صفات الشخص العصبي

الشخص العصبي

هو الشخص الذي يكون أكثر عرضةً للشعور بالغضب من غيره، بسبب العديد من المشاكل الشخصيّة، أو النفسيّة التي سيتم ذكرها لاحقاً، أو بسبب سوء فهم الآخرين له، و تعاملهم الخاطئ معه، حيث إنّ هُنالك مشاكل في التواصل تدفعه للغضب، أو أن يلجأ له عندما يعجز عن التصرّف في بعض المواقف، ويشعر بالاستياء من نفسه أو ممن هم حوله، كشعوره بالنقص، وقلة الحيلة، أو الاضطهاد، وقد يلجأ البعض للتظاهر بالغضب لتحقيق مقصدٍ مُعيّن، أو تغطية نقاط ضعفهم وخوفهم من ظهورها، لكن الإفراط فيه قد ينتج عنه العديد من المشاكل مع الآخرين ويُسبب استيائهم منه، أو تجنّبه، وبالتالي للابد من حلّ المُشكلة وفهمها والتخلّص من هذه الصفة، أو الحدّ منها قدر الإمكان.[١]

صفات الشخص العصبي

هُنالك بعض العلامات المميّزة الدّالة على الغضب، والتي قد يتصف بها الشخص العصبيّ لكنه لا يُدركها، وإنما تنعكس عليه ويراها الآخرون من حوله، وهي:[٢]

صعوبة التواصل أو إنشاء حوارٍ إيجابيٍّ هادفٍ

يُحاول الشخص العصبيّ التعبير عن رأيه ونقاش الآخرين من حوله، لكن سرعان ما ينقلب الحوار إلى رغبةٍ عارمة في إثبات الرأي والتمسّك به بقوّةٍ وغضب، وعدم التجاوب مع الآخرين وتقبّل آرائهم ووجهات نظرهم، حيث يصعب عليه التنازل أو التخليّ عن رؤيته الخاصّة، رغم أنها قد لا تكون صحيحة، لكنه بالمُقابل يرفض الانصياع والتعاون، أو مُحاولة فهم ما يدور حوله من أفكار منطقيّة وصحيحة، وقد تُراوده مشاعر غريبة بأنّه فشِل لأنه تخلى عن موقفه، أو أنه ضعيفٌ بسبب تنازله.[٢]

الغضب الجسديّ المُبالغ به

يُعاني الأشخاص العصبيون بطبيعتهم من مشكلة الغضب الجسديّ المُفرطة التي تؤثر بشكلٍ كبير عليهم وعلى علاقاتهم، ومن مظاهره ما يأتي:[٣]

  • اللجوء للعنف وللسوكايت السلبيّة عندما يشعر بالغضب، أو عند اضطهادٍ، أو تعدي أحدهم على ممتلكاته، كتكسير الأشياء من حوله، وغيرها.
  • التصرّف بغرابةٍ وذلك بتحويل كتلة الغضب المُسيطرة عليه إلى ضحكٍ هستيريّ في بعض المواقف الغريبة.
  • عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات الشخصيّة بحيث تختلف استجابة المرء في كل موقف، والتي ترتبط ببنيّته وطبيعته، فقد يلجأ للصراخ، أو للهرب، أو القتال.
  • قضاء الكثير من الوقت والاستمرار على نفس الحالة من العصبيّة والغضب بطريقةٍ تضر الشخص وتُسبب له العديد من المشاكل النفسيّة والجسديّة والاجتماعيّة، حيث إنّ الشخصيّة العصبيّة بطبيعتها تختلف عن الغضب المؤقت الذي يشعر به الجميع عند انزعاجهم.[٢][٤]

صعوبة الاعتراف بالمشاعر والتعبير عنها بصدقٍ

هُنالك العديد من المشاعر المُختلطة والأفكار المُتناقضة التي تُراود الشخص العصبي ويعجز عن الاعتراف بها فتُسبب سلوكه الغريب، ومنها ما يأتي:[٢]

  • النظر للمواقف على أنّها مُنافسة وتحدٍ شخصيّ يجب على المرء إثبات نفسه من خلالها، وأن آراء الآخرين من حوله هي مُجرد محاولات لتهديد سُلطته والحدّ منها.
  • عدم صدق المرء مع نفسه، وعدم القدُرة على الاعتراف بالمشاعر العاطفيّة التي تشتعل بداخله، مثل: الخوف، والذنب، أو تأنيب الضمير، وبالمُقابل مُحاولة إخفائها والهرب منها من خلال الغصب والعصبيّة، وقلب المواقف وإثارة المشاكل؛ رغبةً في فرض السيطرة، والظهور بشكلٍ قويّ وشديد أمام الآخرين.

