كيف أستطيع مواجهة الناس

مقدمة

هناك الكثير من الناس الذين يميلون إلى الحساسية من شخصياتهم بشكلٍ مفرط، فهناك الأشخاص الذين يرتبكون أمام الأخرين، يفكرون طويلا فيما جرى لهم من أحداث ومواقف، وقد ينفعل البعض لدرجة ارتجاف بعض عضلاته مثلاً؛ وذلك من شدة الارتباك.
يفسر بعض أطباء النفس هذه الحالة عند بعض الناس بأنها حساسية شديدة ناتجة من طبيعة التربية والمعاملة داخل أسرة هؤلاء الأشخاص في فترة المراهقة.

طرق حول تكيُّف الشخص مع الناس

تفكير الناس لا ينصب عليك

يجب أن تفكر بأن للناس همومهم الخاصة، الناس ليس عندهم وقت ليفكروا بك أو يتتبعوا أمورك، أو أمور غيرك، كما يقول المثل(للناس ما يكفيهم من هموم)، إذا قمت بالتفكير بهذه الطريقة فسوف تجتاز عقبة مواجهتك مع الناس وتتخطى شبح مراقبة الناس لكن، إذا الناس منشغلة عنك، وأنت لست محط أنظارهم بشكل دائم، هذه الطريقة سوف تخفف من ارتباكك أمامهم.

أمامك الوقت للتغيير

أمامك الكثير من الوقت حتى تتغير وتتجاوز هذه العقبة، تستطيع أن تكسر حاجز الرهبة ومواجهة الناس، وبالأخص إذا بادرت في تنفيذ بعض الخطوات التي سوف أقوم بذكرها لاحقاً.

تجنب مواجهة الناس مشكلة

يجب عليك التقرب إلى الناس ولو بشكل بسيط، ولا شك أن محاولتك الأولى سوف تكون صعبة بعض الشيئ، لكن سوف تلاحظ أن الأمر سوف يصبح أبسط بشكل كبير مما كنت تتوقع، وهكذا اقترب خطوة خطوة من مواجهة الناس وبالتأكيد سوف تتعلم الجرأة، وسوف تخرج مما أنت فيه من خوف وارتباك.

تدريبات الاسترخاء

عندما تشعر بأن مواجهة الناس سوف يزيد من خوفك وارتباكك، يمكنك ممارسة بعض تمارين الاسترخاء البسيطة، مثل: القيام بالتنفس العميق وبشكل البطيء، فأن هذا التمرين سوف يساعدك على تلاشي أعراض الخوف والارتباك، وسوف تتشجع على مواجهة الناس.

خطوات التغلب على الخوف من مواجهة الناس

تحدث وابتسم، ليس هناك ما تخسره

حاول دائماً التحدث مع الغرباء، فالتحدث معهم يشعرك بإحساس ممتع، أنت لست بحاجة إلى البحث عن أشخاص للحديث معهم، لكن عندما تكون جالساً في أماكن عامة كالمنتزهات، الجامعات، المستشفيات..، قُم بفتح حديث مع الشخص الذي يجلس بجوارك، حتى لو سألته عن رأي ذلك الطبيب ومدى كفاءته، أو فتح حوار عن حارس الحديقة التي تجلسان بها، أو أسلوب الأستاذ الجامعي في التدريس..، المهم أن تحرص على فتح حوار مع الناس الذي يجمعك بهم المكان، بأسلوب مرح مهذب، وسوف تجد مدى تجاوب الناس معك، وغالبا ما ينتهي الحوار بينك وبين الناس الغرباء بابتسامة عريضة؛ لأن مثل هذه الحوارات غالبا ًما تكون مضحكة.

عندما تقوم بكسر الحاجز مع الأشخاص الذي لا تعرفهم سوف تعلم سهولة وبساطة الأمر، وعندما تقابل الأشخاص الذين تعرفهم ويعرفوك سوف تكون مواجهتك لهم شيئاً بسيط وسوف يسقط حاجز الرهبة والخوف؛ لأنك تعودت على محاورة الناس.

اجبر نفسك على زيارة أصدقائك وأقاربك

عندما تقوم بإجبار نفسك على التواصل مع أقاربك وأصدقائك والتواصل معهم سوف تساعد نفسك كثيراً على تتخطى العزلة والخوف من رهبة المواجهة.
أكثر السؤال عن أحوالهم، بادر دائماً إلى زيارتهم، وعندما تلتقي بهم أكثر من الثناء عليهم، أو ابدأ الإعجاب بصفة تتواجد في الأخرين أو شيئ معين. إن فعلك لهذه الطريقة سوف تزيد ثقتك بنفسك، وقدرتك في مواجهة الآخرين، وبذلك تقضي على خوفك وارتباكك من المواجهة.

