طريقة عمل جدول مدرسي
الجدول الدراسي
الجدول الدراسيّ: هو إِيضاح كيفيّة توزيع ساعات الدراسة لكلّ مادّة خلال أيّام الأسبوع، وهو يُمثِّل خريطة الموادّ الدراسيّة، والحِصَص اليوميّة، والأنشطة المختلفة في البيئة المدرسيّة،[١] حيث إنّه يُعتبَر المُنظِّم الوحيد للعمليّة التعليميّة، والمُلخِّص للأنشطة والفعاليّات جميعها في البيئة المدرسيّة، ومن خلاله يمكن للطالب، والمُعلِّم معرفة الواجبات، والحقوق الخاصّة بكلٍّ منهما،[٢] علماً بأنّ الجدول الدراسيّ بمفهومه التقليديّ يُركِّز على المادّة الدراسيّة في الفصل الدراسيّ فقط، بحيث يتضمَّن تقسيم اليوم المدرسيّ إلى فترات زمنيّة مُحدَّدة (تُمثِّل حِصَص الموادّ)، بناءً على مُتطلَّب الخطّة الدراسيّة لكلِّ مادّة، أمّا الجدول الدراسيّ بالمفهوم الحديث، فإنّه يتعدَّى المفهوم التقليديّ ليصبح أكثر حرّية في منظومة العمل المدرسيّ، والعمليّة التعليميّة في البيئة المدرسيّة؛ إذ إنّه مَنَح اهتماماً للأنشطة الخارجيّة، واهتمَّ بفكرة أنّ الطالب لا يجب أن يبقى في مكان واحد (الغرفة الصفيّة)، وإنّما يمكنه التنقُّل إلى أماكن أخرى مُخصَّصة للأنشطة المدرسيّة، وعلى الرغم من ذلك؛ فإنّ الجدول الدراسيّ بالمفهوم التقليديّ هو السائد في البيئة المدرسيّة؛ وذلك بسبب وجود صعوبات في تحقيق مُتطلَّبات الجدول الدراسيّ الحديث.[١]
كيفيّة تصميم برنامج الجدول الدراسيّ
لتصميم جدول الدراسيّ مُنظَّم، يجب اتّباع الإجراءات الآتية:[٣]
قبل تنفيذ الجدول
- تحديد عدد صفوف المدرسة، وعدد أعضاء الهيئة التدريسيّة.
- التقيُّد بالتعليمات المُتعلِّقة بالجدول الدراسيّ، مثل: عدد حِصَص المادّة في اليوم، والأسبوع، ونِصاب المُعلِّم من هذه الحِصَص.
- تصميم جدول دراسيّ يُبيِّن رغبة كلّ مُعلِّم في المادّة، والصفّ، والشُّعبة التي يريد أن يُدرِّسها، وبناءً على ذلك، يضعُ المدير خطّة تتضمَّن اسم المُعلِّم، والموادّ، والصفوف التي سيُدرِّسها، بالإضافة إلى عدد حِصَص كلّ مادّة.
عند تنفيذ الجدول
حتى يتمكَّن مدير المدرسة من بناء جدول مدرسيّ يُحقِّق أهدافه في تنظيم العمليّة التعليميّة، يجب أن يأخذ في الحُسبان الاعتبارات الآتية:[١]
- اعتماد مبدأ التعاوُنيّة عند وَضْع الجدول الدراسيّ، وعدم الاستعانة بفَرْد واحد فقط.
- مراعاة القوانين والقرارات الصادرة عن الجهة الوزاريّة بخصوص الخطّة الدراسيّة، وعدد الساعات الأسبوعيّة المُخصَّصة لكلّ مادّة، وإعداد الجدول الدراسيّ بناءً على هذه القرارات.
- توزيع الواجبات على المُعلِّمين بشكل عادل، فَهُم جميعاً سواسية في المعاملة.
- توزيع المُعلِّمين على الصفوف جميعها بشكل مُتساوٍ، وعدم تخصيص المُعلِّمين ذوي الكفاءة العالية لصفٍّ مُعيَّن.
- عدم وَضْع المُعلِّمين جميعهم في الصفوف الدراسيّة في الوقت نفسه، إذ يجب أن يبقى بعضهم؛ للاهتمام بالطلبة المُتغيِّبين عن دروسهم، وإعادة شَرْح هذه الدروس لهم.
- مَنْح المُعلِّم حصَّتَين مُتتالِيتَين أسبوعيّاً؛ لمناقشة أهداف المادّة الدراسيّة مع الطلبة، والأنشطة المُخطَّط لها، والمشكلات التي قد تواجههم؛ حيث يُساهم ذلك بشكل كبير في رَفْع مستوى أداء الطلبة.
- الاهتمام بتوزيع حصّة التربية الرياضيّة ضمن الجدول الدراسيّ.
- تنظيم أوقات الأنشطة المُتعلِّقة بالتربية الفنّية، والاقتصاد المنزليّ، والمكتبة؛ وذلك لضمان عدم حدوث تضارُب في أوقات دخول الحجرات المُخصَّصة لهذه الأنشطة.
