كيفية لعب طاولة الزهر
مقدمة
لم يعد التراث الذي قد يمتلكه شعب ما متمثلاً في المتاحف التي تضم اللوحات، أو حتى في كتب التاريخ التي ألفها المؤرخون، بل إن هناك العديد من العناصر الأخرى التي من الممكن أن يتم إدراجها تحت عنوان التراث.
كما أن هناك بعض الأمور التي بقي لها طابعاً خاصاً لم تتمكن التكنولوجيا من تقليده، وبقي رونق وعبق الماضي متأصلاً بها، كما أنها تمتاز بالعفوية والمتعة أثناء استخدامها أكثر من الأمور التي قامت على أساسها التكنولوجيا، ومن هذه العناصر: الألعاب القديمة، والتي كانت تستخدم للتسلية في قديم الزمان، والتي لا تزال روح المتعة والإثارة تدب فيها، ولا يزال الكثير من الرجال والنساء يفضلونها أثناء أوقات الفراغ، وخصوصاً الكبار في السن.
من أهم هذه الألعاب: لعبة طاولة الزهر، والتي من الممكن أن نراها بوضوح في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية القديمة، وتعتبر واحدة من أشهر الألعاب التي كانت منتشرة قديماً، خصوصاً بين الرجال.
أصل لعبة طاولة الزهر
لا يمكن أن تقتصر هذه اللعبة على فئة عمرية معينة، حيث إنّ العديد من الفئات يلعبونها، كما أنها لا تقتصر على النساء أو الرجال، وهذه اللعبة من أقدم الألعاب التي عرفها الناس، والتي كانت تتم في المحافل والجلسات في المناسبات والأعياد، وتقول كتب التاريخ: إن أصول هذه اللعبة تعود إلى بلاد الشام وبلاد فارس، كما أنه وجد حالياً في بلاد العراق بعض الحرفيات التي تختص لهذه اللعبة، والتي تعود إلى عصور قديمة.
كما أن من المؤشرات التي استند عليها المؤرخون أن هذه اللعبة تعتمد على كلمات أعجمية في اللفظ والمعنى، وهناك بعض الروايات تقول: إن الفراعنة كانوا أحد من لعبوا هذه اللعبة، كما أنهم أيضاً حاولوا تطويرها، ووضع الأسس والقواعد التي تجعلها أوضح وأسهل.
مما تصنع مكعبات طاولة الزهر
تتم هذه اللعبة من خلال مكعبين -أي زهرتي نرد-، وتكون على شكل مكعب صغير، ويكون هذا المكعب مصنوعاً من العاج، أو من البلاستيك، أو العظم، والمغزى أن يكون متيناً وقوياً حتى يتحمل الرمي، ولا ينكسر، كما يكون سداسي، أي أنه له ستة أوجه، وكل وجه من هذه الأوجه محفور عليه مجموعة من النقاط السوداء، وكل وجه يحمل عدد معين من النقاط، الوجه الأول مثلاً يحمل نقطة واحدة، بينما يحمل الوجه الثاني نقطتين، في حال أن الوجه الثالث يحمل ثلاثة نقاط، وهكذا… .
كيفية لعب طاولة الزهر
تعتبر لعبة طاولة الزهر واحدة من أهم الألعاب التي تمتلك القدرة على قتل الوقت، وإعطاء اللاعبين التسلية والمتعة خلال أوقات الفراغ، كما أنها تتسم بالتحدي وروح المنافسة، ولكن تعتمد هذه اللعبة في الأغلب على الحظ، إضافة إلى اعتمادها على الذكاء، والحكمة، ومحاولة اغتنام الفرص، كما أنها تحتاج إلى الهدوء والتركيز، وتخلق هذه اللعبة أجواء رائعة بين اللاعبين، كما أنها تتم بين لاعبين فقط، وتتكون من صندوق خشبي كبير نوعاً ما، حيث يبلغ طوله خمسين سنتيمتر، بينما يبلغ عرضه ثلاثين سنتيمتر، وارتفاعه خمسة عشر سنتيمتر، ويحتوي على قطعتين من حجر النرد، تكون باللون الأبيض، والنقاط المحفورة عليها باللون الأسود، كما أن فيها مجموعة من القطع البلاستيكية باللونين الأبيض والأسود، وكل لون يحتوي على ما يقارب خمسة عشر قطعة، ويقوم كل لاعب برمي قطع النرد، وقراءة الأرقام التي ظهرت على الوجه العلوي من قطع النرد، ومن ثم تحريك القطع البلاستيكية على اللوح الخشبي، وهناك حالة إذا ظهرت على أحجار النرد تكون الرمية قوية، وهي:
- في حالة كانت نقطة واحدة على كل حجر نرد، تسمى هذه الحالة (هبا إليك).
