تعريف معروف الرصافي
التعريف بمعروف الرصافي
يعتبر الشاعر معروف الرّصافيّ واحداً من أشهر الشعراء والكتّاب العرب الذين شاركوا في ترسيخ قواعد الفكر الحضاريّ الحديث، حيث ترك وراءه إرثاً عظيماً تنوّع بين النثر، والشعر، واللغة، والأدب عامة، وقد أهّله هذا الإرث إضافة إلى التجارب الحياتيّة التي اكتسبها أثناء مروره بالعديد من البلدان لأن يكون خير مَنْ يقود راية الإصلاح والتجديد بين كتّاب وشعراء عصره، فقد أجاد الرصافي من خلال أشعاره التي كانت متميزة بالشكل والمضمون من وصف مظاهر الحياة التي عاشها شعبه، وبرع في نقل الأحداث التي مرّ بها عصره، سواء أكانت اجتماعيّة أم سياسيّة، وقد امتازت هذه الأشعار بالسلاسة، وظهر فيها اهتمام الشاعر بالقوافي الموسيقيّة وبصياغة الألفاظ.[١]
حياة معروف الرصافي
وُلد الشّاعر معروف الرصافي عام 1875م ببغداد في منطقة تسمى الرّصافة، وتلقّى دروسه الابتدائيّة في الكتاتيب، والمدرسة الرّشيدية، ولكنّه لم يستطعْ الحصول على الشهادة، فترك المدرسة والتحق بدروس العلّامة محمود شكلي الآلوسي، وخلال فترة تلقيه الدورس كثّف جهوده في دراسة علوم اللغة العربية والمنطق، وبعد أن أكمل الرصافي تعليمه، وأتقن اللغة العربيّة عمل محرراً في عدّة أماكن، ومن هذه الأماكن جمعية الاتحاد والترقي، ومجلة “سبيل الرثاء”، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في مهنة تدريس للغة العربيّة في عدّة مدارس عراقيّة، ومنها السلطانيّة، والوعاظ.[٢]
تقلّد الرصافي بعد ذلك منصب نائب الرئيس للجنة الترجمة والتعريب، وفي عام 1923م تولّى إصدار جريدة “الأمل” اليوميّة، واستمر في التنقل بين الوظائف المختلفة حتى أُسند إليه منصب المفتش العام في المعارف، وأصبح مدرساً للغة العربيّة وآدابها في دار المعلمين، ثمّ انتقل بعد ذلك لرئاسة لجنة الإصلاحات العلميّة، وفي عام 1927م استقال من جميع الوظائف الحكوميّة، وانتُخب عضواً في مجلس النواب العراقيّ خمس مراتٍ، وقد توفيّ الرصافي في مسقط رأسه في بغداد عام 1945م،[٢] وقبل وفاته كتب وصيّته التي قال فيها: “كل ما كتبته من نظمٍ ونثرٍ لم أجعل هدفي منه منفعتي الشخصيّة وإنما قصدت به منفعة المجتمع”.[٣]
شاعرية معروف الرصافي
اكتسب الرصافي شهرة واسعة بلغت الآفاق بفضل القصائد والأشعار التي نظّمها، إذ لم يترك غرضاً من أغراض الشعر إلا وتناوله؛ فنظم شعراً في المدح، والفخر، والرثاء، والغزل، والهجاء، وعاصر الرصافي الشاعر جميل صدقي الزهاويّ وتبارى معه في الهجاء فترة من الزمن، وسعى للمزج بين العلم والأدب، وإلى نشر ما اكتسبه من نظريات وعلوم، ولكنّه لم ينجحْ في ذلك، إلا أنّه أجاد طرح المواضيع السياسيّة والاجتماعيّة، وصوّر ببراعة مشاهد الشقاء والبؤس وحالات الفقر التي كان يعاني منها المواطن العراقي، وكانت هذه الصور الشعريّة مستمدة من عمق الواقع الاجتماعي البائس آنذاك؛ فنادى بالتغيير، ونبذ الجهل، ونشر العلم، ومناصرة قضايا المرأة، والقضاء على التعصّب الطبقي والظلم، وإنصاف الطبقة البائسة، ورغم شعوره الوطني المتأجج إلا أنّ أسلوبه كان خالياً من العاطفة، وسعة الخيال، وقوة التعبير،[٢] ورغم ثورته على كل قديم إلا أنّ هذه الثورة اتّصفت بالهدوء، وممّا قاله في هذا الصدد: “أمّا التقليد إن كان في الأمور العقلية قبيح فهو في المسائل الأدبيّة أقبح”.[٤]
المظاهر الأسلوبية في شعر معروف الرصافي
