مفهوم الفلسفة النظرية
الفلسفة
يتفاوتُ تعريف الفلسفة حسْبَ الأشخاص، والمذاهب، والعصور، والنظم سواء كانت سياسيّة، أو اقتصاديّة، أو دينيّة، أو اجتماعيّة، ويُشارُ إلى أن كلمةَ الفلسفةِ هي اشتقاقٌ يونانيّ الّلفظ، وأصلها “فيلوسوفيا”، وفي عصرِ الترجمة عُرّفتْ بأنها محبة الحكمة والبحث الدؤوب عن الحقيقة وطلب المعرفة.
تعبّرُ الفلسفة عن نشاط إنساني يعود تاريخ وجوده إلى العصور القديمة، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بممارسة النظريات والعمليات التي شاعت في المجتمعات والثقافات البشرية القديمة. يشار إلى أن الفلسفة تصنّف في معظم التصنيفات كفلسفة نظرية، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن الفلسفة لا تُلغي وجود التطبيقات العمليّة في سياقِها، وتظهرُ الفلسفة التطبيقيّة بشكل جلي في مجالِ الأخلاق والسياسة، وتنقسمُ الفلسفة إلى عدّةِ فروعٍ، من أهمِّها: الفلسفة النظريّة، والمعرفة، والتحليل، والتأويل، وفلسفة ما وراء الطبيعة وغيرها الكثير.
الفلسفة النظرية
توجدُ للفلسفة عدةُ تصنيفات من حيث الاستخدام، إذ تصنّفُ إلى عمليّة وأخرى نظريّة، ويُشار إلى أنّ الفضلَ يعودُ إلى الفيلسوفِ الإغريقيّ أرسطو في تقسيمِ الفلسفة النظريّة إلى أخلاقيّة وطبيعية، كما أنه تُدّرس دورات خاصة بالفلسفة بشقيّها في كلٍّ من الدنمارك وفنلندا والسويد، بالإضافة إلى إمكانيّةِ منح درجات علمية فيها.
يُذكرُ الفلاسفة بأنّه لا بدّ من التفرقة بين كلٍّ من الفلسفة النظريّة والتحليليّة مع التطرّق إلى عدمِ الخلط بينهما، حيث تعتبرُ الفلسفة النظريّة وسيلة فلسفيّة شامليّة تستخدمُ لتصنيفِ الأسئلةِ المتعلّقة بالفلسفة، وتنقسمُ إلى صنفيْن مختلفيْن ضمنَ سياقِ المناهج الدراسيّة، أمّا الفلسفة التحليليّة فما هي إلا حركة فلسفية تتضمّنُ مجموعة من الأساليب والأفكار الخاصّة بمختلف المسائل الفلسفية.
أنواع الفلسفيّة النظريّة
يتمثّلُ مفهومُ الفلسفة النظريّة بأنّه ذلك النوعُ من الفلسفة الذي يسلّط الضوءَ على البحث عن المبادئ الأوليّة المتعلقة بالوجود والمعرفة، وتُقسم إلى نوعين:، هما:
الأنطولوجيا
هي ذاتها الميتافيزيقيا، ويشيرُ المصطلحُ إلى ما وراء الطبيعة، بينما تدلُّ كلمة الفيزيقي إلى الطبيعةِ ذاتها، ويكمنُ الفرق بين المصطلحين بأنّه يمكنُ للإنسان استخدام حواسّه في إدراكِ الطبيعة، وما تجاوز ذلك فيعتبر ميتافيزيقيّاً.
الفلسفة العمليّة
يأتي هذا القسم ليركّزَ على دراسةِ المبادئ الأوليّة التي تفرضُ سيطرتَها على السلوكِ الإنسانيّ وسط بيئته ومجتمعه الذي يعيشُ به، ويشملُ على كلٍّ من الفلسفة الأخلاقيّة والقانونيّة.
تتضمّنُ الفلسفة النظريّة بين ثناياها مجموعة من النظريات الهامّة في مختلف أنواع العلوم، ومن أهمِّها نظريّةُ الانفجار العظيم في علم الفلك، نظريّة القرار في الاقتصاد، والنظريّة الذريّة في علم الكيمياء، وغيرها الكثير من النظريّات التي تركت أثراً عميقاً في حياة الإنسان.