ما هو مفهوم الليبرالية

الليبراليّة

تعتبر الليبراليّة فلسفة سياسيّة تأسّست على مجموعة من أفكار الحريّة والمساوة، وتشدّد كثيراً على الحريّة في حين يظهر مبدأ المساواة بشكلٍ أكثر وضوحاً بين الطبقات الاجتماعيّة، ويتبنّى الليبراليون آراء واسعة تبعاً لفهمهم للحريّة والمساواة، ولكنْ وبصفةٍ عامّة فإنّهم يدعمون أفكاراً مختلفة كحريّة التعبير، وحريّة الصحافة، وحريّة الأديان، والسوق الحرة، والحقوق المدنية، وغيرها الكثير، كما ويعارض الليبراليون المحافظة التقليديّة، ويسعون دائماً لاستبدال الحكم الديكتاتوريّ المطلق إلى ديمقراطيّة تمثيليّة وسيادة للقانون.[١]

نشأة الليبراليّة

تعود نشأة الليبراليّة كحركة سياسية إلى عصر التنوير، وذلك عندما أصبحت ذات شعبيّة بين الاقتصاديين والفلاسفة في العالم الغربيّ، حيثُ رفضت الليبراليّة بعض المفاهيم الشائعة آنذاك من امتياز وراثيّ، ودين دولة، والملكية المطلقة، والحق الإلهيّ؛ وغالباً ما يُنسب لجون لوك في القرن السابع عشر الفضل في تأسيس الليبراليّة باعتبارها تقليداً فلسفياً مميّزاً، حيثُ تبنى لوك أنّ لكلّ إنسان الحقّ الطبيعيّ في الحياة، والحريّة، والملكيّة، وأضاف أيضاً أنّ على الحكومات ألّا تنتهك تلك الحقوق استناداً إلى العقد الاجتماعيّ.[٢]

انتشرت الأفكار الليبراليّة في القرن العشرين بشكلٍ أوسع وأوضح، وخاصةً أنّ الجانب الديمقراطي كان هو الجانب الرابح في الحرب العالمية الأولى والثانية، حيثُ ظهرت الليبراليّة كتحدٍ للفاشية والشيوعية، أمّا في أوروبا والولايات المتّحدة، فقد أصبحت الليبراليّة الكلاسيكيّة أقل انتشاراً ومهدت الطريق لظهور اليبراليّة الاشتراكيّة، حتى أنّ مفهوم الليبراليّة بدأ بالتغيُّر، فقد أصبح متوازياً مع الرئاسات الراعية لسياسة الضمان الاجتماعيّ برئاسة فرانكلين روزفلت.[٢]

العلاقة بين الليبراليّة والديمقراطيّة

ترتكز الليبراليّة على الإيمان بالنزعة الفرديّة التي تقوم على حريّة الفكر، والتسامح، واحترام كرامة الإنسان وضمان حقوقه في الحياة، فالدولة الليبراليّة تقف على الحياد أمام مختلف طبقات الشعب، بحيثُ لا تتدخل في شؤونها إلّا في حالة الإخلال بمصالح وحريّات الفرد.[٣]

أمّا الديمقراطية فتقوم على تكريس سيادة الشعب من خلال الاقتراع العام، وذلك من أجل التعبير عن إرادة الشعب، واحترام سياسة الفصل بين السلطات الثلاث، وأن تخضع تلك السلطات للقانون لضمان الحريّات الفرديّة، ومنع الامتيازات الخاصة، ورفض السيادة خارج المؤسّسات حتّى لا تعبر هذه المؤسسات عن إرادة الشعب بأكمله، لذلك يظهر التقارب بين الديمقراطية والليبراليّة من ناحية حريّة المعارضة السياسيّة، فمن بدون الحريّات التي تهتمّ بها الليبراليّة فإنّه لا يمكن تكوين معارضة واقعية، وبالتالي لن تكون الانتخابات ذات معنى ولا الحكومة المنتخبة ديمقراطيّة.[٣]

أمّا التباعد بينهما فيظهر من ناحية اُخرى، حيثُ أنّ الليبراليّة لا تقتصر على حريّة الأغلبيّة، ولكنها في الواقع تؤكّد على مبدأ حريّة الفرد بأنواعها المختلفة، وبذلك تحمي الأقليات، على عكس الديمقراطية التي تُعطي السلطة للشعب، وبالتالي تحد الحكومة من حريّات الفرد تبعاً لظروف المجتمع.[٣]

المراجع

  1. “Liberalism”, plato.stanford.edu,28-11-1996، Retrieved 27-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Terence Ball Kenneth Minogue Harry K. Girvetz Richard Dagger, “Liberalism”، www.britannica.com, Retrieved 27-6-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت Marc F. Plattner, “Liberalism and Democracy: Can’t Have One Without the Other”، www.foreignaffairs.com, Retrieved 27-6-2018. Edited.