحكام التي تتناول تلك الحقوق الفرديّة ومنها على سبيل المثال أحكام الميراث والفرائض، واحكام النّفقة، والوقف والوصية وغير ذلك الكثير من الأحكام التي تنظّم أمور الأفراد الماليّة، وتضمن حصول كلّ فردٍ في المجتمع على حقه بعيداً عن الظّلم، وبما يحقّق العدالة الاجتماعية

علماء مسلمون تناولوا قضيّة العدالة الاجتماعيّة

تناول عددٌ من العلماء والمفكرين مسألة العدالة الاجتماعيّة في الإسلام بالتّأصيل لها من الكتاب والسنّة، كما شرحوا كيفيّة تحقيق العدالة الاجتماعيّة وفق تصوراتهم، ومن المفكرين الذين تصدوا لهذه المسألة العلامة سيد قطب صاحب كتاب العدالة الاجتماعيّة في الإسلام، حيث تحدّث عن المساواة الإنسانيّة والتّكافل الاجتماعيّ، كما تحدثُ عن أساليب تحقيق العدالة الاجتماعيّة من خلال رقابة الضّمير الذّاتيّة، ومن خلال تطبيق أحكام الشّريعة الإسلاميّة في الحياة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب “العدالة الجتماعية في الاردن”، www.rosaluxemburg.ps، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2018. بتصرّف.
  2. “الرعاية الاجتماعية في السنة النبوية”، www.library.iugaza.edu.ps، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2018. بتصرّف.
  3. “التنمية الاقتصادية عند علماء المسلمين”، www.mobt3ath.com، اطّلع عليه بتاريخ 6/7/2018. بتصرّف.