تعدّدت المظاهر الاسلوبيّة التي استخدمها الرصافي في شعره، وفيما يلي عرض لبعضٍ منها:[٥]
الشعر القصصي أو الروائي
تناول الرصافيّ القصة الشعريّة في شعره، ويرجّح الدارسون أنّ السبب في ذلك يعود لاعتقاده بأنّ صياغة الشعر على نحوٍ مباشر وتقريريّ، لتصوير الواقع وما يحدث فيه من مآسٍ لا يؤدي للنتيجة المرجوّة؛ الأمر الذي دفعه لنظم الشعر القصصي؛ ليحقق ما يسعى إليه لخدمة المجتمع وقضاياه، وقد منحت هذه الخطوة للرصافي الفرصة بأن يصبح رائداً لهذا النمط الأدبيّ، ومن العوامل التي ساعدت في اتّجاهه لهذا النوع الشعري تأثّره بالمذهب الواقعيّ، فكان دوره الإصلاحيّ كشاعرٍ لا يقلّ مكانةً عن دور المُصلح الاجتماعيّ، وخاصةً أنّ قصص الرصافيّ كانت تتسم بالواقعية البعيدة عن الخيال؛ كونها مستمدّةً من البيئة التي عاش فيها، ومما سمعه ورآه بنفسه أيضاً، ومن هذا الشعر القصصيّ: قصيدة “الفقر والسقام”، و”المطلقة”، و”اليتيم في العيد”، وقد امتازت هذه القصص بالحبكة الفنيّة، والعاطفة الصادقة.[٥]
استخدام الألفاظ والتراكيب السهلة
اتسمت الألفاظ والتراكيب في لغة الرصافي الشعريّة بالسهولة والبساطة التي تشبه إلى حدٍ بعيد مفردات الخبر الصحفيّ، وكانت هذه السهولة في لغته مظهراً من مظاهر التجديد في شعره، ولا سيما في الأغراض الشعريّة الجديدة التي تطرّق إليها، وتعتبر أبيات قصيدته “خواطر شاعر” مثالاً على ذلك، ونذكر منها ما يلي:[٥]
وللنَّفس في أفق الشعور مخايلٌ
- إذا برقت فالفكرُ من برقها قطرُ
وما كُلُّ مشعورٍ به من شؤونها
- قديرٌ على إيضاحه المنطقُ الحُرُّ
ففي النفس ما أعيا العبارة كشفهُ
- وقصَّر عن تبيانه النُّظمُ والنَّثرُ
كما اهتم بدراسة اللغة العاميّة، وأدخلها في شعره بعد أن رأى أنّ اللغة وسيلة من أجل إيصال المعنى إلى المتلقي، فلا ضرر إن كانت فصحى أو عاميّة، ومع ذلك لم يدعُ الرصافيّ بترك اللغة الفصحى وإنما شجّع على التواصل بها والاعتماد عليها، لأنّه يرى أن الاعتماد عليها أصبح مقتصراً على ما نراه في المعاجم؛ مما أدّى إلى جمودها وضعفها وتوقفها عن النموّ مقارنةً بلغات الأمم الأخرى رغم ما تتّصف به من مزايا عديدةٍ افتقدتها اللغات الأخرى.[٥]
بيّن الرصافي في كتابه “تاريخ آداب اللغة العربية” السبب الذي جعله يعتمد على اللغة العاميّة في بعض شعره بقوله إنّ متطلبات العصر الذي يعيش فيه يحتاج إلى لغةٍ تتماشى معه، بحيث تتطور عبر مراحله المختلفة؛ فاللغة عنده هي أداةٌ تعبّر عن أفكار الناس وحاجاتهم الحياتيّة، ولا شك أنّ هذه الحاجات تختلف من زمن لآخر، ولهذا أصبح من الجائز عدم التقيّد بلغة من سبق وعاش في الزمن الماضي، بل أصبح لزاماً النهوض باللغة وتحريرها من الجمود بحيث تكون صالحة لحاجات وأفكار الحاضر التي تعبّر عنه، وقد اعتبر الدارسون رأي الرصافي هذا بمثابة دعوة للتواصل مع لغة حيّة تناسب العصر الذي وجدت فيه، وتكون قادرةً على احتواء أفكار جديدة، وأن تكون أيضاً قابلةً للتطوّر بالتزامن مع التطور الذي يطرأ على متغيّرات العصر.[٥]
معروف الرصافي شاعر الاجتماع
قام الرصافي الشاعر والمفكّر بدور المصلح الاجتماعي في المجتمع الذي عاش فيه؛ ناقداً للظروف الحياتية المحيطة به، وداعياً إلى إصلاحها، وقد أشارت الصحافة العربيّة إلى أنه مبتكر الشعر الاجتماعيّ، وذلك بعد نشر ديوانه الأول، ومن ملامح شعر الرصافي الاجتماعي ما يلي:[٦]
المرأة
