ما أضرار الخمر

الخمر

الخمر هو كُلُّ شرابٍ خمرَ العقلَ فستره وغَطّى عليه، وهو من قول القائل: “خمرتَ الإناء” إذا غطيته،[١]والخمرُ شرابٌ يحتوي في تركيبته على الكحول المَعروف علمياً باسم “الإيثانول”، كما ويُصنع من العديد من الأغذية مثل العنب والشّعير، وله طرقٌ عدّة في التصنيع كالتخمير والتقطير. [٢]

سبب تحريم الخمر

الخمرُ أساسُ الخبائث؛ لأنه يمُهّد الطريق أمامها، فما من سوءٍ أو شرٍّ يحارُ صاحبُه في الإقدام عليه إلّا سهّله الخمر عليه؛ فهو يقضي على النفس اللّوامة للإنسان، أو يُضعف صوتها في داخله على الأقل، فلا يعودُ يشعرُ بسوءِ شيءٍ، ولا يُحسُّ بما في العمل الذي يعمله من خطر، ولأجلِ ذلك جاءَ تحريمه في الإسلام.

لا يُقال إنّ الخمر حُرّم للإسكار فقط، حتّى لا يزعمُ قائلٌ أنّه شربه ولم يسكر، فذلك باطلٌ أولاً – لأنّ النصّ قاطعُ التحريم-، وأيُّ اجتهادٍ مع النص فاسدٌ لا فائدة منه، وثانياً -لأنّ ما أسكرَ كثيرهُ فقليله مُسكر – وثالثاً – لأنّه وكما أسلفنا يميتُ الضمير والإحساس، ويذهبُ بالحياء، وهو تاجُ الأخلاق وعِمادُها.[٣]

أضرار وآثار الخمر

للخمر آثار صحيّة مُدمّرة للجسم على المَدى القصير والطويل، وهو يؤثّر على حياة الشخص الاجتماعية، كما أنّ له عواقب وخيمة على المُجتمعات.

الآثار الصحية على المدى القصير

للخمر آثارٌ صحيّة لا تأخذُ وقتاً طويلاً للظهور على الشخص وصحّته وجسده، منها: [٢]

  • التأثير الكبير على المخّ ومسارات التواصل العصبية، الذي قد يؤدي بدوره إلى فقد المخمور القدرة على الحُكم على الأمور والأحداث.
  • التأثير على تَناسق حركات الجسم كالمشي والقيادة، فلا يعود المخمور قادراً على التنسيق بينها والتحكم بها.
  • الاضطراب.
  • قلة وصعوبة في التّركيز.
  • عدم تناسق الكلام والتلعثم به.
  • ضياع الرادع ؛ حيثُ قد يكسرُ المخمور القوانين والأنظمة ويعيثُ فساداً في ارتكاب المحظور.
  • الإسرافُ في شرب الخمر قد يقودُ إلى صعوبات القدرة على التنفس.
  • قد يؤدّي الخمر إلى الغيبوبة.
  • الإسرافُ في شرب الخمر قد يؤدي إلى الموت المفاجئ.

الآثار الصحية على المدى الطويل

للخمرُ آثارٌ صحيّة تأخذُ وقتاً طويلاً للظهور على الشخص وصحّته وجسده، منها: [٢]

الآثار على جنين الأم الحامل

أظهرت نتائج دراسةٍ أمريكيّة أنّ تناول النساء الحوامل للخمور يُعرّضهن وأجنتهنّ للخَطر بقدرٍ أكبر من المتوقع؛ حيثُ إنّ الأعراض لا تظهر على المدى القَصير على أطفال الأمهات اللواتي يَتعاطين الخمور، إلّا أنّ العدد الإجمالي للأطفال الذين يُصابون بأمراض واضطرابات في الجهاز العصبي المركزي جرّاء تناول أمهاتهم للخمور في فترة الحمل كبيرٌ جداً ويوحي بالخطر،[٤] ومن هذه الأضرار: [٢]

  • أضرار في الشكل الخارجي مثل: عيون صغيرة، وأنف قصير، وشفة علوية دقيقة.
  • مشاكل في النمو.
  • رأس صغير.
  • دماغ بحجم أقل للمولود.
  • صعوبات في التعلم.
  • تشوهات ومشاكل في المفاصل والأطراف.
  • مشاكل في البصر.
  • صعوبات في السمع.

الآثار على حياة الإنسان الاجتماعية

الإدمان على الخمر يؤدّي إلى تدمير حَياة الشخص المدمن في كل الجوانب، فإنّ حياته العملية تتدهور، وقد يفقد بعد ذلك عمله أو مركزه الوظيفي، كما أنّ عائلة المُدمن تتأثّر بشكلٍ كبير سلبياً؛ حيث تُعاني زوجة المدمن وأولاده، فيَعيشون حياةً ملؤها القلق والخوف وعدم الاستقرار، ممّا يُمكن أن يؤدّي بهم إلى أمراض واضطرابات، كما أنّ المُدمن بعد إدمانه يظلّ مُبتعداً عن علاقاته الاجتماعية والأصدقاء والعائلة، ويُصبح وحيداً تُساوره الهموم، وقد تقوده الوحدة هذه إلى أفعال لا تُحمد عقباها.[٥]

الآثار على المجتمع

يتكبّد المجتَمعُ كثيراً من المُعاناة نتيجة ازدياد أعداد مُتعاطي الخمر، ومن الأضرار التي تُؤثّر في المجتمع:[٢]

  • ارتفاع مخاطر حوادث السّير، نتيجة فقدان التّركيز والوعي عند المخمور.
  • ارتفاع مَخاطر أعمال القتل والانتحار، نتيجة الحالة النفسيّة التي يَكون بها المخمور فَضلاً عند انعدام التركيز.
  • السّلوك العنيف والخطر من الأفراد.
  • تكلفة الرّعاية الصحية نتيجة الأمراض التي يؤدّي إليها تعاطي الخمر؛ حيث تتكبّد العائلة والدولة هذه التكاليف بنِسبٍ مُختلفةٍ تختلف من دولة لأخرى.

