من هم قوم لوط
الأمم السابقة
ظهرت منذ فجر التاريخ حضارات عدة في بلاد الشرق أرسل الله سبحانه إلى أصحاب هذه الحضارات رسله يدعونهم إلى صراطه المستقيم، ولكنهم كذّبوا رسلهم، وحاولوا قتلهم أو نفيهم إلى بلاد أخرى، فكان أن حلت عليهم عقوبة الله ولم يبقَ من حضارتهم إلى بعض الأثر.
قوم لوط
قوم النبي لوط عليه السلام أو ما يعرف بأمة سدوم، والتي أقمات على حدود فلسطين في أقصى جنوب البحر الميت، وقوم لوط بعد الشرك بالله، كانت مشكلتهم وجريمتهم جريمة أخلاقية، فكانوا يأتون الفواحش والمنكرات، بلغ بهم الانحطاط الأخلاقي إلى أن وصلوا مرحلة الشذوذ، فقد كانوا يأتون الرجال، فكان ذلك الفعل كارثة كونها تخالف فطرة الله، فجاءهم لوط يدعوهم إلى الله وإلى عبادته وتوحيده، ثم قال لهم كما جاء في القرآن الكريم: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ﴿80﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿81﴾، ولكنهم قابلوا لوط عليه السلام بالتكذيب والعناد واستمروا في خبائثهم ولم يستمعوا لصوت الناصح الأمين فكانت النتيجة أن أصابهم الله بعذاب أليم.
عقاب الله لقوم لوط
تقول المصادر القديمة إن هؤلاء القوم كانوا يعيشون في مدينة سدوم جنوب البحر الميت على حدود فلسطين والأردن، وهذا ما أكدته الحفريات الحديثة، توصل علماء الآثار الذين بحثوا عن آثار تلك المنطقة إلى أنّ أهلها قد أصابتهم كارثة عظيمة ظهرت آثارها خاصة في عظام الموتى المهشمة التي أخرجت من تحت الأنقاض.
أخبرنا القرآن الكريم بأن الملائكة جاؤوا قبل الصاعقة إلى لوط عليه في صورة بشر وأنذروه بالعذاب كما جاء في القرآن: “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ”.
اكتشاف الآثار الدالة على العقاب
لقد أظهرت الأبحاث والتنقيبات وجود حمم بركانية وطبقات بازلتية في المنطقة، مما دل على تعرض المنطقة لإنفجار بركاني، تماما كما جاء في القرآن الكريم، فقد كانت الآيات تدل على حدوث انكسارات وانزلاقات وخروج حمم بركانية، وهذا ما يعتقده علماء الآثار، حيث اكتشف العلماء أن المنطقة تحت شاطئ البحر الميت مليئة بغاز الميثان المشع، فجزموا باحتمالية تحريك الزلزال لهذه الغازات وإيقاظها مما أدى إلى انزلاق المدينة داخل البحر.
ما توصل إليه العلم الحديث من نتائج جاء موافقاً لما في القرآن من كون سدوم قوم عاشوا في فترة من التاريخ، وعوقبوا على عصيانهم، إن دلائل قصة سدوم ظهرت في يومنا هذا، والقرآن قد أخبرنا عن ذلك منذ خمسة عشر قرناً، وهذا ما يؤكد لنا أن القرآن الكريم هو كلام الله الذي نؤمن به قبل أي دليل.