تحكم في مخاوفك

حتى تتحكم في مخاوفك يجب أن تمتلك الرغبة القوية والتي تعتبر ذو أهمية كبرى، أكثر مما تتصور أنت. يجب أن تعلم أنه إذا كانت رغبتك ضعيفة، واهتمامك قليل، فإن أي إنجاز تحلم به سوف يكون باهتاً من غير قيمة، هذه الخطوة مهمة لك، يجب أن تهتم بدراسة ذاتك، قم بتعداد الفوائد التي سوف تقدمها، فكر دائماً أنك واثق من نفسك، وأنك تمتلك القدرة للحديث أمام أي كان، سواء فرد أو مجموعة صغيرة، أو أمام الآلاف من الناس، فكر بما يعنيه لك كل ذلك، وما الذي يجب أن يعنيه ذلك لك معنوياً ومادياً، ما الذي سوف يعود عليك على الصعيد المجتمع.

إن مواجهة الناس أمر في غاية البساطة لكننا نسعى إلى إحباط أنفسنا والتمسك باليأس عندما نفشل، إذا كان الخوف من مواجهة شخصا ما أو الكثير من الأشخاص سوف يعيق تفكيرك وسعيك نحو مواصلة هدفك، إذاً لتحسم الأمر وتتمسك بمبادئك، ولتعلم أنك لن تفشل إلا إذا أقنعت نفسك بالفشل والخوف والرهبة.

الحالة المحُبطة

أنك تسعى دائماً إلى التأمل في كيفية مواجهتك للناس، تحدث نفسك بسؤال: كيف سأبدأ هذه المواجهة؟، هؤلاء الناس يحدقون بي، أنهم أكثر مني ثقة، أنهم يعلمون أني لن أتكلم معهم، لماذا تورطت بالحضور والمجيء إلى هنا، سأحاول في المرة المقبلة، وتبدأ مثل هذه الأسئلة تغزو عقل هذا الشخص، لماذا؟ لأنه يعيش في خياله أكثر من كونه يعيش في واقعه، هو يعتقد بشكل جازم أن الناس الذي يراهم في كل يوم هم أقوى منه في كل شيء، ولايدري أن الثقة القوية تنبعث من أعتقاده أن كل ما سواه مثله، الفاشل الوحيد الذي يعتقد أنه لن يقدر على فعل شيئ، بينما هناك رنين ضعيف يدوي في قلب كل واحد منا، ينادي كل دقيقة أنك قوي، أنت تستطيع المواجهة، أنت تستطيع أن تكون ما تريد، لكن يُخمِد ذلك الرنين ذلك الخيال الجامح الذي يسيطر على عقولنا، يقنعنا أننا لسنا مستعدين دائما، أننا سوف نفشل ونفشل.
لكن الرد الوحيد على مثل هذه المخاوف والرهبة من مواجهتنا للناس، أن نواجه الأخرين، أن أفعل ما باستطاعتي فعله، وإذا فشلت مرة سوف أحاول مرة أخرى وأخرى، هذا ما سوف أكون عليه، لأن الهروب من المواجهة سوف ترغمك على قبول خيالك لتبقى تحوم في قفص الرهبة.

دون أفكارك

هذا الأسلوب جيد للتخلص من قفص الخوف من مواجهة الناس، لتقُم بتدوين أفكارك السلبية، ثم حللها؛ فسوف تجد أن أغلب المخاوف السلبية غير منطقي، وكلما قمتن بتحليل ما تخافه وتخشاه من مواجهة الناس سوف تجد أن ما تخافه سخيفاً جداً، وسوف تتجاهل كل ذلك، وأني متيقن من تغلبك على مخاوفك ورهبتك من مواجهة الناس.

هذه الطريقة تسمى (إيقاف التفكير السلبي)، حيث كلما بدأت تفكر بطريقة سلبية، قم بقطعها بالتحليل والمعالجة، والتي سوف تعمل على قطع التفكير بشكل سلبي.

أخيراً، يجب عليك أن تتذكر دائماً أن الناس ليسوا بخصمك، وأنت تريد الإنتصار عليهم، هم غير متأهبين لمهاجمتك، فلا تأخذ دور البطل الذي يريد التخلص منها، لأن هذا الطريقة متغطرسة ووقحة في التعامل مع الأشخاص، كل ما عليك تذكره أننا جميعاً بشر، نخاف ونشعر بالرهبة لأننا نفكر بشكل خاطئ، المواجهة تحتاج إلى ثقة بالنفس فقط، وإذا كان عليك أن تقوم بالمواجهة، فلا تتاهر بغير الحقيقية، المواجهة لا تحتاج إلى استعداد وتدريب، المواجهة هي أنك بحاجة إلى أن تواجه شخصاً أو عدد من الأشخاص فقط، فمن الجيد نوعاً ما أن تصرح بالخوف من المواجهة، لكن من السيء أن تبقى خجولاً أو خائفاً من مواجهة الآخرين.