مفهوم النزاعات
مفهوم النزاعات
لا تخلو أمة من ظهور صور ومظاهر متعددة للنزاع في بعض القضايا، ويختلف الناس أيضاً في سبل تعاطيهم مع النزاع عند وقوعه، فالرصيد الثقافي والتربوي بين الناس يختلف، وهذا بدوره يترك آثاراً حول سبل وكيفية إدارة النزاع والبحث عن حلول له، فالنزاع إذاً مظهر لتأزم العلاقات، وانسداد سبل الحل القائمة أو المتاحة، وهناك آثار تترتب على النزاعات؛ منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، وللإنسان في إدارته للنزاع دور في تحديد ما يناسب من هذه الآثار، وللنزاع أسبابه المفضية إليه، وله أيضاً مراحله التي يمر فيها من بداية التأزم، إلى حدوث وخروج مظاهر النزاع، ونتائجه على السطح.
إنّ حلّ النزاع بين المتخاصمين هو من أعظم القربات والطاعات، ونوع النزاع وطبيعته وأطرافه هو ما يحدد الآلية المناسبة له، فنزاع الأخوة والأشقاء، وأبناء الدين والوطن، والوظيفة أو المؤسسة المشتركة، ليس كنزاع مع عدو متربص يسرق الوطن، ويقتل البشر، ويقتلع الشجر والحجر.
أسباب النزاعات
- اختلاف طريقة الفهم بين البشر الذي يُعد سبباً رئيسياً في حدوث النزاع.
- اختلاف الثقافة؛ فكل إنسان له رصيد ثقافي يختلف عن الآخر.
- الاختلاف في تقدير المصلحة، فكلٌّ يتناول المصلحة من الزاوية التي تناسبه، فهناك من تكون المصلحة لديه رهينة الهوى والشهوات والطمع، وهناك من تكون المصلحة لديه قائمة على القيم، والمبادئ الأصيلة، وحسن فهم المصلحة العامة.
- اختلاف الذوق، فكل إنسان له ذوقه الخاص في الأمور والأشياء.
- الشعور بالغبن والخديعة والظلم.
- اتصاف البعض بالصفات العدوانية؛ كالمكر، والطمع، والعدوان، والطغيان.
مراحل النزاعات
- مرحلة التكوين: تبدأ هذه المرحلة من اختلاف الفهم بين الأشخاص المنتمين لعمل معين، أو منشاة معيَّنة، أو حتى لدى العائلة أو الأسرة أو الحمولة الواحدة حول أمر من الأمور المشتركة بينهم، فاختلاف الفهم والظن، وتباين التصور والتفكير، كل ذلك يهيئ ويمهد للنزاع.
- مرحلة التصعيد والتأزم: تعقب مباشرة مرحلة التكوين، وفيها تظهر مواضيع النزاع أو مسائله للطرف المقابل، فتكون الأمور كالآتي: توتر فنزاع، فصراع، فعنف بأشكاله المختلفة.
- مرحلة العداء الشديد والتناحر: تتبادل الأطراف مسؤولية الخطأ، فتكون النتيجة، الرفض والهجران والقطيعة.
- مرحلة تحسن العلاقات والاستقرار: يعترف كل طرف بتقصيره نحو الآخر، وتعالج الأمور، ويتوقف العنف بكل صوره.
- مرحلة الدخول في الحوار: وذلك بمساعدة طرف ثالث بهدف وضع حل للمشكلة.
سبل حل النزاعات
- التقريب بين الآراء في حال تشدد كل طرف بموقفه
- الاستهانة بالأسباب المفضية إليه إن كانت تستحق التجاهل وبحسب الموضوع.
- تصحيح الأفهام والقناعات إن أمكن، وهنا لا بدَّ من وجود طرف ثالث يجمع الآراء المتقابلة.
- الاستماع الجيِّد لحجج أطراف النزاع.
- إخلاص النيَّة في حل النزاع عند جميع الأطراف؛ طرفي النزاع، والجهة التي تجمع بينهما.