حظيت المرأة بصورها المختلفة، سواء أكانت أمّاً، أم حبيبة، أم أديبة، أم امرأة محسنة تساعد الفقراء والمحتاجين، أم مناضلة تدافع عن وطنها بنظرة الاحترام والتقدير لدى الرصافي، حيث نادى في أشعاره إلى ضرورة رفع شأنها ومكانتها؛ باعتبارها النصف المكمل للرجل في المجتمع، ونظراً لأهمية المرأة البالغة عنده الرصافي أصبحت مصدراً لإلهامه، فقد كان يستمد منها أفكاره ونتاج شعره لأنّها برأيه بهجة الحياة، ومصدر للإبداع، ورمزٌ للجمال المطلق، فكان يصفها بأجمل الأوصاف، ويتغنى بها بأسلوب عاطفي غزلي بعيد عن الرومانسيّة الفلسفيّة بلغة مشوقة وصور شفافة، ومن أبرز هذه الصور صورة المرأة البائسة التي ظهرت في شعره بصورة حيّة ومؤثرة.[٧]
دعا الرصافي في شعره إلى النهوض في دور المرأة، حيث تكون عضواً فعّالاً في المجتمع العراقي، وأن تتبوأ فيه مكانة مرموقة كحال الرجل، كما أشار إلى ضرورة الدفاع عن قضاياها حتى تتمكن من الحصول على حقوقها كاملة، ومن أهم قضايا المرأة التي تناولها في شعره نذكر ما يلي:[٧]
- تعليم المرأة: نادى الرّصافيّ في العديد من قصائده إلى لزوم تعليم المرأة، وتحريرها من الجهل، وكان يهدف من دعوته هذه إلى تأهيل الأم وإعدادها إعداداً سليماً للقيام بواجباتها نحو أبنائها، لينشأ جيل متعلم واعٍ يسمو بالأخلاق والقيم العالية، ويساهم في رفع قدر الأمة ونهضتها، كما دعا إلى إتاحة الفرصة لها لاكتساب أكبر قدر من التعليم، لتستعين به لتوفير حياة كريمة لها ولأبنائها في حال تعرّض الزوج للمرض أو الموت، ومن الشواهد الشعريّة للرصافي في قضية تعليم المرأة نذكر ما يلي:[٧]
فحضن الأم مدرسة تسامت
- بتربذية البنين والبنات
وأخلاق الوليد تُقاس حسناً
- بأخلاق النساء الوالدات
وليس ربيب عالية المَزايا
- كمثل ربيب سافلة الصفات
- اختيار الزوج: نادى الرصافي بوجوب منح المرأة الحرية الكاملة في اختيار الزوج الذي يتصف بالاستقامة، والصلاح، والخلق الحسن، كما يرى أنّ المرجع الرئيسي في دوام الزواج هو الحب والتراضي بين الطرفيْن، وقد وجّه من خلال شعره رسالة إلى الآباء الذين يفاوضون في مهور بناتهم، وخاصةً ممن يرغمن بالزواج برجلٍ كبير في السن من أجل ماله، ومن الشواهد الشعريّة للرصافي في قضية اختيار الزوج نذكر ما يلي:[٧]
بيت الزواج إذا بنوه مجدداً
- بالمال لا بالحب عادا مخربا
أن الزواج محبّةٌ فإذا جرى
- بسوى المحبّة كان شيئاً متعبا
العلم والجهل
دعا الرصافي في قصائده إلى ضرورة التعلم ونبذ الجهل، واستشهد بأهمية العلم في المجتمع بتسليط الضوء على حضارة العرب وحكمهم للعالم عندما كان العلم ساطعاً ومنتشراً في أوطانهم في العهد الأموي والعباسي والأندلسي، ويجدر بالذكر أنّ الرصافي كان دائم السعي لشحذ الهمم للإقبال على العلم والتعلم؛ دائم التشجيع في طلبه؛ لأنّه يعتقد أنّ الدعوة إلى العلم هو إخلاص للوطن وخلاص للشعب، فكان يحتفل بافتتاح المدارس، وتكريم المعلمين والمتعلمين على حدّ سواء، كما كان دائم الذكر لفوائد العلم في رفع قيمة ومكانة الإنسان، وهو الضمانة في الحصول على حياة عزيزة، ومن خلاله يمكن للإنسان اكتشاف طاقته، وقدرته على الإنجاز، والاختراع، ومما قاله في الدعوة إلى العلم:[٨]
بالعلم تنتظم البلادُ فإنَّهُ
- لِرُقيَّ كُلّ مدينةٍ مِرْقاةُ
وفي أبيات أخرى يقول:
كفى بالعلم في الظلمات نورا
- يبيِّن في الحياة لنا الأمورا
فكم وجد الذليل به اعتزازًا
- وكم لبس الحزين به سرورا
