من الذي علم الإنسان الدفن

الدفن

يعتبر الدفن أحد الطقوس الدينيّة المتّبعة عند الإنسان، حيث يتمّ حفر حفرة في الأرض، ووضع الإنسان المتوفّى فيها، ثمّ تغطيته بالتراب، وقد اهتمّ الإسلام بالدفن، وضرورة الإسراع بدفن الميت وعدم تأخيره، واعتبرها من دلائل إكرام الميت، فجسم الإنسان بعد الموت يدخل في مراحل التحلّل، ولا بدّ من دفنه بسرعة، ولكن كيف تعلّم الإنسان الدفن؟

معلومات عن الدفن

من الذي علم الإنسان الدفن

كانت عمليّة القتل الأولى بين بني البشر هي قتل قابيل أخيه هابيل، حيث كانت حواء تلد في كل بطن ذكراً وأنثى، ثمّ يتمّ تزويج ذكر كلّ بطن من الأنثى التي وُلدت في البطن الآخر للتغريب، لكن رفض قابيل الزواج من التوأم التي ولدت مع هابيل، وأراد الزواج من توأمه، فأمرهما آدم عليه السلام بتقديم القربان لله تعالى، والذي يُتقبّل منه القربان يتزوّجها، فقبل الله تعالى قربان هابيل؛ لصدقه وصلاحه، ولم يتقبّل من قابيل؛ لسوء نيّته وعدم تقواه، فغضب قابيل غضباً شديداً وهدّد أخاه هابيل بأنّه سيقتله حتّى لا ينكح أخته، فقال له هابيل: إنّما يتقبّل الله من المتّقين.

قتل قابيل هابيل، ثمّ ندم أشدّ الندم بعدها على فعلته، وقيل إنّه ضمّه إليه حتّى تغيّرت رائحته، بينما كانت تنتظره السباع والطير ليتركه حتّى تلتهمه، فبعث الله تعالى غرابين يتشاجران، فقتل أحدهما الآخر، ثم قام بحفر حفرةٍ في الأرض، ووضع الغراب الميت فيها، وبذلك تعلّم قابيل كيف يدفن أخاه هابيل ويخفيه عن العائلة، ولم يكن قابيل كافراً، وإنّما كان مؤمناً ولكنّه ارتكب معصية كبيرةً عندما قتل أخاه هابيل.

سبب اختيار الله تعالى الغراب ليعلم الإنسان الدفن

دلّت الدراسات التي عكفت على متابعة سلوك الغربان عن كثب، على عدّة ميزات موجودة عند مجتمعهم عن بقيّة الطيور، ولذلك اختاره الله تعالى ليعلّم الإنسان الدفن، وهذه الميزات هي:

  • يعتبر أذكى الطيور وأمكرها؛ فهو يملك أكبر حجم لنصفي دماغ، مقارنةً بحجم الجسم.
  • يعيش في مجتمعات كما في البشر، ولديها محاكم تُعقد لمعاقبة المخطىء من الغربان، ولاحظ الدارسون وجود عقوبات محدّدة لكل جريمة، فمثلاً عقوبة أكل الطعام المخصّص للفراخ الصغيرة نتف ريش الغراب حتّى يصبح كالفراخ الصغيرة العاجزة عن الطيران، بينما عقوبة هدم عشّ أحد الغربان هو إجبار المعتدي على بناء عشّ آخر للمعتدى عليه، أمّا عقوبة الاعتداء على أنثى غراب آخر فقتل الغراب المعتدي بالمناقير، وعادة تنعقد المحكمة في حقل من الحقول الزراعيّة، أو أي أرض واسعة، ويأتي الغراب المعتدي وعليه حراسة مشدّدة من مجموعةٍ من الغربان، وعند بداية المحاكمة ينكّس رأسه ويخفض جناحيه، ويسكت عن النعيق اعترافاً منه بذنبه، فسبحان الخالق المبدع.