أين يقع قوم عاد

قوم عاد

أُطلق اسم قوم عاد على سكان قوم سيدنا هود عليه السلام، حيث سكنوا في منطقة تُسمّى الأحقاف، وهي عبارة عن منطقة تقع في صحراء الربع الخالي، وهي عبارة عن صحراء تتوزع ما بين دول شبه الجزيرة العربية، تحديداً في الجزء الجنوبي منها، بين أرض اليمن وأرض عُمان. وتمّ الاستدلال على هذه المنطقة من خلال ذكرها في القرآن الكريم، امتثالاً لقوله تعالى: “وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”.

ففي نهاية القرن العشرين، تحديداً في عام 1990 بدأت رحلة اكتشاف لآثار مدينة تُدعى أوبار، ومن خلال التنقيبات والأبحاث والدراسات التاريخية والأثرية تم التوصل إلى أن هذه المدينة هي نفسها المدينة التي كان يقطنها قوم عاد، وقد تمّ ذكرها في كتاب الله الجليل بمدينة الإرم ذات العماد، لقوله تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ”. وفي وقتنا الحالي، تقع مدينة أوبار في سلطنة عُمان، واسمها المعروفة به حالياً هو الشصر، وهي عبارة عن مدينة واقعة في محافظة ظفار، وتحديداً في الجزء الشمالي من مدينة صلالة العُمانية، بحيث تبعد عنها مسافة تصل تقريباً إلى 170 كيلو متر تقريباً، ونتيجةً لشدة أهمية هذه المدينة، تمّ تصنيفها كأبرز مدن التراث العالمي.

وهناك الكثير من الأدلة والقرائن التي تم استخدامها من أجل الاستدلال على هذه المدينة، فهي كما ذُكرت في القرآن الكريم باسم إرم، وفعلاً تحتوي هذه المدينة على رواق دائري الشكل مُعمَّد امتثالاً لقوله تعالى: “إرم ذات العماد”، إضافةً إلى اكتشاف نظام ري مائي وسقاية متطور في هذه المدينة، كما أنّ الدراسات والأبحاث التاريخية أثبتت أن هذه المدينة هي ذات إرم، والذي أدى إلى اندثار هذه الحضارة وتلاشيها هو هبوب عاصفة رملية كبيرة جداً أدّت إلى طمر المنطقة بالرمال بشكل كامل، فتلاشت المدينة إلى أن اختفت، وأثبتت الدراسات أيضاً أنه وقبل اندثارها كانت هذه المدينة خضراء، خصبة وجميلة، وتحولت إلى صحراء قاحلة، وكل الذي أكّد على ذلك هو القرآن الكريم من خلال آيات قرآنية معينة، قبل أن يكشف العلماء عن هذه الحقائق، فمثلاً قصة سيدنا هود عليه السلام لم تذكر إلّا في كتاب الله عزّ وجلّ، والتي كانت وما زالت بمثابة إعجازا علميّ تاريخيّ للقرآن الكريم، وهذا ما يثبت أن كتاب الله هو الكتاب المعجز.