- في حالة كانت نقطتان على كل حجر نرد، تسمى في هذه الحالة (دبارة).
- في حالة كانت على كل حجر نرد ثلاثة نقاط، تسمى في هذه الحالة (دوسة).
- أما في حال كانت على كل حجر نرد أربعة نقاط، تسمى هذه الحالة (درجة).
- في حالة كان على حجر نرد خمسة نقاط، تسمى في هذه الحالة (دبش).
- أما الحالة الأخيرة هي أن يكون على كل حجر نرد ستة نقاط، وهذه الحالة تسمى (دوش).
مسميات طاولة الزهر
- المحبوسة: وهي لعبة بسيطة، حيث إنّها تكون فقط من خلال صف القطع البلاستيكية كلها بشكل متوازٍ داخل الصندوق، ويتم نقلها من جهة لأخرى، كما أنها تلعب على خمس أشواط متتالية، ويكون كل شوط عبارة عن نقطة واحدة، وتمت تسمية هذه اللعبة بالمحبوسة؛ لأن كل لاعب يقوم بحبس أحجار اللاعب الآخر، فلا يستطيع نقل أحجاره أو تحريكها.
- لعبة الواحد والثلاثين: وهذه اللعبة تكون في الأغلب مشابهة لجميع ألعاب طاولة الزهر، حيث إنها تستمر إلى أن يصل أحد اللاعبين إلى الرقم (31) من خلال رمي أحجار النرد.
- الشيش بيش: وتكون هذه اللعبة بين لاعبين اثنين، ويقوم كل لاعب بعملية نقل لأحجاره من جهة إلى أخرى، ويحاول أن يحجز أحجار الخصم الذي أمامه في داخل جهته، فيصعب على الخصم اللعبة، وفي حال تمكن من حجز أحجار خصمه يحصل على نقطتين، ويطلق على الشخص الفائز بالنقطتين اسم (مرس)، أما الفائز بالنقطة الواحدة فقط يسمى (إيون).
الآراء حول لعبة طاولة الزهر
تعبر واحدة من أكثر الألعاب انتشاراً على المقاهي، وفي السهرات، وحتى النزهات، كما أنها تتواجد في تجمعات الرجال، وهي من أكثر الألعاب انتشاراً بين فئة الرجال، وخصوصاً المتقاعدين من العمل، كما أن النساء حديثاً دخلت ضمن المهتمين في هذه اللعبة، ويقول الناس: إنهم يجدون متعة لا تضاهى خلال لعبها، كما أنها تخلق جواً من السعادة والصداقة بين الناس، حيث إنّها تعمل على خلق أجواء اجتماعية جميلة جداً بين الناس، وهي لعبة تحدي، حيث إنّها تعمل على خلق جو التحدي بين الرجال، كما أن البعض يشترط بعض الشروط المضحكة على اللاعب الخاسر، مثل: أن يشترط عليه الغناء، أو الرقص، وغيرها.
قال آخر: إن لعبة طاولة الزهر تعمل على تنشيط العقل والذهن، حيث إنّها تحتاج إلى إبقاء العقل متيقظاً من أجل الحصول على الفوز، كما أنها تحتاج إلى الانتباه، وتعمل على خلق جو من الهدوء، كما يفضلها المعظم لأنها تعمل على تجميع الرجال حولها، فالبعض يلعب بينما البعض الآخر يقوم بتشجيع اللاعبين، ويشاهد اللعبة مستمتعاً بها.
أين تنتشر لعبة طاولة الزهر
واحدة من أكثر الألعاب الشعبية انتشارًا، فهي تتواجد في المجتمع المصري بكثرة، كما أنها قد تتواجد في المجتمعات الأجنبية، وتعتبر واحدة من الرياضات التي يقام فيها المسابقات، ويمكن أن تلعب في النوادي، أو في المقاهي، أو حتى في البيوت والمنازل.
طاولة الزهر والتكنولوجيا
من الممكن الآن أن يتم لعب طاولة الزهر باستخدام جهاز الحاسوب، وذلك من خلال اللعب مع الحاسوب، كما أنها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعية بشكل عام، وتكون المنافسة أجمل، كما انتشرت لعبة البلياردو والشدة.
دلائل ورموز أحجار طاولة الزهر
كان هدف مخترع اللعبة أن يقوم بوضع مجموعة من الرموز التي لها علاقة بحياة الإنسان، حيث إنّ الألوان التي تمتلكها الحجارة السوداء والبيضاء إشارة إلى ألوان الليل والنهار، بينما الأوجه على قطع النرد مجموع أرقامها 7 وهو أيام الأسبوع، وعدد الحجارة 30 حجراً على عدد أيام الشهر، وعدد الخانات 12 خانة، وتمثل عدد الساعات في النهار.
فيديو كيفية لعب طاولة الزهر
شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن كيفية لعب طاولة الزهر :