أضرار الخمر على مختلف أجهزة الجسم

يضرّ الخمر الكثير من أجهزة جسم الإنسان ويصيبها بالعِلل، ومنها: [٦]

الجهاز الهضمي

سير الطعام في الجهاز الهضمي يكون طبيعياً عند الإنسان غير المُتعاطي، ولكن في جسم الإنسان المتعاطي للسموم أو الخمور فإنّ الطعام يحوي السموم والمشروبات الكحولية، لذلك يسير الطعام بسرعةٍ في هذا الجهاز دون حاجة إلى هضم، ومنه يمرّ إلى الدم متنقّلاً إلى جميع أعضاء الجسم، بعد ذلك تحاول الكبد أن تتعرّض لهذه السموم بالمرصاد – كما في جسم الإنسان الطبيعي- لكنّ هيهات أن تستمرّ في عملها هذا بصورةٍ طبيعية عند من يشرب الخمر؛ حيث تُصاب الكبد وتتشمّع، وتُصاب المعدة بالتمدّد والارتخاء، كما يُسبّب ذلك انتفاخ البطن، ويُصاب الهضم بالاضطراب، وبالتالي يَنقُص احتراق الأطعمة نتيجة الإدمان ممّا يُسبّب كثرة الشحوم، فيَزداد وزن المُتعاطي بتراكم الطّبقة الدهنيّة المختزنة تحت الجلد. [٦]

الكليتان

تصفّي الكلى الدم من السموم العالقة به، وفي جسم الإنسان الطبيعي يصلُ الدّم مصفّياً من جهة الكبد، ولكن في حالة الإنسان المُتعاطي فإنّه يتعذّر على الكبد أن تقوم بعملها، ولذلك تؤدّي هذه المهمّة الكليتان، ممّا يؤدّي إلى إصابتهما بخطرٍ كبير. [٦]

الجهاز العصبي

ينتجُ عن تناول الخمرِ تخديرٌ في المَراكز العصبيّة العُليا ممّا يُسبّب بطء سريان الدم في شريان المخ، وبالتالي القيام بأعمالٍ غير إراديّة؛ كارتعاش اليدين، والترنّح، والهذيان، والخبل، وضعف الحواس، وعدم الشعور بالمسؤولية، واضطراب القدرة العقليّة التي قد تقود للجنون، كما أنها تُضعِف إمكانيّات العقل لدرجة يَعجز بها المَخمور عن القيام بأبسط الأعمال الحسابية.[٦]

حقائق حول أضرار الخمر

أشارت مُنظّمة الصحة العالمية إلى حقائق كثيرة حول أضرار شرب الخمر، منها:[٧]

  • يُسبب تناول الخمر وفاة حوالي 3.3 مليون شخص سنوياً، وهذا يُشكّل ما يُقارب 5.9% من الوفيات الإجماليّة حول العالم.
  • يُسبّب الوفاة في عمر مُبكّر للإنسان المُتعاطي؛ حيثُ تُعزى حوالي 25% من الوفيات الإجماليّة في الفترة العمرية 20-30 سنة إلى تناول وتَعاطي الخمور.
  • يُسبب مجموعةً من الاضطرابات النفسية والسلوكية، والكثير من الأمراض الشائعة وغير الشائعة؛ حيثُ أُثبتت العلاقة بين تَعاطي الخمر وهذه الأمراض.
  • يُسبّب خسائر كبيرة في المجال الاجتماعي والاقتصادي.
  • أكّد الباحثون أنّ هُناك خسائر كبيرة تتكبّد عناءها المؤسسات والشركات في المملكة المتحدة؛ حيثُ قدّروا الخسائر جرّاء إصابة العُمّال فيها بـ “دوار الخمر” أثناء مواسم العطلات التي يكثر فيها تناول الخمر بنحو 260 مليون جنيه استرليني، أي ما يُقارب 409 ملايين دولار.[٨]
  • أقيم استطلاعٍ لحساب موقع lastminute.com الإلكتروني المتخصص بالسفريات شَمِل 1500 شخص، أظهرت النتائج أنّ ما يقارب 25% من الموظفين والعُمّال يعملون لمدة لا تزيد عن 4 ساعات في اليوم الذي يلي يوم احتفال شركاتهم بعيد الميلاد.[٨]

المراجع

  1. الطبري، تفسير الطبري، صفحة 321، جزء الرابع.
  2. ^ أ ب ت ث ج د.أسامة أبو الرب، “الخمر.. سُمّ يُشرب وعقل يُسلب وصحة تذهب”، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 6\1\2017.
  3. محمد أبو زهرة (2001)، زهرة التفاسير، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 2345.
  4. “تعاطي الحامل للكحول يضر بأعصاب نسلها”، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2017.
  5. ابراهيم حسن الخضير (6-4-2012)، “إدمان الكحول … يدمر حياة المدمن الاجتماعية والعملية”، الرياض ، العدد 15992، صفحة زاوية طب.
  6. ^ أ ب ت ث “أضرار الخمر على مختلف أجهزة الجسم البشري”، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – المملكة المغربية، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2017.
  7. “الكحول”، منظمة الصحة العالمية ، 2015، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2017.
  8. ^ أ ب ليزلي غفيرتز (9-1-2015)، “الثمن الحقيقي للإفراط في تناول الكحول”، BBC، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2017.