نوائب دهر أيهن أنازل – الشاعر البحتري
نَوَائِبُ دَهْرٍ، أيُّهُنّ أُنَازِلُ
بعَزْميَ، أوْ مِنْ أيّهنّ أُوَائِلُ
بُلِيتُ بِمَدْحِ البَاخلينَ، كأنّني،
على الأجْوَدينَ الغُرّ، بالشّعرِ باخِلُ
وَكنتُ، وَقَدْ أمّلْتُ مُرّاً لِنَائِلٍ،
كَطالبِ جَدْوَى خُلّةٍ، لا تُوَاصِلُ
تَقاعَسَ دونَ المَكرُماتِ، وَبُلّدَتْ
خَلائِقُ مِنْهُ لا تَزَالُ تَوَاكَلُ
وَكيفَ تَنَالُ المَجْدَ كَفُّ مُوضَّعِ
لهُ في اسْتِهِ شُغْلٌ عَنِ المَجْدِ شاغِلُ
فَلاَ زِلْتُ أُهْدِي بَعْدَ مَا كَان بَيْنَنَا
لِطَيْءِ نَرِيزٍ سُوءَ ما أَنا قَائِلُ
هُمُ سَرَقُوا طِرْفِي وقَدْ جِئْتُ مادِحاً
لَهُمْ ، إِنَّ بَعْضَ المَدْحِ إِفْكٌ وباطِلُ
ضِفَنُّونَ مِنْ تَحْتِ الدُّروعِ كأَنَّهُمْ
إِذا َكِبُوا الخَيْلَ النِّسَاءُ الحَوامِلُ
وَلَسْتُ أُحَابي في الهِجَاءِ عَشِيرَتي
بِشْيءِسِوَى أَلاَّ تُراعَ الحَلاَئلُ
فِدَاءُ التَّليِيدِيِّين نَفْسِي ، فَإِنَّهُمْ
تَلِيدُون في العَلْيَاءِ ،بِيضِّ ، أَفاضِلُ
مُقيمُونَ بالثَّغْر المَخُوفِ تَحَضُّهُمْ
عَلَى الطَّعْنِ عَادَاتُ الجُدُودِ الأَوَائلُ
إِذا اجْتَمعَتْ أَيْدِيهُمُ في مُلِمَّةٍ
فَأَهْوِنْ بِمَا تُطْوَى عَلَيْهِ القَبائلُ
وقَدْ غَنِيَتْ أَرضُ الجِبَالِ ، فَمَا يُرَى
يَمَانِ بِهَا إِلاَّ هُمُ والمَنَاصِلُ
إِذا شِئْتُ في حِبْتُونَ أَدَّى خُفَارَتِي
إِلى الجَانِبِ الغَرْبِيّ أَرْوعُ باسِلُ
وأَيُّ امْرِىءٍ يَخْشَى الأَعادِي وَدُنَهُ
حِجَابُ ابْنِ عَمْروٍ والرِّماحُ الذَّوابِلُ