صفات جسديّة أخرى تدل على العصبيّة والغضب

هنالك العديد من الصفات الأخرى التي تُميّز الشخص الذي يشعر بالغضب وتدل عليه، والتي تختلف من شخصٍ لآخر، ومنها:[٥]

  • القلق والتوتر الواضح الذي ينتج عنه عدم القدرة على الاسترخاء والتصرف بهدوءٍ وتوازن.
  • فقدان روح الدعابة والقدرة على المزاح مع الآخرين؛ بسبب الغضب المُستمر.
  • ظهور إشارات جسديّة وعاطفيّة تدل على عصبيّة المرء، ومنها: التعرّق بشدّة، والرجفة، وتوتر العضلات، وارتفاع الحرارة أحياناً، إضافةً لتضييق وشد الأسنان فوق بعضها البعض.
  • الميل للحزن والكآبة، أحيناً قد يلجأ المرء لسلوكيات سلبيّة، كتدخين السجائر والتبغ، أو شرب الكحول، حيث إن البعض قد يظنها طرقاً للتنفيس عن غضبه والحدّ منه، إلا أنها سلوكيات ضارّة بالصحة يجب الإقلاع عنها.

طُرق للتتعامل مع الشخص العصبي

يُمكن التعامل مع الشخص العصبيّ ومحاولة تهدئته من خلال الطرق الآتية:[٦]

  • ضبط النفس وتهدئتها، وعدم مُقابلة مشاعر الغضب بشكلٍ مُتماثل، وذلك بتجنّب القتال مع الشخص العصبيّ وجداله بل تركه حتى يهدأ قليلاً، ثم التحدّث إليه بودٍّ وهدوء.
  • فهم شخصيّة المرء العصبيّة التي تجعله اندفاعيّاً بشكلٍ مُبالغ به، بالتالي عدم أخذ الموضوع بطريقةٍ عاطفية وشخصيّة قد تُزعج المرء وتدفعه للتحدّث بانفعالٍ للدفاع عن نفسه.
  • التركيز على الخلاف الحالي، وعدم الانسياق وراء الشخص العصبيّ حول الأحداث والخلافات السابقة التي قد يعود لها عندما يغضب، وتحويل النقاش للوقت الحاضر وفصل الخلاف عمّا مضى.
  • التصرّف بطريقةٍ عاطفيّة لطيفة قد تُهدّئ من عصبيّة الشخص الغاضب أمامه، وذلك بالالتزام بالصمت، أو الحديث بصوت رقيق وهادئ بطريقةٍ غير مُستفزّة؛ فقد يفهمها الطرف الآخر بأنّها سُخرية وعدم اكتراث به، ودعم السلوك من خلال إيماءات لغة الجسد اللطيفة، والابتسام له وإشعاره بالراحة أكثر والقبول والودّ.

الأسباب التي تجعل الشخص عصبياً

هُنالك العديد من الأسباب التي قد تجعل المرء عصبيّاً وسريع الغضب، ومنها:[٥]

  • التعرّض للضغوطات والمشاكل اليوميّة وخلافات العمل، وغيرها من الظروف التي تُسبب له التوتّر والقلق وينتج عنها عدم الارتياح والغضب.
  • الظروف البيئيّة المُزعجة التي تُسرع من انفعالات المرء؛ كالارتفاع الكبير والمُزعج لدرجات الحرارة.
  • فُقدان المرء شخص قريب جداً لقلبه، الأمر الذي يجعله شديد الحزن بالتالي الانفعال والغضب على أبسط الامور بسبب البؤس الداخلي الذي يُسيطر عليه.
  • تعرّض المرء للإساءة الشخصيّة التي تؤذي مشاعره وتُثير غضبه، مثل: الشتائم، والانتقاد السلبيّ، والرفض من قبل الآخرين.
  • الشعور بالاستياء بسبب فقدان المرء فرصة تحقيق أهدافه، وإحساسه بالخسارة أو الإحباط والفشل، والانزعاج الذي يجعله سريع الغضب.
  • مرض الشخص وتعرضه لأحد أنواع الألم، سواءٌ أكان نفسيّاً أو جسديّاً.

فيديو التصرفات الطفولية

شاهد الفيديو الآتي للتعرف أكثر عن التصرفات والجانب الطفولي في داخل كل منا:

المراجع

  1. Aaron Karmin (11-1-2019), “Anger and Personality Style”، www.psychcentral.com, Retrieved 18-3-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “Anger Management”, www.helpguide.org, Retrieved 18-3-2020. Edited.
  3. Kelly L. Burns, MA, LPC, ATR-P (13-3-2020), “Why Am I Always Angry? 5 Reasons Why…”، www.betterhelp.com, Retrieved 18-3-2020. Edited.
  4. Melissa Bienvenu (28-4-2014), “Why Am I So Angry?”، www.webmd.com, Retrieved 17-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Hannah Nichols (227-8-2019), “Feeling angry: Mental health and what to do”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-3-2020. Edited.
  6. Chloe Carmichael, PhD (1-3-2020), “How to Calm an Angry Person”، www.wikihow.com, Retrieved 18-3-2020. Edited.