الفائدة من قصة سليمان عليه السلام

سليمان عليه السلام

ورد ذكر النبي سليمان عليه السلام في مواطن كثيرة في القرآن الكريم، وقد أورد القرآن من أخباره وأحواله ما يدعو إلى أخذ العبرة والموعظة، وقد جاء قصته بشكل مجمل في بعض السور، وجاء بشكل مفصّل في سورة النمل وهي قصة طويلة فيها الكثير من الفوائد العظيمة التي يجب على المسلم أن يستفيد منها، بتوظيفها في حياته، وجميع أعماله التي يقوم بها، وفي هذا المقال سنعرفكم على الفائدة من قصة سليمان عليه السلام.

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد

  • إنكار الهدهد عندما رأى امرأة تقود رجال، فقد جعل الله الفطرة في الإنس والجن في أنّ الرجل هو الذي يقود النساء.
  • حسن التدرّج في الإبلاغ، فقد أبلغ الهدهد سليمان عليه السلام من الأصغر وهو قيادة المرأة للرجال، إلى الأكبر وهو الشرك باللله عزّ وجل.
  • نقل الهدهد الصورة كما هي، ولم يصدر الحكم عليها، بل ترك الحكم لسليمان عليه السلام، كما أنّه لم يبدل ولم يحرف شيئاً من رسالة سليمان إلى قوم بلقيس.
  • كان دعاء سليمان لقومه بالحسنى، فلم يسبهم ولم يقبحهم على الرغم من أنهم سجدوا للشمس، لأن هدفه الأول كان إقامة التوحيد.
  • استعمال الهدهد للقاعدة الفقهية المشهورة وهي: إذا تزاحمت المصالح يقدم الأعلى من المصالح، وقد ظهر ذلك عندما قدم الدعوة إلى الله على الحضور في مجلس سليمان.
  • سمو أخلاق النبي سليمان عليه السلام، وحسن ظنّه وتواضعه في قبول شهادة الهدهد، قال تعالى: (سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ )[النمل:27].
  • تدلّ قصة سليمان مع الهدهد على أنّ الأنبياء لا يعلمون الغيب.
  • يدلّ موقف سليمان على تفقّده لأحوال الرعية، والسعي للمحافظة عليهم، على الرغم من صغر الهدهد فإنّه لم يغب عنه، وسأل عنه.

الفائدة من قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس

تعتبر الملكة بلقيس من أشهر ملكات التاريخ، وقد سجل القرآن الكريم رحلتها مع قومها من الكفر إلى الإيمان والهدى على يد النبي سليمان عليه السلام، وقد ورد ذكرها في سورة النمل على لسان الهدهد (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ*وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) [النمل: 23، 24]، وقد اورد القرآن الكريم أنّ بلقيس كانت تعبد الشمس، وتحكم بلاداً كبيرة وغاية في الغنى، ولم تكن بلقيس امرأة عادية، بل هي مثل يحتذى به؛ فسعت إلى الهدية بعد أن عاينت الأدلة والبراهين بنفسها، ومن فوائد القصة ما يأتي:

  • كتب سليمان لبلقيس فقال: ( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [النمل: 30]، ومع كونه ملكاً إلا أنّه لم يذكر مدحاً له لا قبل اسمه ولا بعده، حيث ذكر اسمه فقط وهذا يدلّ على كمال تواضعه.
  • تعتبر بلقيس مثالاً للمرأة العاقلة، التي لا تتحيّز للباطل، ولا تميل للهوى والمعصية، فلم تجعل العصبية لقبيلتها ودينها تتحكّم فيها، وتحجب عنها نور الحقيقة، فقرأت رسالة سليمان بإمعان، وتدبّر.
  • كانت بلقيس مثالاً للمرأة الصادقة المنصفة، وذلك من خلال وصفها لكتاب سليمان بأنّه كريم.
  • حرصت بلقيس على تقديم الخير للجميع، وذلك من خلال إعلانها على الملأ حقيقة كتاب سليمان، قال تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل: 30، 31].
  • أظهرت حقيقة المرأة التي تسعى إلى السلام، وتنفر من الحرب والدمار، قال تعالى: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) [النمل: 34]، لذلك لم يكن لجوؤها إلى الرشوة المتمثلة بالهدية إلى سليمان أمراً مستغرباً.
  • كانت مثالاً للمرأة العفيفة الطاهرة، التي تدرك أنّ الاحترام لا يُكتسب من خلال عرض مفاتن الجسد، والإثارة والإغراء، فلم تلجأ إلى ذلك لتمتحن نبوة سليمان عليه السلام.
  • كانت بلقيس نموذجاً للمرأة التي فهمت حقيقة الإسلام، فقد أدركت أنّه ولاء خالص لله عزّ وجل، ولا علاقة له بالتعلّق بالأشخاص، وقد تبين ذلك عندما لبت بلقيس نداء سليمان عندما قال: (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل:31]، فقالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [النمل: 44]