المرافق العامة وكيفية الحفاظ عليها

المرافق العامّة

المرافق العامّة هي جميع المَرافقِ التي تَبنيها وتُشيّدُها الدّولة من أجل المَصلحة العامّة، فهي تَختلف عن المرافق أو الممتلكات الخاصّة بأنّ حقّ الانتفاع منها يكون لجميع النّاس على اختلاف شرائِحهم ومُستوياتهم الاجتماعيّة، وإنّ وجود المَرافق العامّة في الدّولة هو أمْرٌ ضروري من أجل تيسير حياة النّاس، وتقديم الخدمات المُختلفة لهم إلى جانب التّرفيه عنهم.

تَتنوّع المرافق العامّة ما بين مرافق تُقدّمُ الخدمات الصحيّة مثل: المستشفيات، والمراكز الصحيّة، ومرافق تُقدّم الخدمات التّعليميّة، مثل المدراس، والجامعات الحكوميّة، ومرافق عامّة تقدّم التّرفيه للنّاس مثل الحدائق العامّة، وكذلك الوزارات والدوائر الرّسميّة التي تُقدم الخدمات للنّاس.[١][٢]

أنواع المرافق العامّة

تنقسم المرافق العامة من حيث طبيعة عملها إلى قسمين رئيسيين، هما:[٣]

  • المرافق العامة الإدارية: يُقصد بها المَرافق التي تُقدِّم الخدمات لأفراد المُجتمع وتنهض به، ولا يقوم بدعم هذا النوع من المرافق الأفراد أنفسهم إمّا لعَدم قُدرتهم على ذلك، أو لأنّها غير مُجدية من ناحية الرِّبح.
  • المَرافق العامة الاقتصادية: يُقصد بها المرافق التي تُساهم في دفعِ عمليّة النهوض بنشاطٍ صناعيّ أو تجاري، يُشبه النشاط الذي يقوم به أفراد المجتمع.

أهمية المرافق العامة

تتلخص أهمية المرافق العامة على مجالات متعددة من جوانب حياتنا، ومن أبرزها ما يلي:[٤]

  • إعادة إعمار وتقوية المجتمع.
  • التطور الاقتصادي.
  • خلق محيط آمن.
  • المشاركة المجتمعية.
  • حث الأطفال على التعلم.
  • تحسين الصحة المجتمعية.
  • مصدر جذب للسياحة.

مبادئ سَير المرافق العامة

تسير المرافق العامة وفق مجموعة من المبادئ والاعتِبارات التي تَفرِضُها المَصلحة العامّة، وهي:[٣]

  • ديمومة سَير المرافق العامة: لتحقيق الهدف من إنشائها يجب على المَرافق العامّة تقديم الخَدمات والغايات التي وُجِدَت من أجلِها بشكل مستمر ودائم، وذلك لأنّ الكثير من أفراد المُجتمع يَعتمدون عليها اعتِماداً كليّاً أو جُزئيّاً في تسيير حياتهم، مثل اعتماد الأفراد على وسائل النقل العام للوصول إلى أعمالِهم ومدارسهم، أو اعتِمادهم على المَرافِق الصحيّة للحُصول على العِلاج المُناسب عِند مَرضهم.
  • المساواة بين المواطنين عند استِخدام المَرافق العامّة: يُعطي هذا المَبدأ لجَميع أفراد المجتمع الحقَّ في الاستفادة من المرافق العامّة بشكلٍ متساوٍ ودون تمييز أو تفضيل لفرد على حساب فرد آخر، وذلك في حال تَحقيق جميع الأفراد للشروط التي تُؤهّلهم لاستخدام هذا المرفِق.
  • إمكانيّة تغيير أو تعديل المرفِق: لتمكين المرافق العامة من أداء أعمالها بشكلٍ كامل يجب أن تكون ذات خصائص تُمكّنها من مُواجهة الظروف المُتغيّرة والتي تسمح لها بأداء عملها دون انقطاع، وعلى السلطات المسؤولة تَعديل المَرافق أو تغييرها في حين تغيّرت أي من الظروف المحيطة بها والتي من الممكن أن تُعيق نشاطها ولتجنّب توقّف المَرافِق عن عملها.