تزيد به العقول هُدًى ورشدًا
- وتستعلي النفوس به شعورا
البؤس والفقر
تحدّث الرصافي في الكثير من قصائده عن الموضوعات الاجتماعية، وبخاصّة موضوع الفقر، والحرمان، واليتم، وقد لقّب بشاعر البؤساء، ومن أبرز الأسباب التي كانت وراء تسميته بهذا الاسم ما يلي:[٩]
- السبب النفساني: احتلّت والدة الرصافي منزلة عالية لديه، فبسبب تغيّب والده شعر باليتم المبكّر والحرمان، حيث عاش منذ سنواته الأولى وحيداً مع أمّه، مما زاد من تعلّقه وحبّه لها، فكان إذا غادر العراق يصبح قلبه متحرّقاً لفراقها، ومتشوقاً لرؤيتها، ومن الأشعار التي ورد فيها ذكر أمه ما يلي:[٩]
وطفقت أذكر العراق
- فعاد صفوى ذا كدور
وذكرت من تبكي هناك
- عليّ بالدمع الغزير
يا أم لا تخشى فإنّ
- الله يا أمي مجيري
ودعي البكاء فإن قلبي
- من بكائك في سعير
- بيئة الشاعر: تعتبر البيئة العراقيّة الملاذ الأول للرصافيّ، وكان لها الأثر الواضح في شعره الذي عكس الكثير من الأوضاع التي عانى منها المحتاجين واليتامى في وطنه من فقر وحرمان، فكان يبذل قصارى جهده في تصوير ذلك في شعره؛ قاصداً استثارة مشاعر الآخرين، ومعالجة أوضاعهم، إذ كان يدرك أنّ الشاعر إذا تجرّد من إنسانيته أصبح شعره مجرد مهاترات لا فائدة منه، كما عُرِف الرّصافيّ بحساسيته العالية، ومن الأبيات التي عكست ذلك ما قاله في أرملة يُذكر منها ما يلي:[٩]
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
- تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثة والرِجْل حافية
- والدمع تذرفه في الخد عيناها
معروف الرصافي شاعر الحكمة
إنّ المتصفّح لديوان الرصافي يجد فيه قصائد كثيرة من شعر الحكمة، بحيث يظهر فيها الرصافي بمثابة المعلم والمرشد لأبناء وطنه، وإن كانت تنقصه الرؤية الفلسفية العميقة، والقدرة على التحليل النفسيّ إلا أنّ تلك الأشعار صيغت بعاطفة صادقة وهدف نبيل قصد منها الرصافي أن يلعب دور المفكّر، وقد كانت أشعار الرصافي في الحكمة متعددة الأغراض، معظمها كان منتشراً على ألسنة العامة من أصحاب الخبرة، وأهل المعرفة، وتعدّ هذه الأشعار مثالاً حيّاً على الطريقة التي كان يفكّر بها، والتي تعكس قناعته التامة بالمبادئ التحرريّة التي نادى بها، ومن هذه الاشعار نذكر ما يلي:[٨]
لَعَمْرُكَ مَا كُلُّ انْكِسَارٍ لَهُ جَبْرُ،
- وَلا كُلُّ سِرّ يُسْتَطاعُ بهِ الجَهْرُ
وَمَا النَّاسُ إلَّا خَادِعٌ أَدْرَكَ المُنَى،
- وَآخَرُ مَخْدُوعٌ لَها غَيْرُ مُدْرِكِ
معروف الرصافي وأدب الأطفال
أدب الأطفال هو فنٌ أدبيّ حديث أدخله الرصافي في كتاباته، لغاية الخروج عن الأساليب التربويّة القديمة، لأنّه يرى أنّ رفعة ومكانة الأمة وتطورّها يأتي بإصلاح الأجيال الناشئة، وقد بيّن الرصافي في مقدمة كتابه “تمائم التعليم” أنّ الطفل يستمد ثقافته من مصدريْن، وهما: الأم والمدرسة، فإذا اكتسب ثقافته منهما بشكل سليم بقي على هذه الصورة مدى الحياة، وإن فشل أصبحت مهمة تعليمه صعبة، لأنّ عقول الأطفال -حسب اعتقاده- تكون قابلة للتعلّم، وقادرة على تلقّي المعلومات وفهمها، وبذلك يقول:
إن الغصون إذا قوّمتها اعتدلت
- ولا يلين إذا قوّمته الخشبُ
وقد صاغ الرصافي أبيات مختلفة من الشعر المدرسي في كتابه “تمائم التربيّة والتعليم”، وفي هذا الكتاب أورد قصيدة باسم “الأغنياء والفقراء”، ومن أبياتها يُذكر ما يلي:[٥]
أيها الناظر ذا الفقر
- بعين الازدراء.
