مفهوم الصحة في الإسلام

الصحة العامة في الإسلام

يتعلق موضوع الصحة بسلامة الإنسان الجسدية والنفسية من الأمراض والأعراض التي قد تلحق به، وما تتضمنه من إجراءاتٍ وقائية ووسائل علاجية تهدف إلى تحقيق حياة هانئة له بعيداً عن التعب والألم والمشقة. ولأنّ الشريعة الإسلامية من خصائصها أنّها شاملة فقد تطرقت إلى جميع جوانب الحياة الإنسانية، حيث نظرت الشريعة الإسلامية إلى موضوع الصحة على أنّها إحدى النعم الربانية التي ينعم الله بها على العباد، فالصحة هي العافية التي تعتبر من حاجات الإنسان الأساسية ففي الحديث الشريف: (مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا) [صحيحي الترمذي].

جاءت الصحة العامة للإنسان من ضمن الأولويات التي سعت الشريعة الإسلامية لتحقيقها، فالمسلم القوي أحب إلى الله من المسلم الضعيف، كما أنّ المسلم صحيح البدن والنفس أقدر على القيام بواجبات ومسؤوليات الحياة، وبناء الأمم والحضارات.

معالجة الإسلام لموضوع صحة الإنسان

الوقاية الصحية من الأمراض قبل وقوعها

فقد وضعت الشريعة الإسلامية الأساليب الوقائية التي تضمن للإنسان الوقاية من الأمراض والأوبئة، ومن هذه الأساليب التي علمنا إياها النبي عليه الصلاة والسلام:

  • تغطية الأواني والأطعمة حتّى لا تصل إليها الجراثيم والميكروبات.
  • الحث على الإستنجاء باليد الشمال لأنّ الإنسان يأكل ويشرب بيمينه.
  • الحث على الطهارة من الجنابة والوضوء عند كل صلاة.
  • وضع النبي عليه الصلاة والسلام أسلوب الحجر الصحي على المريض، فإذا وقع الوباء في بلدٍ معين فلا ينبغي لمن فيه أن يخرج منه، وبالمقابل لا ينبغي لمن هو خارج هذا البلد أن يدخل فيه، وكل ذلك يدل على حكمة الشريعة الإسلامية في حفظ المجتمع الإسلامية، وحرصها على توفير أسباب الصحة العامة له.

الأساليب العلاجية وطرق الشفاء من الأمراض

حث النبي عليه الصلاة والسلام على التداوي من الأمراض، وفي الحديث الشريف: (‏يا رسولَ اللَّهِ ألا نَتداوى قالَ: نعَم يا عبادَ اللَّهِ تداوَوا فإنَّ اللَّهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ شفاءً أو دواءً إلَّا داءً واحدًا فَقالوا: يا رسولَ اللَّهِ وما هوَ قالَ: الهرمُ) [صحيح الترمذي]، كما تضمنت السنة النبوية المطهرة جملةً من الأحاديث التي ذكر بعض أساليب العلاج والشفاء من الأمراض والأوجاع، ومن ذلك:

  • ندب النبي الكريم للتداوي بالعسل لأنّه شفاء للناس كما جاء في القرآن الكريم، وقد اشتكى على عهده عليه الصلاة والسلام أحد الناس من وجع في بطنه فأمر أهله بأن يسقوه عسلاً حتّى برأ.
  • بين عليه الصلاة والسلام أفضل أساليب التداوي والعلاج الناجعة ومن بينها الحجامة التي تقوم على مبدأ إخراج الدم الفاسد من الجسم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (ن أمثَلَ ما تَداوَيتُم به الحِجامَةُ، والقُسطُ البَحْرِيُّ) [صحيح البخاري].