الأضرار المترتبة على تخريب المرافق العامة

تترتب على تخريب المرافق العامة مجموعة من الآثار السلبية فبالإضافة إلى تشويه منظر هذه المرافق التي أنشئت لتعكس صورة مشرقة عن الوطن، وتعطيل الغاية التي وضعت لأجلها في خدمة الأفراد، فإنّ هذه الظاهرة السلبية تتسبب في أضرار اقتصادية على المال العام، وهدره في أعمال الصيانة بدلاً من استغلاله في مشاريع تنموية أخرى، كما تتسبب أيضاً في هدر الجهود المبذولة في إنشاء هذه المرافق، وتعكس مظهراً غير حضاري أمام الزوار لا سيما السائحين منهم.[٥]

كيفية الحفاظ على المرافق العامّة

إن ما تنفقه الدولة على تشييد المرافق العامّة من مبالغ طائلة يَستدعي من النّاس المُحافظة عليها وعدم الإساءة إليها؛ حيث تكون طُرق المحافظة على المرافق العامّة كالآتي:[٢][٦]

  • تربية الأطفال وتعليمهم أهميّة المُحافظة على جميع المرافق العامّة بدءاً من سنّ صغير من خلال زرع قيم المَصلحة العامّة المُشترَكة والتعاون من خلال دمج المواد التَوعوية اللازمة في المَناهج الدراسية، واستخدام الأهالي للمَرافِق بشكل سليم ليكونوا مثالاً يَحتذي به الأبناء في كيفيّة التعامل الصحيح مع المرافق، وتعليمهم استخدام المرافِق العامّة وعدم تخريبها ليتمكّن الأشخاص الآخرين من بَعدِهم استخدامها.
  • زرع القيم الدينيّة التي تدعو إلى عدم نشر الفساد وضرورة المُحافظة على الممتلكات العامة وحمايتها وحفظ حق المجتمع بأسره في استخدام الممتلكات العامة، وتعزيز فكرة الحفاظ على الأمانة المُسنَدة لكلّ فرد في المجتمع، وصيانة المال العام، وذلك كما ذُكِرَ في الآية الكريمة: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).[٧]
  • سنّ القوانين والتشريعات الرادعة لمنع كلّ من تُسوِّل له نفسه العبث بالمرافق العامة من تخريب أيّ جزء منها بشكل مُتعمَّد، والحرص على تطبيق العقوبات على الجميع دون استِثناء لإجبار الأفراد على احترام المرافِق العامّة والمُمتلكات، والحرص على عدم تخريبها.
  • نشر التوعية بين المواطنين من خلال تعليق اللافتات واللوحات الداعية للمُحافظة على الممتلكات والمرافِق العامة، وتكثيف الجهود التَوعوية بأهميّة المحافظة عليها، ويجب على كلّ فرد في المُجتمع تحمُّل مسؤولية نشر التوعية من خلال تقديم النُصح للأشخاص الآخرين عند رؤيتهم يُمارسون أيّ عملٍ تخريبيّ للممتلكات، أو نهيهم عن العمل في حال لم يتواجَد أي مسؤول في المنطقة أثناء عملية التخريب.
  • التحلّي بالآداب والسلوكيات عند زيارة المرافق العامة، والمُحافظة على الهدوء وعدم إصدار أصوات مُزعجة من الممكن أن تُؤذي الزوّار الآخرين، وترك المَكان نظيفاً بعد الاستخدام، وعدم رمي النفايات والمُخلّفات على الأرض؛ بل وضعها في الأماكن المُخصّصة لجمع القُمامة.
  • صيانة المرافق والمُمتلكات المُستخدَمة باستمرار من قِبَل الجهات المسؤولة، وجَدوَلة أعمال الصّيانة الخاصّة بالمرافق، إلى جانب ضرورة التفقّد الدوري وإجراء حملات استِطلاع للكشف عن حالة المرافِق وأحوالها، وتقديم المشورة والتوصية بالإجراءات المناسبة لإصلاحها أو ترميمها بشكلٍ عاجل.