لا تزد بلواهُ من فعلك
- هذا ببلاء.
إنه يكفيه ما يجرعُ
- من مر الشَّقاء.
أنت تغدو بكساءٍ
- وهو من غير كساء.
وشواء تتغذى
- وهو من غير غذاء.
ديوان معروف الرصافي
يُعدّ ديوان الرصافي من الموسوعات الشعريّة للعصر الذي عاش فيه؛ فقد تناول فيه قضايا هامة، ومنها: قضية أثر الطلاق الاجتماعي على المرأة، والاهتمام بالأطفال وخاصة الأيتام منهم، كما أشار إلى ضرورة إجراء إصلاحات سياسيّة، وطالب بالنهضة والتطوّر، والحضّ على العلم، وفتح المزيد من المدارس، ودافع عن الدين الإسلامي مبيّناً رفضه لما نُسب إليه بأنّه كان عائقاً أمام التقدم، وورد في ديوانه رثاءً للعديد من الشخصيات، مثل: الشاعر أحمد شوقي، والحسين بن علي الذي أسماه بأبي الملوك،[١٠] ومن الجدير بالذكر أنّ ديوان الرصافي نُشر لأول مرّة سنة 1910 في بيروت، وقد توزّع على أربعة أبواب، وهذه الأبواب هي: الكونيّات، والتاريخيّات، والاجتماعيّات، والوصفيّات، وعندما صدرت الطبعة الثانيّة في عام 1932 زادت أبوابه وبلغت أحد عشر باباً، وهي كالآتي: الكونيّات، والاجتماعيّات، والفلسفيّات، والتاريخيّات، والوصفيّات، والمراثي، والحريقيّات، والسياسيّات، والمقطعات، والحربيّات، والنسائيّات.[١١]
المراجع
- ↑ د/ محمد شيخة، خطاب الواقعية ومقومات الفكر الحضاري في شعر معروف الرصافي، الجزائر: جامعة حمه لخضر- لوادي، صفحة 63-64. بتصرّف.
- ^ أ ب ت Dr. Sainuddeen P.T (2017)، READING MODERN ARABIC POETRY ، -: UNIVERSITY OF CALICUT – SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION ، صفحة 46-47. بتصرّف.
- ↑ محمد الباوي (2000)، عمالقة الأدب العربي المعاصر، القاهرة – مصر : دار الأرقم، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ د. ساجدة خلف (2013)، “اللغة الشعرية لدى معروف الرصافي وأثر الإيقاع فيها “، سرمرى، العدد 38، المجلد 8، صفحة 127. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح سفانة سلوم (2007)، ظاهرة التمرد في أدبي الرصافي والزهاوي ، العراق: جامعة بغداد – كلية التربية- ابن رشد، صفحة 151-152، 143-145. بتصرّف.
- ↑ – (-)، “الأدب العصري في العراق العربي: القسم الاول (المنظوم) – معروف الرصافي “، https://www.hindawi.org/، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث د. كوثر كريم، م.م. منى حسن (2014)، “نظرات في نسائيات معروف الرصافي”، مجلة كلية التربية للبنات للعلوم الإنسانية، العدد 15، صفحة 423-428، 430- 432. بتصرّف.
- ^ أ ب حنا الفاخوري (1986)، الجامع في تاريخ الأدب العربي/ الأدب الحديث (الطبعة الأولى)، لبنان : دار الجيل- بيروت، صفحة 488-489، 497. بتصرّف.
- ^ أ ب ت إسماعيل نادرى، “معروف الرصافي محلّل اجتماعي للفقر والحرمان “، مجلة التراث الأدبي، العدد الثامن، صفحة 113- 114. بتصرّف.
- ↑ مصطفى الغلاييني (2014)، “ديوان معروف الرَّصافي”، https://www.hindawi.org/، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2020. بتصرّف.
- ↑ – (-)، معروف الرصافي: حياته وأعماله، -: -، صفحة 90، 95. بتصرّف.