- ضمان توزيع الدروس النظريّة بشكل مُتناسق ضمن الأسبوع الدراسيّ؛ لمَنْح الطلبة الوقت الكافي لأداء الواجبات المطلوبة دون التسبُّب في الإرهاق لهم، ومساعدتهم على تذكُّر ما ذُكِر في الحصّة بشكل مُنتظَم.
- وَضْع حِصَص التربية الدينيّة ضمن أوقات مناسبة، بحيث يتمّ استغلال نشاط الطالب؛ لاستيعاب المادّة بشكل جيّد، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة له لتطبيق بعض جوانب المادّة بشكل عمليّ.
- السماح بتقسيم الطلبة إلى مجموعات كبيرة، كبعض الموادّ النظريّة، ومجموعات صغيرة، كالمجموعات الموجودة في التدريبات العمليّة، والأنشطة.
- الاهتمام بالجانب العمليّ للموادّ العلميّة، مثل: الكيمياء، والأحياء، والطبيعة، بحيث تُعطى بعض مواضيعها في المُختبَرات، والوُرَش.
- تخصيص حصَّتَين مُتتاليتَين شهريّاً؛ لعَقْد اجتماع بين أعضاء مجلس إدارة المدرسة.
- مَنْح الطلبة وقتاً للراحة والفسحة، ليستعيد نشاطَه.
- عدم تعديل الجدول، أو إجراء أيّ تعديل عليه إلّا عند الضروة؛ لضمان استقرار منظومة العمل المدرسيّ.
- عدم تكليف المُعلِّم بأكثر من خمس حِصَص خلال اليوم الواحد.[٣]
- وَضْع الموادّ التي تتطلَّب مجهوداً ذهنيّاً أكبر ضمن الحِصَص الأولى في الجدول الدراسيّ.[٣]
بعد تنفيذ الجدول
بعد الانتهاء من بناء الجدول الدراسيّ، يتوجَّب على المدير أن يُنفِّذ الإجراءات الآتية:[٣]
- دراسة وملاحظة ردود أفعال المُعلِّمين، والطلبة، تجاه الجدول الدراسيّ، ويتمّ ذلك خلال الأسبوع الأوّل من العام الدراسيّ.
- جَمْع الملاحظات التي يَضعُها المشرفون، والمُعلِّمون، والطلبة، بخصوص الجدول الدراسيّ.
- تعديل الجدول بناءً على الملاحظات القيِّمة، ويتمّ ذلك في نهاية الأسبوع الأوّل من العام الدراسيّ.
- إيجاد الحلول في الحالات الاضطراريّة، كانتقال مُعلِّم مُعيَّن، أو قدوم مُعلِّم جديد، بحيث يتمّ التعديل على الجدول في أسرع وقت ممكن، مع ضرورة أن لا تقلّ جودته عن الجدول القديم.
أهمّية الجدول الدراسيّ
للجدول الدراسيّ أهمّية كبيرة في تنظيم البيئة المدرسيّة، ونذكر فيما يلي أهمّية الجدول الدراسيّ:[٣]
- يُساهم في تنسيق جهود المُعلِّمين، ويُوفِّر سُبُل التعاوُن فيما بينهم.
- يُراعي الفروق الفرديّة بين كلٍّ من: المُعلِّمين، والطلبة.
- يُساهم بشكل كبير في إدارة الوقت خلال اليوم الدراسيّ، وبصورة مُثلى.
- يُشكِّل الجدول الدراسيّ الجيّد مقياساً لجودة عمل المدرسة.
- يُراعي الجدول الدراسيّ المُنظَّم إمكانيّات المُعلِّم، وقدراته الجسديّة، بحيث يُجنِّبه الإرهاق الناتج عن العمل لساعات مُتواصِلة؛ فقد يحتوي الجدول على حِصّة مُخصَّصة للاستراحة بين كلّ حِصَّتَين صفِّيتَين.
- يساعد تخصيص وقت ضمن الجدول الدراسيّ على عَقْد المناقشات، والاجتماعات بين أعضاء هيئة التدريس.
- يساعد الإدارة، والهيئة التدريسيّة، والطلبة، على تحديد المَهامّ، والصلاحيّات، والمسؤوليّات.
- يُساعد المُعلِّم على توزيع طاقته، ومجهوده على اليوم الدراسيّ.
- يُشكِّل نجاح الجدول الدراسيّ، وفعاليّته في تنظيم العمليّة التعليميّة نجاحاً لباقي الجداول التي تَصدرُ عنه.
المراجع
- ^ أ ب ت فتحي درويش عشيبة، التنظيم الإدارى فى التعليم العام: أسسه، مجالاته، فعاليته، القاهرة-مصر: الروابط العالمية للنشر والتوزيع، صفحة 74-75-77-78-79. بتصرّف.
- ↑ علاء حاكم الناصر، الإدارة والإشراف والتعليم الثانوي (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان: دار الكاتب العلمية، صفحة 63. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج زيد منير عبوي، إدارة المدرسة التكنولوجية: البرامج والقواعد والأنظمة (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار خالد اللحياني للنشر والتوزيع، صفحة118- 119-122-123. بتصرّف.