  • ضرورة تكاتُف الجهود التطوّعيّة مع المؤسسات الحكومية والمسؤولة عن المرافق العامّة للمُساعدة في تنظيفها وإصلاحها، وضرورة نشر ثقافة العمل التطوّعي في هذا المجال لتَعزيز مفاهيم العمل الجَماعي والمشارَكة، والتشديد على أهميّة دور كلّ فرد في المجتمع وأهمية مشاركته بشكلٍ فعّال في تقديم المُساعدة للبيئة المُحيطة به.
  • تنظيم حَملات جمع التبرّعات المادية من قِبَل أفراد المُجتمع للمُشاركة في أعمال بناية المَرافق وصَيانتها وتجديدها، وتقديم المساعدة العَينيّة ما أمكَن من قِبَل أفراد المجتمع، مما سيُساهم في دمج الأفراد في مسؤولية بناء المرافِق والممتلكات، وبذلك سيحافظون على الممتلكات بشكل أكبر ويتعاملون معها بمسؤولية ووعي.
  • عدم الكتابة على الجدران أو الرسم على الأسوار العامّة، لما في ذلك من تشويه للمَنظر العام للمرافق والمدينة، وعدم تكسير إشارات المرور أو حاويات القمامة أو اللافتات الإرشادية أو أعمدة الإنارة؛ حيث سيؤدّي ذلك إلى تَعطيل سير الحياة العامة وسيخلق فوضى عارمة، إلى جانب تَكليف الدولة مبالغ ضخمة لتَصليح الأضرار الناتجة عن عمليات التخريب.
  • الاستجابة السريعة من قبل مؤسسات المجتمع الحكومية للتصدّي لأيّ عملٍ تخريبي من خلال إبقاء خطوط هاتف ساخنة مفتوحة على مدار الساعة لتلقّي أي شكاوى أو التبليغ عن أيّ عمليات تخريب، إلى جانب ضرورة تَخصيص دوريات مراقبَة للحِرص إبقاء الأمور تحت السيطرة.
  • عدم استخدام المرافق لغير الأغراض التي خُصّصت لها؛ فعَلى سبيل المثال عدم إشعال النار في الأماكن التي تمنع ذلك مثل الحدائق والمتنزّهات؛ فمن الممكن أن يؤدّي ذلك إلى إشعال حريق كبير بسبب الحشائش المُنتشرة في الحدائق، ومن المُمكن أن تمتدّ النيران وتلتهم الأشجار.
  • الحِرص على حُسن استخدام المرافق والخدمات الصحية التي تُوفرها الدولة، وعدم العبث فيها، وطلب المُساعدة في حال عدم معرفة استخدام أي من الأدوات المُتوفرة، مع التأكُد من تَركها نظيفةً بعد الاستخدام.

المراجع

  1. “كيفية المحافظة على المرافق والممتلكات العامة”، الرياض الاخبارية، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2017. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “كيفية المحافظة على الممتلكات العامة”، المصريون، 3-11-2016، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “المرافق العامة”، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2017. بتصرّف.
  4. “General Info”, brec, Retrieved 11-6-2018. Edited.
  5. “العبث بالمرافق العامة”، alroya.om، 2017-2-12، اطّلع عليه بتاريخ 2020-4-12. بتصرّف.
  6. “ماهي الممتلكات العامة؟”، المرسال، 4-12-2016، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2017. بتصرّف.
  7. سورة القصص، آية: 77.