ما هو الهدف من الحياة

أهداف الحياة العمليّة

كي تكونَ ناجحاً وسعيداً عليكً أن تضع أهدافاً للحياة؛ لأنها تمنحكَ الدافعيّة والجَلَد والرؤية للاستمرار بتحقيقها، فإنّها تساعدكَ على صياغة خطط العمل والتسلسل بتنفيذ خطوات النجاح بقوّة وثبات، ولتحديد أهدافكم من الحياة إليكم أنواع الأهداف على وجه العموم وكيف يجب عليك تحديدها بدقة:[١]

الأهداف الذاتيّة

يعرّفها عالم النفس الإيجابيّ (تيم كاسر) وزملاؤه بأنها الأهداف التي تُرضي -بطبيعتها- الساعي لتحقيقها؛ لأنّها تلبي الاحتياجات النفسيّة الفطريّة للاستقلال والتواؤم مع المحيط والنموّ، فإنّها تعتمد على تلبية احتياجات الفرد النفسيّة الأساسيّة بدلاً من الاعتماد على العالم الخارجيّ أو موافقة الآخرين آرائهم. فعلى سبيل المثال: الاقتناع بالذات وتقبّل عيوبها، والدّراسة، وممارسة اللياقة البدنيّة.

الأهداف الخارجيّة

تركز هذه الأنواع من الأهداف على تحقيق المديح من الآخرين، فإنّها وسيلة (الهدف) تسعى لتحقيق غاية (المديح من المجتمع)، علماً أنّها لا تأتي بعائد مباشر في حد ذاتها. ومن الأمثلة عليها الثروة الماليّة أو الشّهر، وغالباً ما يسعى الأشخاص إلى تحقيق الأهداف الخارجية لافتراضهم أنها تؤدي بالضرورة إلى السعادة، لكن الأدلّة تشير إلى عكس ذلك، ويشير الباحثون إلى أنّ الأهداف الذاتيّة تؤدّي إلى سعادة أكبر؛ لأن السعادة تكمن في الرحلة نفسها نحو تحقيق الهدف، ولتحديد أهدافك الذاتيّة، اسأل نفسك ما يلي:[١]

  • ما هي القيم والتوجهات الخاصة بي؟
  • ما هو حلمي الذي أحلم بتحقيقه؟
  • من أنا حقاً وماذا أريد؟
  • هل لي مهمة أو وظيفة في هذا العالم؟
  • ماذا أفعل للدفاع عن مهمتي والاستماتة من أجل تحقيقها؟

عادةً ما يعبّر النجاح عن أحلامك وآمالك وتطلعاتك وقيمك (بالإنجليزيّة: Values) والتي بالضرورة تحتاج إلى السّعي والعمل، ولا يتعلق الأمر بالعيش من خلال آراء الآخرين وتطلعاتهم: كأشخاص مقرّبين، أو طبقة معينة، أو عرق، أو مطالب مجتمعيّة، بل يجب أن يكون لديك شعور بالمهمة/الوظيفة التي خُلقت من أجلها، فكل واحد منّا فريدٌ من نوعه والنجاح هو العثور على هذه المهمة، فكر بشيء تفعله الآن ليكون التعبير الحقيقيّ الفريد عن نفسك.[١]

الحياة من منظور فلسفي

تعتبر الحياة هي فترة ما بين الولادة والموت، أو هي تجربة البقاء على قيد الحياة،[٢] فإنّ طرْحَ سؤال مثل “ما هو الهدف من الحياة؟” أو “ما معنى الحياة؟” إجابته تعتمدُ على السائل؛ فقد يكون هذا السؤال من أعمق الأسئلة الوجوديّة وأقدمها وأكثرها تعقيداً، وقد يكون سؤالاً سطحياً لا معنى له: كمن يسأل “ما طعم اللّون الأحمر؟!”، في الواقع، وحسب مدرسة الفلسفة التحليليّة فإنّ نقاش مسألة وجود معنى للحياة من عدمه هو أمرٌ لا يمكنُ البتّ فيه؛ لأنّ السؤال بحدّ ذاته غير واضح ومراوغ، ولأن هناك الكثير من الافتراضات والاعتبارات الواجب أخذها بعين الاعتبار لتأكيد وجود معنى للحياة من عدمه.[٣]

إنّ الإجابات الأقوى على هذا السؤال تكمن في عدة فلسفات متنافسة هي: المعتقدات الماورائيّة، والطبيعيّة، والعدميّة؛ لكي تكونَ للحياة معنى من وجهة نظر المعتقدات الماورائيّة فإنّ وجود الله ضروريٌّ من أجل تأسيس حياة ذات معنى، وتجدر الإشارة أنّ عادة ما تُعتبر العدميّةُ مذهباً يؤمن بعدم وجود معنى للحياة وأنّها بدون هدف وهو من أكثر المذاهب سوداويّةً وتشاؤماً، والطبيعيّة تقع بينهما حيث تتراوح بين الإيمان بوجود معنى للحياة وأحياناً لا تستبعدُ وجود آلهة لكنها لا تعتقدُ به كلازِمَةٍ لإيجاد معنى للحياة؛ فأحياناً ما يكمن معنى الحياة بحبّ شيء والإخلاص له والعمل من أجله بغض النظر عن ماهيّة هذا الشيء.[٣]

الهدف من الحياة إسلاميّاً

الهدف الأسمى للحياة في الإسلام هو عبادة الله والتفاني والإخلاص من أجل نصرة دينه؛ قال تعالى في سورة الذاريات: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[٤] وليس المقصود في العبادة الصلاة والصيام فقط بل هي أيضاً منهج حياة، فعل ما يطلبه الله منك واتّقاء ما يمنعه الله عنك حسب التشريعات المطلوبة من كل مسلم، وحسن التوكل عليه والإيمان بالغيبيّات للفوز برضاه، في الدنيا والآخرة.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Carri Vacik (15-4-2019), “How to Set Life Goals That Ensure Success and Happiness Carri Vacik”، Lifehack, Retrieved 17-4-2019. Edited.
  2. “Life”، dictionary cambridge، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019.
  3. ^ أ ب Joshua Seachris، “Meaning of Life: Contemporary Analytic Perspectives”، internet encyclopedia of philosophy، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019.
  4. سورة الذاريات، آية: 56.
  5. راغب السرجاني (2013-07-15)، “المغزى من الحياة”، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019. بتصرّف.